Featuredالتحليل اليومي

غزة تنفجر في وجه الاحتلال وحماس… المقاومة هي الحل

هيئة تحرير موقع التجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة

شهدت غزة في الأيام المنصرمة حدثين نوعيّين في دلالتهما يكشفان عن جملة حقائق واسمةٍ ومؤسّسةٍ لما سيكون، وترسم ملامح حقبةٍ جديدةٍ في مستقبل غزة والصراع العربي الصهيوني وربما أبعد من ذلك بكثير…

صاروخان من العيارات الثقيلة يصلان إلى تل أبيب، وتعجز القبة الحديدية ومنظومات “ثاد” و”المعطف” و”حيتس” و”الباتريوت” عن التصدي لهما، فيصيبان “اسرائيل” بقلب نتنياهو، وهو والعملية السياسية الاسرائيلية في منعطف تاريخي حاسم قبل عشرين يوم من الانتخابات المبكرة الحاملة لنذر تحوّلات عاصفة في الكيان وانتظامه السياسي….

ارتبكت حماس واهتزّت غزة ولم يجرؤ فصيلٌ على إعلان المسؤولية، فبادرت التسريبات الاسرائيلية لتعميم أنّ خطأً تقنياً أدّى الى إطلاق الصواريخ المنصوبة باتجاه تل أبيب…. يا له من تفسيرٍ مخاتلٍ وكاذبٍ يحاول تلطيف الأمر وتحوير احتمالاته وأسبابه. وبكلّ حال، لا يغيّر كذب وفبركات الاعلام الاسرائيلي من دلالات الحدث وقيمته العالية، فهل يصدّق أحدٌ أنّ صواريخ ثقيلةً بهذا الحجم والمدى يمكن أن تنطلق بالخطأ… وهي سابقةٌ لم تحصل من قبل ومن غير المنطقيّ أن تحصل…

على خطٍّ موازٍ انفجرت غزة الجائعة على سلطة حماس، وانتفضت في الشوارع، فبادر رجال حماس لإطلاق النار وتفريق المتظاهرين وتنفيذ حملة اعتقالات واسعة أثارت ضجةً وحفيظة عموم أهالي غزة بأكثريتهم الجائعة والمأزومة والمتروكة في عراء العرب وأزماتهم وفي واقع انقسام الساحة الفلسطينية وانشغال أغلب الفصائل بأمورها وتحقيق مصالحها الحزبية أو الفصائلية أو الشخصانية …

تقاطع الحدثان، وهما نوعيّان في الدلالات ولحظة التحقّق، مع وجود الوفد الامني المصري لادارة التفاوض بين حماس و”اسرائيل” للترقيد والتهدئة لتأمين نتنياهو وفرصه في العودة الى قيادة الكيان، وبلوغ التفاوض مرحلة متقدمة بتأمين حماس وموظفيها بأموال قطرية بمقابل التهدئة ووقف مظاهرات العودة والتحضير لتفاهمات اسرائيلية حمساوية طويلة المدى جعلت قادة فتح يتّهمونها بأنها تتحضر للانخراط في صفقة القرن التصفوية للقضية الفلسطينية… ربما التقاطع بين الاحداث الثلاثة يوفّر عناصر لفهم الجاري، وعليه نرى:

– إن إطلاق الصواريخ وبحسب التسريبات الاسرائيلية تمّ بسواعد ومن مواقع ومخازن حماس، أي أنّه مؤشّر تمرّد حماس المقاومة على مشروعات وسياسات حماس المساومة، ومؤشّر على احتمالات انقلاب العسكر المقاومين على السياسيين المتحمّسين للهدن والتهدئة بمقابل المال…

– انفجار الشارع في وجه حماس مؤشر على أنّ غزة المقاومة الصابرة الصامدة لم توالي حماس وتفوّضها، إلّا لأنها قادت المقاومة ورفضت المساومة، وعندما تتحول بعض حماس للمساومة، فغزة لن تفوّضها ولن تقبل أن تجوع ليشبع بعض الحمساويين أو ليصبحوا المفوضين باسم غزة ووضع تضحياتها على طاولات التفاوض وتقليص مطالبها الى حدود فكّ الحصار أو إيصال أموال قطر بالقطارة….

الاستنتاج: غزة القابضة على جمر القضية الفلسطينية والمتظاهرة أسبوعياً لإثبات الحقّ بالعودة، لن تساوم ولن تجاري المساومين أكانوا من فتح أو من حماس أو من أيّ فصيل…

وصواريخ غزة لم تعد تحتمل المساومة ومحاولات التملص من المقاومة، فقد تفلّتت بفعل فاعلٍ أو بخطأٍ يصحّح انحيازات البعض وخروجهم على عهد المقاومة ومحاولات سلوك طريق فتح والسلطة السابق…

غزة تحتقن ودرجة غليانها باتت نذير انفجارٍ كبير إمّا أن يتحقّق ضدّ الاحتلال أو في وجه مشاريع التهدئة والمساومة…

هل هناك من يلتقط الفرصة ليبادر قبل الزلزال… هي المسألة المطروحة أمام الفصائل والنخب والفاعليات الفلسطينية، فغزة المقاومة قالت كلمتها بصواريخ بلغت تل ابيب وأسقطت الخوف من الدفاعات الجوية الاسرائيلية، وغزة الفقراء قالت إنها لن تقايض القدس والجليل بدولارات قطر …

يعود خيار المقاومة وحيداً وتقول غزة إنّها لن تستسلم…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى