Featuredالتحليل اليومي

هل بدأت السعودية تفاوض إيران تحت النار؟

هيئة تحرير موقع التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة

تتكاثر التسريبات الصحافية والإعلامية عن سعيٍ محمومٍ سعوديٍّ إماراتيٍّ للتفاوض مع إيران والسعي لكسب ودّها ووقف حملة العداء التي افتعلت بوجهها من تنظيم نتنياهو والإدارة الامريكية، والتي أشغلت فيها السعودية ومشيخات الخليج والعرب والمسلمين لأربعين سنة وبدّدت الكثير من الزمن والفرص والإمكانات في استعداء أمّة عظيمة كالأمة الإيرانية وهي في حقبتها الثورية وفي قلب محور المقاومة العربية والإسلامية في مواجهة الكيان الصهيوني العدو التاريخي للعرب والمسلمين…

طالما تصرفت إيران بحميّة وعقلانية ودعت الى الحوار بين الأديان والاطياف والتعاون الخلّاق بين أمم الإقليم لإقامة أفضل العلاقات من التعاون الحرّ لتحرير الاقليم من الهيمنة الغربية المعادية لمصالح الأمم والشعوب..

وأخيراً يبدو أنّ بعض الامل بأن تستعيد السعودية ومشيخات النفط والغاز بعضاً من العقل، وتتنبّه إلى أنّ ترامب ونتنياهو لا يريدان بها وبشعوبها وبإيران أيّ خير وكلّ أهدافهم إشغال العرب والمسلمين بالتناقضات والحروب التآكلية كي تتفرغ “إسرائيل” وحلفها لنهبهم وتبديد ثرواتهم وجغرافيّتهم الحاكمة ومنعهم من الحصول على أبسط الحقوق الوطنية والقومية…

فمؤشرات استيقاظ بعض الوعي ليست مستقاةً فقط من التسريبات وما يكتب ويعلن بالتقسيط، إنّما الأهم في الدروس وتحولات القوة وعناصرها، فالتطورات العاصفة وذات التأثير النوعيّ التي جرت في الأسابيع الاخيرة، فقررت المواجهات بين محور المقاومة والمحور الغربي العدواني أنّ محور المقاومة راكم من الانتصارات وعناصر القوة والقدرات ما يجعله قادرا على الانتقال الى الهجوم الاستراتيجي وتغيير ايقاع الاحداث وتظهير موازين القوى والتوازنات الجديدة والمختلة لصالحه، فقد أدّت التحرشات بإيران الى كسر اخر مظاهر القوة عند امريكا، وألزمتها ببلع جهودها وعنتريات ترامب وفريقه الصقريّ، وشكّل إطلاق سراح ناقلة النفط الايرانية وإدارة الظهر من حكومة جبل طارق وبريطانيا ومختلف الدول للإملاءات الامريكية مؤشرا على تحولات كبيرة في المتوسط والاقليم، فلم تعد امريكا تطاع من أحد والكل بات يدرك اي درجة من الضعف والتراجع اصبحت عليه في المنطقة وبإزاء محور المقاومة الصاعد…

وربما أدركت حكومات مشيخات الخليج واسرها ان امريكا و”إسرائيل” لا تهب لنجدة أحد ولا تقاتل عن أحد، وما تطلبه مقابل الحماية بات أكبر من قدرات المال الخليجي، وقد انحسرت مصادره ومنابعه، واستنزفت في المغامرات الحمقاء للأمراء بتمويلهم حروب الارهاب المتوحش، وتمويل غزو اليمن الذي بات في أيامه الاخيرة ومن بين الأسباب الدافعة للتفاوض السعودي الاماراتي مع إيران الثورة الاسلامية ما حققه الشعب اليمني وما بلغته قوة أنصار الله الصاروخية والطيران المسيّر…

لنأمل بأنّ بعض التعقل قد هبط على الرؤوس الحامية في السعودية والامارات ومشيخات الخليج، وإن حصل هذا فغالبا دخلت المنطقة مرحلة جديدة ونوعية ستشهد تحولات سريعة وعاصفة في اتجاهاتها وفي عناصر القوة وإعادة تشكيل الاقليم والعرب وموازين القوى والسيطرة فيه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى