Featuredالتحليل اليومي

“أنصار الله”: استهداف “أرامكو” ضربة معلم… سلمت الايادي

هيئة تحرير موقع التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة

في عمليّةٍ نوعيّةٍ وذات طابعٍ استراتيجيّ، حقّق “أنصار الله” جملة أهدافٍ ورسائل بالغة الأهمية ووضعوا الصراع على الإقليم في حقبةٍ جديدةٍ لا تقلّ أهميّة وخطورة عما فعلته المقاومة في لبنان في عملية “أفيفيم” وإسقاط المسيّرات الإسرائيلية في الجنوب وغزة.

فالعملية متقنةٌ ونوعيّةٌ وتُحسَب لأنصار الله وقدراتهم المتنامية في الحرب الالكترونية وسلاح المسيّرات، وتشهد على قدراتهم الفذّة وما بلغوه من معرفة ودقة تصنيع ونوعية إنتاج شهد لهم الروس بالقول “وحدها صواريخ اس ٤٠٠” القادرة على التصدي لمسيّراتهم بعد أن أسقطوا “الباتريوت” و”ثاد” و”القبة الحديدية” وأخواتها .

في التوقيت حكمة وعقل مبدع، فقد قصفت درّة الاقتصاد السعودي في الزمن الذي استكملت فيه عملية تأهيلها للتخصيص والبيع، والعملية ستترك آثارا جمّة على أسعار أسهمها وجدوى تخصيصها، فهي ضربة اقتصادية قاصمة إضافة الى كونها استراتيجية بالمفهوم العسكري… وفي المكان أقصى شرق السعودية وأقرب نقاط الخليج والامارات والكويت وقواعد الأمريكي ما يعني أنهم قادرون في كلّ الجغرافيا السعودية وأبعد.

والضربة على إتقانٍ بحيث جرت على أهم موقعين للضخ وصناعة النفط، وبسربٍ من عشر طائراتٍ طارت ألفاً وثلاثمئة كيلومتر وأكثر، أو بحسب بعض التقديرات طارت من السعودية أو البحرين أو الكويت أو البحر… ومن أي مكان طارت ففيها شهادة لقدرة أنصار الله وتقانتهم ومستويات نوعية للخرق وبناء قواعد عمل في الأعماق، ما يعني القدرة على الإدارة والمتابعة والتحكم والتخفي وضرب عصب النفط والبتروكيماويات السعودية وقد توقف نصف الضخ اليومي بما يزيد عن خمسة ملايين برميل، وبهذا أصبح “الحوثي” عنصرا فاعلا في سوق النفط والاسعار وامتلاك القدرات على وقف ضخ النفط السعودي والخليجي تماما عندما يريد وهكذا بات يتحكم بالسوق والاسعار وحجم المعروض بما يفيد ايران وروسيا ويعوض خسائرهما جراء الحصار الامريكي الظالم، والعملية تقع والصراع على أشدّه في حرب الممرات والناقلات وتكسب فيه إيران ومحور المقاومة وأنصار الله قوة نوعية في المحور، والعملية تؤكد مكانتهم ودورهم الوازن.

ضربة أرامكو المؤلمة كيفما درست هي عملية ذات أثر استراتيجي وتمثل نقطة تحول في التوازنات وما سترسو عليه ليس حرب اليمن فحسب بل والحصار الامريكي لإيران وسوريا وروسيا وسوق النفط ومستقبل السعودية كأكبر المصدرين، وستضع مشاريع ابن سلمان لتخصيص أرامكو ولمشروع نيوم وخطته لـ ٢٠٣٠ في مهب الريح ويصبح مستقبلها كلها بيد “الحوثي” وقراره..

سلمت الأيدي والعقول، وزاد الله في قدرة الفقراء الحفاة على انتزاع أروع وأثمن الانتصارات.

والحقّ يتثبّت في القول إما الجميع يصدرون النفط أو لا أحد… هكذا يتضامن حلف المقاومة ويقاتل في كل الساحات كصف مرصوص …

انظروا إلى ردّ الفعل الأمريكي وحالة السعار التي أصابا إدارة الحرب فيها تعرفون كم كانت العملية نوعية ومتقنة…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى