د. يحيى غدار: بلاد الشام والرافدين ستعود إلى أهلها… ومخطط تفكيك سوريا ولبنان لن ينجح

الدكتور يحيى غدار: الشام والرافدين ستعود لأهلها… ولن تمر مؤامرة تفكيك سورية ولبنان
توقف الدكتور يحيى غدار، الأمين العام للتجمع العالمي لدعم خيار المقاومة، عند المقابلة التي أجراها المبعوث الأميركي لشؤون سورية ولبنان مع صحيفة ذا ناشيونال الإماراتية، والتي وصف فيها لبنان بأنه “كيان نشأ عن مقص سايكس بيكو” وأنه “في خطر الاندثار”، مشيرًا إلى أن السوريين يعتبرونه جزءًا من “ساحل الشام”، وقد “يعود إلى أصله السوري”.
واعتبر الدكتور غدار أن ما ورد في المقابلة يمثّل اعترافًا أميركيًا متأخرًا، بل إدانة صريحة لما اقترفته القوى الاستعمارية من تقسيم وتجزئة للأمة العربية والإسلامية، من خلال إنشاء كيانات مصنّعة وقاصرة وظيفتها الأساسية تأمين الهيمنة الغربية، والتخادم مع الكيان الصهيوني الغاصب، عبر نظم سياسية خاضعة ومهندَسة لخدمة المصالح الاستعمارية.
ووصف الدكتور غدار كلام المبعوث الأميركي بأنه “حق يراد به باطل”، مشيرًا إلى محاولة واشنطن إضفاء شرعية على شخصية إرهابية مرتبطة بنتنياهو، عبر تصوير رأس التنظيم المتطرف في إدلب “الجولاني” وسلطته، كامتداد تاريخي وشرعي، بينما الحقيقة هي أن هذا الخطاب يسعى إلى تحريف التاريخ ونسف الجغرافيا، في مسعى لإسقاط الحق الوطني والقومي.
وشدد على أن فلسطين من بحرها إلى نهرها، مرورًا بغزة، ووصولًا إلى لواء الإسكندرون وجبال طوروس وزاغروس، كلها تُعرف تاريخيًا بأنها من امتدادات ساحل الشام، وأن الشام هي “قلب العروبة النابض”، الذي لا يمكن أن يُجزّأ أو يُسلَّم لعملاء الاحتلال.
وأكد الدكتور غدار أن “حقائق التاريخ والجغرافيا وواجبات الحاضر والمستقبل” تفرض عودة الحق القومي لأصحابه الحقيقيين، في بلاد الشام والرافدين، حيث كانت نشأة العربية وموطن الرسالات السماوية، مشددًا على أن تحقيق هذا الهدف لن يتم إلا بإسقاط الغدة السرطانية – الكيان الصهيوني – ومعه الأنظمة التي أنشأها الاستعمار لتقسيم جسد الأمة.
وتابع: “إن آخر فصول المؤامرة هي محاولة تدمير سورية وجيشها العربي، وتنصيب عميل صهيوني إرهابي على رأسها. لكن هذه المحاولة لن تمر، فالشام ستعود لأهلها، ومعها الرافدين، بفضل محور المقاومة وشعوبها وتضحياتها، ولن يُكتب النجاح لمشاريع سلجوقية عثمانية أو محميات أميركية-إسرائيلية”.
وفي ما خصّ العراق، دعا الدكتور غدار إلى تمكينه من استعادة دوره ومكانته في الأمة، عبر دعم قواه الحيّة والحشد الشعبي المقاوم، ورفض محاولات تدميره وسحب سلاحه لصالح الهيمنة الأميركية الأطلسية. وأضاف: “الشرق يبدأ من القدس ويمتد إلى بيروت ودمشق وبغداد، وهذه هي الحقيقة التي يخشاها المتآمرون”.
وختم الدكتور غدار بالتأكيد على أن “لا مكان في الشام الجديدة لأدوات المشروع الأميركي-الصهيوني، ولا لأولئك الذين يلهثون خلف خطط نتنياهو-ترامب، ويسعون لنزع سلاح المقاومة تحت شعارات كاذبة”، مشددًا على أن “هذا السلاح المقدس سيبقى في يد المجاهدين الأبطال، محميًا بالتفاف الشعب اللبناني، بكل أطيافه، حول قضيته”.
وأضاف: “الشام والرافدين والأمة العربية كانت لأهلها وستبقى، وما زلنا في عصر المقاومة والانتصارات، ولن يحصد الواهمون سوى الخزي والعار”.