Featuredالتحليل اليومي

خان شيخون حُرِّرَت وإدلب آتيةٌ ومعها شرق الفرات…

هيئة تحرير موقع التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة

أنجز الجيش العربي السوري وحلفاؤه تحرير خان شيخون والمناطق والبلدات في الريف الشمالي لحماه، وسيطروا على الأوتوستراد الدولي، وباتت نقطة المراقبة التركية محاصرةً وتحت ناظري جنود الجيش الأسطوري.

في تحرير خان شيخون بالسرعة والكلفة التي تمّت مؤشراتٌ هامّة، كما فيها درسٌ لتركيا وتحوّلاتٌ في توازن القوى وفي احتمالات تحوّل العلاقات التركية الروسية إلى غير ما جرت عليه منذ المصالحة بعد إسقاط “السوخوي”.

انتهت مفاعيل أستانا، واتفاق سوتشي بين الرئيس بوتين والرئيس أردوغان، وبالأصل، نقاط المراقبة التركية في الأرض السورية جاءت من ضمن اتفاقات الأستانا، وتعزّزت في اتفاق سوتشي الذي التزم فيه أردوغان ووقع وزير دفاعه مع وزير الدفاع الروسي اتفاقا محددا زمنيا بموجبه التزمت تركيا سحب السلاح الثقيل والفصائل المصنفة إرهابية من منطقة نزع السلاح وفتح الأوتوسترادات بين حماه- حلب واللاذقية – حلب… بيد أنّ تركيا ناورت، وبدل سحب السلاح الثقيل وفصائل الارهاب قامت بسحب جماعاتها وفصائلها وسلّمت المنطقة لجبهة النصرة، وفصائل القاعدة وعزّزتها بالسلاح والذخائر والآليات، وألحقت بهم رجالها من المسلّحين، وسعت الى تحويل نقاط المراقبة التي أقيمت لتصفية القوى والجماعات الارهابية وإعادة الأرض للشرعية السورية بضمانات مشتركة روسية إيرانية تركية، إلى معسكرات ومناطق نفوذ. بل وذهبت تركيا أبعد بأن حاولت جعلها نقاط ارتكاز احتلالية لتأبيد السيطرة على ادلب والارياف ومحاولة تتريكها كما تفعل في مناطق احتلالها في عفرين والشمال.

ناور أردوغان كثيرا، ورقص على الحبال، وابتزّ بقضية صواريخ الـ “اس400” وعندما تسلم المعدات والصواريخ تحرر الروسي من المناورات وعرف حقيقة ما يريده أردوغان من نقاط المراقبة، وعندما زادت جبهة النصرة اعتداءاتها على القوات السورية وعلى قاعدة حميميم بلغ السيل عند بوتين الزبى، وتقرر بين القيادتين السورية والروسية ومع الحلفاء أنّ ساعة الحسم قد أزفت وبدأت عاصفة النصر الجوالة عملياتها العسكرية على طريقتها الساحقة فأسقط بيد أردوغان، وعندما حاول استعراض عضلاته بذريعة تعزيز نقطة الرقابة في خان شيخون وأرسل رتلاً من الآليات لتأمين المسلحين وإسنادهم، قصفه الطيران السوري في إشارةٍ حازمةٍ وبالنار أنّ زمن البلطجة الأردوغانية قد انتهى وإلى غير رجعة، وجاءت تصريحات بوتين وتفسيرات لافروف وتأكيده القول إنّ الجيش الروسي موجود على الارض بإدلب وأيّ تحرش ٍ من العصابات الارهابية سيعني عاصفة من نوع ساحق  لإنهاء وجودهم في إدلب والارياف، ما يؤكد أنّه إنذار واضح لتركيا وأردوغان وقول بأنّ التدخل في سوريا انتهت فرصته، وأنّ الوجود التركي في إدلب والأرياف ملزمٌ بأن يؤمن الجيش السوري والروسي والحلفاء في تصفية الجماعات الارهابية، أو يصنّف إرهابيا ويجري التعامل معه على هذا التصنيف.

هكذا أوفت روسيا بوعدها، وتنتصر لتحالفها مع سوريا وتخوض الحرب جنبا الى جنب مع الجيش العربي السوري لتحرير إدلب والارياف ولتصفية آخر بؤر الجماعات الارهابية، بما في ذلك احتمال الاشتباك مع الجيش التركي، فكما في الميدان كذلك في التصريحات إنذار بالنار وحزم على لسان بوتين بأنّ على تركيا أن تفي بالتزاماتها أو ترحّل نقاط رقابتها فلم يعد لها من حاجة والجيش السوري وحلفه قادر على تحرير إدلب وتصفية بؤر الارهاب.

تحرير خان شيخون والارياف هي المقدمة العملية لتحرير إدلب، والإعلان الروسي مؤشرٌ على نفاذ زمن أردوغان، وتحرير إدلب الجاري سيمهّد السبيل لتحرير شرق الفرات، وما عنتريات أردوغان إلا كلام بكلام، فليس له أن يحارب في شرق الفرات، ولن تنجح جهوده وترامب لإقامة منطقة آمنة فالأرض سورية والشعب عربي سوري وستعود الى سيادة الدولة وربما أقرب مما يتوقعه الكثيرون..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى