Featuredمقالات مختارة

في مولد النورِ

في مولدِ النُّورِ جئتُ اليوم أبتهل
بالذَّارياتِ بما جاءت به الرُّسلُ
يا سيدي يا أبا الزَّهراءِ ما اكتملت
إلا بمنهجك َالأحكامُ والمُثُلُ
ولا ارتقت في معاريجِ العلى أممٌ
ولا ازدهت في جلابيبِ الهدى دولُ
قاتلتَ.. فانهارتِ الأصنامُ لا هُبَلٌ
باقٍ, ولا من دعاهم للأذى هبَلُ
وحَّدتَ في مشرقِ الدُّنيا ومغربِها
قبائلاً وشعوباً بعدَ ما اقتتلوا
وحولَك الصَّحبُ إما عالمٌ فطنٌ
يتلو كتابَ الهدى أو فارسٌ بطلُ
أو راقدٌ في فراشٍ باذلٌ دمَهُ
أو ثانيَ اثنين يمضي ما بهِ وجلُ
اللهُ يعصمهم من كيدِ طاغيةٍ
ونورُ وجهِكَ والإيمانُ والعملُ
وقالَ جبريلُ بلّغْ ما أُمرتَ بِهِ
ورحتَ في ثقةٍ للأمرِ تمتثلُ
وبنتُ وهبٍ على باب السَّماء لها
وعدٌ تظلُّ بهِ الأيامُ تحتفلُ

وليسَ مثلَ حِراءٍ إذْ أويتَ لهُ
فكادُ يَنهضُ لاستقبالِك الجبلُ
محمد ٌ يا رسولَ اللهِ معذرةً
فالدّينُ في خطرٍ والحقُّ مبتذلُ
وحرمةُ المسجدٍ الأقصى قد انتهكت
وضاعَ مسراكَ وازدادت بهِ الحيلُ
والجرحُ ينزفُ إذْ عزَّ الدواءُ لهُ
وبالهزائمِ والويلاتِ يعتملُ
وإن ديناً أردتَ المسلمينَ بهِ
صيداً أباةً .. دهاهُ الطَّيشُ والزَّللُ
وأصبحَ الدينُ “دولاراً” وأمتنا
تشكو وكيفَ يجيبُ السائلَ الطَّللُ
تشتتوا فرقاً من بعد معرفة
ضلوا طريق الهدى من بعد ما عقلوا
ولو تدبَّرَ في القرآنِ عالُمهم
ما شُتِّتَ الشَّملُ لكنْ ليتَهم فعلوا
 
في مولدِ النُّورِ جئتُ اليومَ أسألهُ
يا ربّ اغفر لقومي إنَّهم جهلوا
يا سيدي يا رسولَ الله ليس لنا
إلاك إن أظلمت أو ضاقت السُّبلُ
فاشرقْ علينا بنورٍ مِنكَ ثانيةً
لمن يجيبونَ داعيهم إذا سألوا
لعلَّ عفوَك يلقي الكبرياءَ لهم
وتستقيمُ الرؤى فيهِمْ وتعتدلُ
فُيا نبيَّ الهدى علَّ الخلاصَ لنا
بيومِ مولدِك الميمونِ يكتملُ

 

بقلم: أ. محمد حسن العلي

عضو اتحاد الكتاب العرب سورية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى