Featuredالتحليل اليومي

روسيا في سوريا حليف صادق يعتدّ به

هيئة تحرير موقع التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة

تعرضت العلاقات السورية الروسية إلى تضليل ومحاولات محمومة للتشكيك بمدى جدّيتها، وقيل الكثير عن خياناتٍ روسيّةٍ لسوريا عبر تكريم أردوغان ونتنياهو وإعطائهما ما أرادا ويريدان في سوريا… وذهب البعض أبعد للتهويل باستعمارٍ روسيٍّ لسوريا وأقوال تحدثت عن دورٍ روسيٍّ في تفكيك الدولة واحتمال بيع الرئاسة وصياغة دستورٍ روسيٍّ لسوريا، وقيل الكثير عن ورطة روسية ستعيد انتاج هزيمة الاتحاد السوفياتي في أفغانستان، ولم تمرّ خطوة سورية روسية إلّا وحملت الكثير من الاتهامات والتشكيك التضليلي….

الراصد الواقعي يمكنه حشر ألف واقعة وشهادة ليدحض الترهات جميعا، وبكلّ حال، الواقع ومجرياته وما أنتجه التحالف السوري الروسي للحليفين أصدق إنباءً من الكتب.

أمس في معركة حلب، صادقت روسيا بالنار والمجاهرة والاعلان الرسميّ بلسان زاخاروفا الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية، وكشفت عن أنّ طائرات سو ٢٤ قصفت ودمرت رتلاً من المدرعات التركية كانت تساند الارهابيين في هجمات على الجيش العربي السوري بأوامر من أردوغان بعد أن أعلن ليل نهار أنّه سيطلق عملية عسكرية ليفرض على الجيش السوري العودة الى خطوط ما قبل تحرير حلب، وقالت زاخاروفا بأنّ تركيا تساند النصرة وتحمي الارهابيين وإنها لم تلتزم قرارات استانا وسوتشي، وأعلنت أنّ تركيا دولة ارهابية وراعية للإرهاب وساوت بين النصرة والجيش التركي، وتعاملت روسيا رسميا مع الجيش التركي في إدلب وفوق الاراضي السورية بأنّه جيش إرهابي.

لماذا طائرة سو ٢٤؟؟ مؤكد لتذكير أردوغان بما سيكون مصيره ربطا بإسقاط الـ “سو٢٤” في ريف اللاذقية.

المشاركة العسكرية الجو فضائية وبالوحدات الخاصة الروسية في الحرب السورية محققة منذ أيلول ٢٠١٥، ولم تنقطع، وأكثر، فالدبلوماسية الروسية قادت الحرب الديبلوماسية بإبداع وتقانة وجيّرت التفاهمات مع أردوغان لصالح سوريا بالتمام والكمال، وغيرت من إيقاع الاحداث والازمنة، وللتذكير فقد نقلت ملف الازمة من جنيف الى استانا والى سوتشي، وقالت الخارجية الروسية وقال بوتين ان الحل لن يكون الا في دمشق.

أوفت روسيا بكل تعهداتها ووضعت التزاماتها موضع التنفيذ وتعاملت مع تركيا برغم ما لها من مصالح فيها بالنار دفاعا ومشاركة لسوريا في حربها التحريرية، وان تعلن مسؤوليتها المباشرة يعني تحذيرا شديد اللهجة لأردوغان وإعلانا له بالحديد والنار بأنّ جنديا تركيا واحدا او ارهابيا من جيشه العثماني لن يبقَ في سوريا، وأنّ كل الأراضي المحتلة ستعود شرقا وشمالا، وأن الوقت أصبح لسوريا وجيشها وحلفها، ولن يكون معاهدات او اتفاقات إلّا العودة الى اتفاقية أضنة اذا التزمت تركيا، أمّا غير أضنة فالآتي أعظم ولواء اسكندرون عربي سوري ويجب ان يعود.

صفعة أردوغان في حلب لن تمر مرور الكرام عليه وعلى تركيا انما سيدفع ثمنا باهظا فهو الان مهزوم ذليل كاذب مهووس ومشتبك مع روسيا بوتين مباشرة وبالنار.

تحية لسوريا التي شكلت منصة صعود روسيا وعودتها لاعبا عالميا محوريا وتحية لروسيا الصادقة والامينة على حلفائها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى