Featuredنشاطات التجمع المركزية

التجمع يعقد لقاء “خيار المقاومة في فكر عبد الناصر”

بسم الله الرحمن الرحيم

في الذكرى الثامنة والأربعين لرحيل القائد الخالد جمال عبد الناصر، وتزامناً مع الذكرى الثامنة عشرة لاندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية، عقد التجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة لقاءً سياسياً بعنوان “خيار المقاومة في فكر عبد الناصر” وذلك بحضور حشد من الشخصيات والفعاليات السياسية والثقافية العربية والاسلامية…


بدايةً، رحّب الأمين العام للتجمع الدكتور يحيى غدار بالحضور الكريم، واستهل اللقاء بالوقوف دقيقة صمت حداداً على روح الرئيس الخالد جمال عبد الناصر وعلى أرواح شهداء الجريمة الارهابية النكراء في الأهواز وشهداء المقاومة الأبرار… كما حيّا المواقف المشرفة للرئيس اللبناني ميشال عون في المحافل العربية والدولية وآخرها في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك…


كما أشار الدكتور غدار إلى أنّ رمزية الرئيس الخالد تتمثّل في تبنّيه خيار المقاومة منذ البداية، حيث أسقط نظام الملكية في مصر بتبنّيه لهذا الخيار، كما تصدّى للعدوان الثلاثي في 1956 انطلاقاً من نفس القاعدة، بالاضافة الى رفضه مقررات المؤتمرات المشبوهة التي تنتهك مصالح الأمة وتتآمر على مستقبلها ومقدّراتها، حيث أعلن استراتيجية اللّاءات الثلاث في القمة العربية – الخرطوم 1967، الأمر الذي تردّد صداه في أنحاء الأمة ليعيد التأكيد على أن “المقاومة الفلسطينية وجدت لتبقى وستبقى”…

وأكد الدكتور غدار أن الرئيس الخالد كان يقينه بأن خيار المقاومة سيبقى الخيار الوحيد أمام الأمة لاستعادة وحدتها وكرامتها، على أن نلتزم النهج الثابت الذي لا يحيد عن القضية الأم فلسطين، والذي يؤكّد أنّ عدونا الحقيقيّ هو الاستعمار والصهيونية والرجعية، مشدّداً على أنّ “ما أخذ بالقوة لا يمكن أن يستردّ بغير القوة”…

وعقب كلمة الدكتور غدار، تم عرض فيلم وثائقي عن الزعيم الخالد مع مقتطفات لأهم الخطابات والمواقف التي رسمت ملامح عهده والاستراتيجية الذي ارتكز عليها في بناء مصر القوية والدفاع عن الأمة…

 

وفي كلمة لسعادة النائب عبد الرحيم مراد رئيس حزب الاتحاد، لفت الى أنّ الغرب والدول المعادية عرفت أهمية هذا القائد العظيم وقدرته على مجابهة مخططاتها العدوانية بشكلٍ يزيد على ما عرفناه نحن، ومنذ بداية تواصله مع القضية الفلسطينية أثناء حصار الفالوجة وحتى آخر لحظة، كانت فلسطين الشغل الشاغل له، الأمر الذي دفع الغرب إلى استهدافه والتآمر عليه خوفاً من مراكمة أفكاره والبناء على الأسس التي قام بوضعها لبناء الدولة وحماية الوطن…
وأشار سعادته الى أن الأمل يبقى بالمقاومة العظيمة التي تراكم الانتصارات والتي توجد اليوم على مساحة الأراضي الفلسطينية والسورية واللبنانية واليمنية وتحارب باللّحم الحيّ والعقيدة الصادقة..


كما عبر عن أمله بأن تقوم القوى الناصرية بضمان استمرار هذا النهج وتعمل على نقل الفكر الناصري الى الأجيال القادمة على أمل أن تحمل الأيّام المقبلة الخير لأمّتنا والنصر لقضيتنا.

بدوره، أشار معالي الوزير الدكتور عصام نعمان – منسق عام الحركة الوطنية للتغيير الديمقراطي وعضو مجلس أمناء التجمع إلى أنّ مقاومة القائد الخالد ولدت في فلسطين عندما حوصر في الفالوجة وتأخّر فكّ الحصار بسبب الاسلحة الفاسدة التي كانت الشبكة السياسية قد زوّدت الجيش المصريّ بها… ومن هنا استخلص الدرس المرّ على قاعدة أنّه لا يمكن للمقاومة أن تزهر في الميدان إلّا إذا أُزيلت الشبكة الفاسدة من العاصمة والتي جعلتنا ننكفئ في فلسطين…


وقد قام عقب ذلك بقلب نظام الفساد التابع للقوى الخارجية، ولم يتوقف عند هذا الأمر، بل سعى لإزالة قواعد الاستعمار في كل الوطن العربي، وكان أوّل محقّقٍ للوحدة في الوطن العربي بعد قرونٍ من التخلّف والتبعيّة والانهزام…

من جهته، لفت الدكتور جمال زهران الأمين العام المساعد للتجمع – المنسق العام لفرع التجمع في مصر إلى أنّنا إذا راجعنا مسيرة حياة القائد الخالد، فإنّنا نقف أمام مشهدين لن يتكرّرا… أوّلهما إعلان استقالته بعد النكسة، لتتحرّك الجماهير بتلقائيّة نادرة وتعيده عن قراره رئيساُ لجمهورية مصر العربية… والثاني كان يوم وفاته، والذي يعتبر حدثاً لا يمكن أن يُمحى من الذاكرة على الاطلاق…

وأعاد الى الأذهان ما حدث في عام 1956، حيث لم يكن آنذاك في وضعٍ عسكريّ يستطيع من خلاله مقاومة عدوانٍ ثلاثيّ بهذا المستوى، ولكنه استطاع تعبئة الشعب المصري كلّه ومدّه بالسلاح، فانتصر شعبياً وأجبر هؤلاء على الخروج المذلّ من القناة وبور سعيد..
وعن المنظومة الفكرية لعبد الناصر، أشار د. زهران إلى أنّها تتكون من عدّة مستويات، من اللّاءات الثلاث إلى مركزية القضية الفلسطينية والوحدة العربية والاشتراكية….

كما أكد أنّ القائد عبد الناصر زعيمٌ عربيّ مصريّ نادر، والارض العربية ولّادة تنجب المقاومين الذين يحملون مرجعية المقاومة التي أرساها القائد الخالد، منوّهاً بانتصار المقاومة في لبنان عام 2006 حيث حمل الشعب العربي في مصر حينها صور السيد حسن نصر الله إلى جانب صور عبد الناصر، مشيراً إلى أن نهج الزعيم الخالد مستمرّ في قيادة الرئيس بشار الأسد وحكمة ومقاومة السيد حسن نصرالله…

بدوره، عبر المستشار الثقافي لسفارة الجمهورية الاسلامية الايرانية – د. محمد مهدي شريعتمداري عن أنّ ما يجمع الجمهورية الاسلامية مع القائد الراحل هو الثورة والوحدة والعدالة والاستقلال، وهي المفاهيم ذاتها التي تميّز صفّنا عن صفّ بني جلدتنا الذين لا يؤمنون بها… مشيراً الى أنّ سقوط الملكية في مصر ومجيء الرئيس عبد الناصر كان كافياً لشاه إيران لأن يأخذ موقفاً سلبيّاً منه، وما جرى للدكتور محمد مصدق رائد حركة التأميم في المنطقة، لا سيما في قطاع النفط، والذي أمّم بعده الرئيس عبد الناصر بسنتين قناة السويس، كان من الأمور التي جعلت عبد الناصر يدعم ويدافع عن الثورة الإيرانية وحقوق الشعب الإيراني…

وتوقف الدكتور شريعتمداري عند العدوان الثلاثيّ على مصر، وقيام الشاه بتزويد للكيان الغاصب بالنفط والاعتراف بدولته، حيث كان أيضاً من نقاط التقارب بين الفكر الناصري وأتباع الثورة، وفي الوقت عينه نقطة ابتعاد بين حكومة الشاه وأتباع الثورة…
كما أنّ حرب اليمن، والوحدة مع سوريا، والحلف الذي تمّ هدمه من قبل ملوك البترودولار عام 1961 كانت تعتبر من نقاط التلاقي بين الفكر الناصري والفكر الثوري في الجمهورية الاسلامية… فقد كان الزعيم الخالد يقف بوجه التبعية والظلم والمشاريع الاستعمارية وهي العوامل التي وحّدت الرؤى وأوجدت التقارب بين النهجين…
وأكد الأستاذ شريعتمداري أنّه عندما توفي عام 1970، كان قائد الثورة الاسلامية يقبع في سجون الشاه، ويذكر بأنّه بكى على وفاته بكاءً لم يبكه يوم وفاة أمه وأبيه، فهو يعلم أنّ المواقف الناصرية كانت عظيمة بوجه الاستكبار العالمي، ولو كان بيننا لوقف إلى جانب الثورة والمقاومة في لبنان والمنطقة وسوريا واليمن والعراق وضد حركات الارهاب والتكفير في كل مكان…

بدوره، ألقى الاستاذ عدنان برجي كلمة رئيس “المؤتمر الشعبي اللبناني” كمال شاتيلا، إلى أنّ خمسة عقود مرّت وتبعتها تجارب وخبرات وحملت تكاليف مادية وبشرية كبيرة… ونحن لم نغيّر البوصلة لحظةً واحدةً وحافظنا على فكر وتجربة ومبادئ ثورة 23 يوليو.. التي كانت فعل مقاومةٍ ضد المستعمر والمستغلّ… وقد كان القرار واضحاً وحاسماً في هذا الاتجاه…


مشيراً إلى أنّ المقاومة استمرّت في لبنان والعراق وسوريا واليمن وفلسطين، وهي تحقّق تقدما كبيرا، ولولاها، لما تحرر لبنان وانهار مشروع الشرق الاوسط الجديد…

من جهته، شدّد المحامي الأستاذ رمزي دسوم ممثل التيار الوطني الحر على أنّ الرئيس عبد الناصر كانت قضيته الأساس فلسطين وشكّلت التزامه الأدبي والاخلاقي الذي دفع الرجعية لمحاربته وحصاره، كما أنه اعتبر الكيان الصهيوني غاصباً ومحتلاً وقتاله واجباً علينا مهما غلت التضحيات، الأمر الذي التزمت به المقاومة حتى يومنا هذا… ومن خلال هذا النهج، كان انتصار عام 2006 الذي أعاد الكرامة والعزّة بأبهى حللها في وقتٍ تفتقدها معظم الأنظمة العربية الرجعية والعميلة…


ولفت الى أنّنا اليوم بصدد بروز مشروع صفقة القرن وتصاعد محاولات التطبيع والتهويد والتآمر…. ولكن سيّد المقاومة أعلن رفضه للصفقة، ونحن على يقين بأنّ شعب الجبّارين لن يوقّع عليها وسيبقى على خياره المسلّح حتى تحرير الأرض واستعادة المقدسات…
ونوّه الأستاذ دسوم بمواقف الرئيس عون من القضية الفلسطينية في نيويورك حيث تقدّم على نظرائه من رؤساء الدول في هذا الزمن الصعب…

من جانبه، لفت مسؤول الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في لبنان الأستاذ علي فيصل – عضو مجلس أمناء التجمع: إلى أنّ أحداً لا يستطيع أن يفي هذا القائد الخالد حقّه في زمنٍ قلّ فيه الرجال والقادة العظام، رجل الفرادة والمنظومة الفكرية التي استمدّت منها المقاومة استراتيجيّتها.. والذي كان السبّاق في الانتفاضة من الفالوجة الى القاهرة والجزائر وفلسطين ودمشق على اختلاف المراحل….


وأشار الى أنّ القائد الخالد رجلٌ تخطّى حدود القطر والاقليم والقومية العربية من خلال دعمه حركات التحرر في أفريقيا وحول العالم، وأسّس نظاماً عالمياً قائماً على العدالة في دول عدم الانحياز، وقال إنه لا يمكن إلّا أن نربط بين الحرية والوحدة والاشتراكية في منظومةٍ ثلاثيةٍ متكاملةٍ تقف في وجه الرجعية والاستعمار… حتى أنّ نصر أكتوبر كان بمفاعيل نضاله وبنائه والقدرات التي حشدها على مدى فترة حياته…. واليوم نرى السيد حسن نصر الله يتابع النهج، ونحن بانتظار الانتفاضة الثالثة… فالقدس ستبقى عربية ولا بديل عن حق العودة وعن فلسطين…

بدوره، وجّه الأخ حمزة بشتاوي ممثل الجبهة الشعبية القيادة العامة: تحيةً فلسطينيةً صادقة للزعيم المؤسس لأول حركة مقاومة فدائية… مشيراً إلى أنّ النضال الفلسطينيّ لم يشهد العمل الفدائيّ إلّا على يده عام 1954 بقيادة المقدّم مصطفى حافظ، حيث كان تأسيس الكتبية 140 ردّاً مباشراً على تأسيس الصهاينة للكتبية 101 التي كانت مهمّتها طرد الفلسطينيين وحماية المستوطنات، حيث اعتبرت الكتيبة 140 من الأمور التي زعزعت مرتكزات الكيان الصهيوني، لافتاً إلى أنّ فكر المقاومة العمليّ والميدانيّ كان من تجلّيات مواقف الرئيس ناصر ومؤكّداً على استمرار المقاومة والنضال حتى التحرير…

من جانبه، أشار الإعلامي الأستاذ عمرو ناصف – قناة المنار في جمهورية مصر العربية: إلى أنّ اللّوم ليس فقط على الأنظمة الرجعية، فالكثيرون تخلّوا عن القائد الخالد واختاروا الحسابات البنكية أوطاناً لهم من خلال خوض حروبٍ طائفيةٍ ومذهبيةٍ لصالح الاستعمار، وعلى قاعدة “نبايع أربابنا في الصباح ونأكلهم حين تأتي العشية”…

 

كما لفت إلى أنّ من المهم العمل على إحياء العمل الناصري الشعبي والابتعاد عن زيف الزعامات التي انحرفت عن الطريق الصحيح، مذكّراً بما قاله المرحوم جمال حمدان: “إنّ مصر محكومٌ عليها بقيادة العرب لتحرير فلسطين أو الانتحار، ولا خيار آخر”…

بدوره، أكّد سماحة الشيخ الدكتور محمد نمر زغموت رئيس المجلس الإسلامي الشرعي الفلسطيني في لبنان والشتات أنّنا نشهد اليوم انقلاب المفاهيم.. حيث ابتعد الكثيرون عن نهج ومقاومة وفكر القائد الخالد جمال عبد الناصر، لتُعطى تيران وصنافير لبني سعود خدمةً للكيان الصهيوني، كذلك تُنتهك حقوق الشعب العربي ويُعتدى عليهم من قبل أبناء جلدتهم، في الوقت الذي ترزح فيه فلسطين تحت نير الاحتلال وتُبذل الأموال خدمة للمشروع الأمريكيّ الصهيونيّ في المنطقة وحفاظاً على عروش ممالك البترودولار…

من جانبه، وجّه الأستاذ عدنان الحلاق ممثل المؤتمر الناصري العام وعضو التجمع في سوريا: تحيةً من قلب العروبة النابض التي تتعرض لهجمةٍ شرسةٍ من كلّ القوى الغربية والاستعمارية….

وأشار الأستاذ الحلاق إلى أنّ القائد كان مقاوماً في الحرب والسلم والاقتصاد… ونحن علينا أن ننتهج نهج المقاومة في كلّ سلوكنا، فأمّتنا تتعرض لهجمةٍ شرسةٍ وتحتاج مقاومةً جديدةً كالتي نشهد تشكّلها في سوريا وهي الطريق الوحيد للنصر، كما أنّ علينا العمل على تشكيل حركةٍ عربيةٍ واحدةٍ مدعومةٍ بالقوى الإسلامية والأصدقاء والحلفاء لمواجهة كلّ ما تتعرض له أمّتنا…

 

لمشاهدة الفيديو الوثائقي مع مقتطفات من أقوال الرئيس الخالد جمال عبد الناصر اضغط هنا

 

الجمعة 28 ايلول 2018
أمين عام التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة
د.يحيى غدار

info@tajammo3.org
www.tajammo3.org
www.facebook.com/altajamoo
twitter.com/khayarmoukawama
Tel:009611822084

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى