Featuredالتحليل اليومي

لبنان والعلاقات مع سورية من بوابة اللاجئين… هل تنفجر الحكومة أم يحكم فخامة الجنرال…!!

هيئة تحرير موقع التجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة

بعد الولادة القيصرية للحكومة اللبنانية، بدأت تضرب المولود ذو الثمانية أشهر من الحمل، اعراض النقص والتشكيل المستعجل، ومحاولات مصادرة التطورات وموازين القوى في الواقع المحلي والاقليمي بولادة متسرّعة وكيفما كانت…

فشهدت الحكومة في أوّل اجتماعاتها توتراً وتلاسناً، حسمه فخامة الرئيس بالضرب على الطاولة والقول “أنا هنا، وأنا أعرف، وأنا من أقسم على الدستور وحمايته وحماية مصالح البلاد”، فأنهى الاجتماع في ممارسةٍ دالّةٍ على أنّ أعمال الحكومة وانسجامها أمر، وما أعلنه رئيسها من أنّها حكومة العمل والعمل والعمل والتضامن شيءٌ آخر…

حسناً فعل فخامة الرئيس بأن بدأ فعلياً ممارسة عهده، وفرض رؤيته اللبنانية الصادقة بعيداً عن المزايدات واجترار الماضي ومآسيه، وردّ على القوات بذات الكيل التي حاولت أن تكيل له به.

ما قام به الوزير الغريب من زيارةٍ معلنةٍ الى سورية، لم تجرِ من خلف الابواب ولا حصلت في ليل، بل في وضح النهار، وبدافع المصالح الوطنية ومن أجل لبنان، وسلك الطريق التي يجب ألّا تقطع بين لبنان وسورية لأيّ سبب، فباب دمشق هو الرئة الوحيدة ليبقى لبنان حياً وقادراً على تنفّس الاوكسجين، فكيف وسورية تحقق اعظم الانتصارات التاريخية وتغيّر قواعد ارتكاز التوازنات في الاقليم تمهيدا لاعادة صياغة الجغرافيا والنظم…

الوزير ذهب بقناعته، وبدفعٍ ممن سمّوه للوزارة، وبموجب استشارةٍ مسبقةٍ من فخامة الرئيس ودولة الرئيس، وليس في زيارته تطاولٌ أو عيب، فهو وزيرٌ له مكانته وصلاحياته، وحقيبته تقتضي السعي والبحث عن مخارج لأزمةٍ طالما تحدّث عنها غالبية اللبنانيين وحذّروا من مخاطر عدم السعي لحلّها، والمسؤولون والمواطنون ينظرون الى اللجوء السوري في لبنان كتهديد وجودي، إن طال، قد يخلّ بالتوازنات الديموغرافية والطائفية ما يهدد صيغة النظام نفسه بغلبة فئة على حساب الفئات الاخرى…

فذنب الوزير أنّه جادّ، وراغب، ولا يكتفي بالتصريحات العنترية واستعادة الماضي ومآسيه وحروبه وتوتراته، ويسعى ليأخذ بيد لبنان الى جديد التطورات ليكون في قلب معادلة إعادة صياغة الشرق وجغرافيته ونظمه، أما الرافضون والواهمون المراهنون على المهزومين وأحلافهم، فيؤكدون أنهم يعيشون في غربة عن الواقع، ويلتزمون أوامر اعداء لبنان، ويعملون بأجنداتٍ لا تسهم في وحدته وسيادته واستقراره، ويحاولون بكلّ السبل وبإزاء أيّ أمرٍ ولو كان محقّاً وواجباً إشعال التعارضات السياسية والاعلامية بقصد تعطيل الحكومة وتفكيكها، لأخذ لبنان إلى مخاطر الانهيارات المالية والاقتصادية تمهيدا لتفجيره خدمةً “لاسرائيل” المرتبكة وأمريكا المنسحبة…

في أول اجتماعات الحكومة، وفي أول جولاتها، سجّل فخامة الرئيس موقفاً يحمل الكثير من المؤشرات ويؤكّد على أنّه قرّر أن يمارس صلاحياته بالتمام والكمال، وبأنه يرغب أن يصبح عهده عهد الاستقرار وعودة لبنان الى سيادته وامتلاكه قدرة الفعل الهجومي بما هو جارٍ، وبعيدا عن حلف المهزومين وأوهام المنفصلين عن الواقع…

من المستبعد أن تسقط الحكومة لسبب أن المعارضين لعودة العلاقات الطبيعية بين سورية ولبنان باتوا بقدراتهم الذاتية وبانسحابية حلفائهم وهزائمهم أعجز من أن يسقطوها، وكلّ ماسيجنونه انكشافهم امام القواعد الشعبية وسيتحملون نتائج ما يفعلون…

اذا أصرّ فخامة الرئيس على صلاحياته، وجرى تفعيل توازنات الحكومة والواقع، يمكن القول إنّ البلاد بدأت تعود الى رشدها، وكما تمّ حسم أمر الزيارة الى سورية، يمكن البدء بحملة مكافحة الفساد، واستعادة الاموال المنهوبة، وتنكشف الحقائق أنهم هم أنفسهم الذين يعارضون فتح شرايين لبنان ورئته على الهواء النقي والاوكسجين ذاتهم بيئات ورموز الفساد.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى