Featuredبيانات التجمعنشاطات التجمعنشاطات التجمع المركزية

البيان الختامي لملتقى تونس لدعم المقاومة

البيان الختامي لملتقى تونس لدعم المقاومة
تونس 13 – 14 كانون الثاني جانفي 2024
———–
أمّة تقاوم … أمّة تنتصر
شركاء في المقاومة
بسم الله الرحمان الرحيم
في اللحظة التي تصور فيها العدو أنّ ملف القضية الفلسطينية طوي وأن قطار التطبيع انطلق في اتجاه إدماج الكيان الصهيوني في المنطقة وعزل محور المقاومة. وإعادة رسم الخارطة الجيوسياسية للشرق الأوسط على النحو الذي راهنت عليه قوى الاستعمار منذ مطلع تسعينيات القرن الماضي. وبعد ما يزيد عن عقد كامل من الاحتراب الداخلي والتفكك في عديد الأقطار العربية، أفاق العالم صبيحة يوم 7 أكتوبر/ تشرين الأوّل 2023 على حدث هو بالفعل طوفان حطّم أوهام الصهاينة وكشف زيف ما يدّعونه من قوّة وقدرة على إخضاع المنطقة وعزل محور المقاومة واحتوائه.
لقد أثبتت المقاومة في قطاع غزة أن الحصار القاتل الذي ضرب حولها منذ سنة 2007، وأن تراجع الاهتمام الرسمي والشعبي العربي بقضية فلسطين الذي نزل الى ما دون الحد الأدنى، في خضم الفتن الداخلية وتقلبات الأوضاع السياسية والأمنية والمعيشية في أغلب الأقطار العربية، وتمدد سرطان التطبيع ليشمل أقطارا كانت تحسب تقليديا على معسكر الممانعة، أثبتت أن مستوى جاهزيتها وإيمان مكوّناتها، بمختلف خلفياتها بحتمية المواجهة الشاملة مع العدو التي ستؤدي حتما الى زواله، ثابت ويزداد رسوخا بالتناسب مع اهتراء البنية الداخلية للعدو، وبداية تشكل ملامح نظام دولي جديد يقطع مع حقبة الأحادية القطبية والهيمنة المطلقة للولايات المتحدة الأمريكية التي ظلت على الدوام الداعم الرئيسي، عسكريا واقتصاديا وديبلوماسيا و إعلاميا للكيان الصهيوني الغاصب.
إن طوفان الأقصى لم يكن مجرّد جولة أو محطّة على مسار الصراع مع العدوّ الصهيوني، بل هو اللحظة الفارقة التي أعادت توجيه البوصلة نحو رهان التحرير والعودة الذي بدّدته اتفاقيات الخنوع والاستسلام في كامب ديفيد ووادي عربة وأوسلو.
لقد أنهى طوفان الأقصى وهم السلام والتعايش مع العدوّ بقدر ما أسقط زيف القوة والتفوق العسكري والتكنولوجي والاستخباراتي للكيان الغاصب. ولعلّ حجم الصدمة التي أحدثها طوفان الأقصى هو ما يفسر عنف وهمجية ردّة الفعل الصهيونية التي استهدفت قطاع غزة بدعوى تحرير من أسرتهم المقاومة من جنود ومستوطنين، وتفكيك البنية التحتية للمقاومة ونزع عناصر قوتها. لكن تطوّر الأحداث على ميدان المعركة أجهض مخططات العدو في عملية عسكرية خاطفة وسريعة، مما دفعه الى تصعيد وتيرة التدمير والقتل العشوائي للمدنيين وتخريب كل مقومات الحياة في قطاع غزة المحاصر أصلا. ليكتشف العالم أن الجيش الصهيوني هو مجرّد آلة قتل لا تستهدف سوى النساء والأطفال، والمؤسسات الاستشفائية، والتعليمية، والخدمية. وأن قدرة المقاومة على استيعاب ضربات العدو والرد عليها بما يناسبها، أكبر ممّا توقع الجميع. لكن ما خلط أوراق أصحاب استراتيجيا الشرق الأوسط الجديد هو الصمود والتماسك والالتفاف حول المقاومة ورفض سيناريو التهجير الذي أظهره أهلنا في غزة، رغم هول الدمار والارتفاع غير المسبوق لعدد الشهداء والمصابين في أوساط المدنيين.
ولأنّ طوفان الأقصى يمثّل الحلقة الأكثر نضجا على مسار الصراع مع العدوّ، فقد سجّل بوضوح حجم وعمق التطوّر الذي أصبح عليه الفعل المقاوم والذي تجلى أوّلا في وحدة محور المقاومة سواء على مستوى التنسيق والانسجام بين الفصائل داخل كل ساحة، أو على مستوى التكامل بين مختلف ساحات المواجهة. فقد تحرّكت الضفة الغربية التي خنقتها إتفاقية أوسلو والعدد الهائل من قطعان المستوطنين الهمّج. وأنجزت المقاومة الإسلامية في لبنان الدور المنتظر منها على نحو غير مسبوق من الفعالية والنجاعة والدقة في رسم الاهداف وتحقيقها. ودخلت بالتوازي ساحات سوريا والعراق واليمن على خطّ المواجهة. واستعادت قضية فلسطين موقعها المركزي لتكون على رأس سلم أولويات الجماهير العربية على امتداد الوطن العربي، بل ولدى قطاعات عريضة من المواطنين في مختلف أرجاء العالم.
إن طوفان الأقصى بمنجزه العسكري الجبّار وكلفته الإنسانية الهائلة أعاد تشكيل موازين القوى على المستوى الإقليمي، كما بشّر بإعادة صياغة خرائط العالم برسم خطّ فاصل بين المجرمين القتلة في الكيان الصهيوني وداعميهم من أمريكا وأوروبا. وبين أصحاب الحق ومناصريهم من بقية العالم.
وأمام هذا المنعطف التاريخي على مسار الصراع العربي الصهيوني، تداعى داعمو خيار المقاومة والمؤمنون بها سبيلا لا بديل عنه لدحر العدوان على امتداد الوطن العربي وبمبادرة من حركة الشعب التونسية، الى عقد
ملتقى تونس لدعم المقاومة يومي 13 و14 جانفي/ كانون الأول 2024، ليكون تأسيسا لشكل جديد من الإسناد الشعبي والسياسي والإعلامي للمقاومة على قاعدة الشراكة والديمومة.
وقد سجّل الملتقى:
1. تثمين موقف الدولة التونسية رئيسا و حكومة، التي أعلنت منذ اللحظة الأولى للعدوان انحيازها اللامشروط للمقاومة الفلسطينية و حقها المشروع في التصدي للعدوان الصهيوني بكل الوسائل المتاحة، كما بادرت الى استقبال عدد كبير من الجرحى و المصابين ووفرت لهم أقصى درجات العناية و الرعاية . فضلا عما قدمته من تسهيلات لعقد هذا الملتقى وانجاحه.
2. معاينة توسع محور المقاومة والتصدي للعدو الصهيوني وحلفائه وانخراطه في المعركة في عديد الساحات.
3. اتساع الهوّة بين الموقف الشعبي العربي المندفع تلقائيا نحو احتضان المقاومة ودعمها. والموقف الرسمي الذي لم يرتق الى الحد الأدنى المطلوب نتيجة خضوعه لاتفاقيات وشراكات هي في أغلبها معادية لإنتظارات الشعب العربي.
4. عودة الالتفاف الشعبي والرسمي العالمي حول قضية فلسطين من حيث هي قضية تحرر وطني. وقد ثمّن المجتمعون، في هذا السياق، مبادرة جمهورية جنوب أفريقيا الى رفع دعوى إبادة جماعية ضد الكيان الصهيوني امام محكمة العدل الدولية.
5. عدم كفاية أشكال الدعم التقليدية التي تعوّد عليها الشارع العربي في كل محطّات المواجهة السابقة.
وعليه فقد انتهى المشاركون في الملتقى إلى:
تشكيل آلية عمل على قاعدة الشراكة في تحمّل كلفة المقاومة واستحقاقاتها والتنسيق في ذلك مع المؤسسات والهيئات الوطنية والقوميّة في الوطن العربي والمهجر. تحت إشراف
هيئة تنسيق، تعمل على:
1. الدفع في اتجاه تطوير الموقف الرسمي العربي حتى يستجيب لما هو مطلوب منه في مواجهة العدوان الصهيو-أمريكي واستعمال كل وسائل الضغط المتاحة من أجل وقفه بشكل فوري ونهائي.
2. استثمار موجة التعاطف الدولي مع قضية فلسطين من خلال تشبيك العلاقات مع كل الفعاليات السياسية والمدنية والحقوقية على مستوى العالم.
3. الدعوة الى تنظيم قوافل إغاثة على امتداد الوطن العربي لتوفير الاحتياجات الحياتية الاستعجالية لأهلنا في غزة والعمل على عدم بقائها رهينة معبر رفح.
4. تشكيل فريق قانوني لمتابعة جرائم العدو أمام الهيئات الحقوقية الدولية.
5. العمل على إدماج النقابات والهيئات المهنية العربية على نحو أكثر فعالية في إسناد مقاومة وصمود أهلنا في كل فلسطين.
6. تنظيم تحركات متزامنة في مختلف الساحات العربية حول شعارات محدّدة، أوّلها فتح معبر رفح ورفع الحصار عن غزّة.
– المجد والخلود لشهداء المقاومة في فلسطين ولبنان.
– التحية والاكبار لأهلنا الصامدين في غزة وفي مقدمتهم أمهات الشهداء والجرحى.
– الخزي والعار للمطبعين الذين ارتضوا أن يكونوا في المعسكر المعادي لأمتهم.
ملتقى تونس لدعم المقاومة
تونس، 13 – 14 كانون الثاني جانفي 2024

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى