Featuredالتحليل اليومي

اليمن: عندما تنتصر الإرادة والفقر

هيئة تحرير موقع التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة

كلّ المؤشرات والادلة تقطع بأنّ حرب اليمن باتت على حواف نهايتها، والحرب بما هي من سياسة وتجارة بوسائل عنفية، لا تنتهي إلا بمهزوم ومنتصر، ومقولة رابح – رابح أو لا غالب ولا مغلوب كذبه لا تصحّ أبدا في الحروب.

الفقراء والمعدمون والمعتدى عليهم، يحققون إعجازا تاريخيا جديدا يضاف الى ما حققه حلف المقاومة منذ انطلاقته من انتصارات إعجازية كما تفيد علوم الحروب وفي توازن القوى المحتسبة بقواعد وقوانين تقليدية وفي الاكاديميات وعند الخبرات والخبراء “الاستراتيجيين”.

السعودية تطلب مفاوضات مباشرة مع الحوثيين، وعدن تنفجر في صراعات مسلحة بين أدوات وعملاء قوى الغزو والعدوان. فالسعودية من جهة والامارات من الجهة الثانية، وفي هذه أدلة قاطعة على افتقاد تحالف الغزو لوحدته وتماسكه وقدراته على الاستمرار في الحرب بل ونفاذ الامكانات على استمرارها، وعندما يدب الخلاف بين الحلفاء ويشتبكون بالسلاح تكون الامور قد وصلت الى خواتيمها وتنتفي امكانية وصل ما انقطع.

الامارات تسمي هزيمتها في اليمن بإعادة الانتشار، وتطلق تغريدات عن تقسيم اليمن وتعطي الفرص للحراك الجنوبي بأن يصفي مراكز وسلطة الحكومة الموالية للتحالف، وتمد يدها لإيران وتحاول خطب ودها بالتفاوض والبحث عن المشتركات وتغريها بالتمرد على الاملاءات الامريكية بالحصار، وهذا ايضا مكسب نوعي يسجل لفقراء اليمن ودليل على هزال وضعف الامارات وارتهابها مما سيكون إن وقعت الحرب أو إذا حوّل الحوثيون بعض سلاحهم الجوي المسيّر وصواريخهم التي دكت السعودية واعجزتها الى مدن الزجاج  والماء في الامارات وكل امارة منها قد لا تستوجب اكثر من بضعة صواريخ وبضعة طائرات مسيرة مسلحة.

والحوثيون في اعلى درجات اليقظة والاستعداد وقد أكدوا ان للشعوب والفقراء قدرة تستمد من قدرة الله وتأييده، فمن العدم صمدوا خمس سنوات ومن اللاإمكانيات وتحت الافقار والحصار والتجويع وابتلاء اليمنيين بشتى الامراض السارية صنعت صواريخ ذات دقة اصابة عالية وتطير الاف الكيلومترات، وتسقط بطريقها منظومات الدفاع الجوي الامريكية الاكثر كلفة والاكثر تقانة وتحولها الى خردة بلا فائدة ترجى.

ويذهبون الى موسكو كفريق منتصر بل واستطاع اذلال امريكا وسلاحها وحلفاءها وقد استنفذوا ما لدى السعودية والامارات من اموال ومن عصابات مسلحة ومن مرتزقة، وحلفاء ادوات، فموسكو أيضا في حلف عالمي للمقاومة ومستهدفة من امريكا وحلفها، ويهمها كثيرا باب المندب وهرمز، وبالأصل استراتيجياتها والصين لأوراسيا تستهدف شطب أمريكا وحلف الناتو واستمالة او اسقاط حلفائه التاريخيين في الخليج وأو في تركيا واخواتها.

إذاً:

كل الظروف والمعطيات وأيّاً كانت مناهج القراءات تؤدي الى طريق واحد، اليمن انتصر والتحالف السعودي هزم.

من يستطيع لم أشلاء اليمن؟ وبأي مشروعات للوحدة الوطنية واعادة البناء، ومن ينهض به من الدمار والتخلف الى قوة مهيمنة ورائدة كشأن القوى التي تنتصر في الحروب الكبرى.

اسئلة ان استطاع أحدٌ فاعلٌ الاجابة عليها، وكانت اجاباته عملية منسجمة مع قيم طبيعية اليمنيين والتزاماتهم التاريخية، يمكن عبرها رسم سيناريوهات مستقبلية للجزيرة العربية ولأفريقيا امتدادا الى البحر الاحمر ومستقبل الكيان الصهيوني وادواته في الاقليم..

هكذا يتغير العالم وتكشف المعطيات عن تحولات جوهرية ونوعية في موازين القوى ما يوجب امتلاك رؤية ابعد لمعرفة على ماذا سيستقر العرب والاقليم، على اي جغرافيا ونظم بعد اتمام هزيمة المشروع الغربي وإلحاق الهزيمة بسيطرته وهيمنته التي امتدت لقرن على العرب والاقليم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى