Featuredالتحليل اليومي

هل يغيّر فيلم منظومة “حيتس” الإسرائيلية من توازن القوى؟

هيئة تحرير موقع التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة

خرج نتنياهو يباهي ويرعد ويزبد بعد نشر أفلامٍ هوليووديّة تحدثت عن نجاحاتٍ في اختبار منظومات “حيتس” الاسرائيلية للصواريخ المضادة للصواريخ والطائرات في ألاسكا الأمريكية، وزعم نتنياهو أنّه لم يعد يتهدّد الكيان الصهيوني مصير التدمير والعودة للعصر الحجريّ، إشارةً لما قاله السيد حسن نصر الله في مقابلته مع المنار وعرضه لخريطة العمليات العسكرية التي تحضرها المقاومة إن وقعت الحرب بما في ذلك تحرير الجليل والصلاة في القدس وإعادة الكيان الصهيوني إلى العصر الحجريّ الذي لا يعرفه، ولم يكن، وليس له أن يكون في هذه الجغرافيا العزيزة والمقدّسة.

من حيث المبدأ، وبرغم أنّ حملة تهويلٍ جاريةٌ وتشارك فيها بعض الفضائيات والوسائط وصفحاتٌ محسوبةٌ على خيار المقاومة وتنخرط عن غباء وبسبب ما تعيشه من رهابٍ باقٍ من زمن قوة “إسرائيل” للترويج لكذبة “الحيتس”، إلّا أنّه بمجرد أن يقول نتنياهو: لم يعد من فرصةٍ لعودة الكيان إلى العصر الحجريّ، يشكل اعترافاً ضمنيّاً بأنّ تهديدات المقاومة وسيّدها وخطط عمليّاتها باتت تسكن العقل الباطنيّ “لإسرائيل” وقيادتها بما في ذلك نتنياهو.

وعلى افتراض أنّ تجربة “حيتس” كانت مجديةً والمنطق يقول بأنّها ليست مجديةٌ أبداً، بل والعقلانيّة تفيد بأنّه مجرّد أن تجري التجربة في ألاسكا يعني أنّها غير مجدية، وليست أكثر من مجرد إنتاج فيلم هوليووديّ القصد منه التأثير النفسي، وبين ما يرجوه قادة الكيان رفع معنويات الصهاينة ومحاولة تدعيم نتنياهو في الانتخابات الاسرائيلية للكنيست وإلّا لماذا الآن الإعلان وعرض الفيلم وتصوير نتنياهو أنّه حقّق معجزة.

ثم أين المعجزة؟ فهل تستطيع “حيتس” التصدي للطائرات الورقية في غزة أو للبالونات، وإن كانت قادرةً، فلماذا لم تجرّب في غلاف غزة؟ وماذا تستطيعه “حيتس” ومنظومات الدفاع الجويّ الاسرائيلية في مواجهة أرتال المقاومة الراجلة التي ستدخل إلى الجليل، وأين المنطق بالقول إن “حيتس” ستغيّر ميزان القوى وقد استخدمت أجيالها وأخفقت في التصدّي لصواريخ المقاومة من لبنان ومن غزة والصواريخ باتت دقيقةً ولها قدرة التخفي، والتجربة جاريةٌ مع أفضل نتاجات الأسلحة الأمريكية – الاسرائيلية في حرب اليمن.

“حيتس” وتجربتها مجرّد فيلم هوليوودي المقصود منه ترميم ثقة الصهاينة بجيشهم وبأسلحته وبالأسلحة الأمريكية ومحاولة إسناد نتنياهو في حملاته الانتخابية لا غير.

ولن تغيّر في ميزان القوى وهي اختبرت منذ زمن وشأنها شأن “القبة الحديدية” التي سوّقت بحملة إعلانية مكلفة أيضا وعند استخدامها تبيّن أنّها مجرد خردةٍ بلا أيّة فاعلية وبإزاء صواريخ غزة المصنّعة محليا، ولم تجدِ نفعاً، إضافةً إلى أنّ السلاح ليس بتقانته فحسب أيضاً، والأهمّ بمن يستخدمه وبقدراته وجرأته واستعداداته للتضحية، وهذه لم تعد موفورةً في جيش الكيان الصهيوني، على غير ما هي عند المقاومة ورجالها ورجال الدفاع الجوي السوري الذين طوّروا من صواريخ متقادمة وحولوها إلى صواريخ تجاوز دقة وجدوى “الباتريوت” و”الحيتس” و”القبة الحديدية” و”مقلاع داوود” ومنظومة “آرو” وسواها…

الزمن تغيّر، والوقائع المعاشة أصبحت قاطعةً بأن “إسرائيل” لن تستطيع ترميم عناصر قوتها، والأفلام الهوليوودية قد تفيد في تعزيز هذا أو ذاك في الأزمة السياسية للكيان الصهيوني لكنها لم تعد قادرةً على منع جحافل المقاومة إن اتخذ قرار تحرير القدس، والقرار بكلّ حال ينتظر من يشعل عود الثقاب، وسيشتعل، وربما قريبا…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى