التحليل اليومي

الزراعة والصناعة في مواجهة قيصر والجوع في لبنان

-✒️ هيئة تحرير موقع التجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة

الزراعة والصناعة في مواجهة قيصر والجوع في لبنان …

إستراتيجية زرع الحاكورة ثم زراعة الشرفات والأسطح وكل شبر تتوفر فيه اراض او تربة او مساحة صالحة للزراعة شعارات أطلقت منذ حين لمواجهة كارثة الإنهيار الاقتصادي والاجتماعي التي تضرب لبنان وقد عصفت منذ ١٧ تشرين ٢٠١٩…

ويزيد على اهميتها ان البلاد اقتربت من بلوغ حالة العجز عن تامين ابسط الحاجات الحياتية لسكانها والأخطر حاجات الغذاء والدواء والطبابة والنفط ومصادر الطاقة ولهذا ممكن فهم التشديد على مشاريع وأسترتيجيات الزراعة والصناعات بما فيها البدائية والعودة الى الاقتصاد المنزلي والهدف الحفاظ على الحياة البشرية ودرئ خطر المجاعة وقد رفع من اهمية الزراعة والصناعة خطاب السيد حسن نصرالله امين عام حزب الله الذي كرس جزئه المحوري للحديث عن الزراعة والصناعة بما في ذلك التقليدية واليدوية ويعزز اهمية هذا التوجه ما ذهب اليه جنبلاط في تسريباته المقصودة خلال الايام الماضية وتركيزه على أهمية تربية الدواجن والحيونات وتأمين القمح والعودة الى البرغل على قاعدة العز للرز والبرغل شنق حاله ….

والجدير ذكره ان إقتصاد الزراعة والصناعة والأسرة شكل تاريخيا قاعدة التطور الاقتصادي البشري البدائية وكان دوما ملاذ الأمم والشعوب في الجوائح كجوائح الحروب والمجاعات والقحط وانهيارات الدول والنظم …

وبرغم أن البشرية بدات تتفاعل وتتشكل بكليتها على ما أطلقته الثورة الرابعة والشبكات ودخلت عصر ما بعد الصناعة والزراعة كعصر إقتصاد المعرفة وتلامس العالم الإفتراضي مع الواقعي تعود بلدان ومنها لبنان الى بدائيات الاقتصاد البشري وتعتمد قاعدة الرعي وتربية الدواجن والماشية والصناعات والحرف اليدوية والبدائية لمواجهة خطر المجاعة …

اما عن مسببات خطر المجاعة والإفقار والعوز في لبنان فتجري محاولات لطمسها وتجهيل الفواعل وكأن الامور تحل بمعالجة النتائج والتكيف معها بتحميل الناس ذاتهم مسؤلية ما لم تقترفه أيديهم…

فالزراعة تحتاج لري ولأسمدة ولمولدات للضخ والأدوية وبالنتيجة لأسواق ولتصنيع المنتجات الزراعية وغالبها قصير العمر واذا ما أستمرت الاسباب التي ادت الى الجوع والفقر فيستحيل تأمين المدخلات وتصريف المنتجات فتصير إستراتيجية زرع الحواكير والشرفات والاسطح قاصرة عن تأمين مستلزمات الحياة وان إعادتها الى بدائية الغابة والمشاعية وعصر الزراعة والرعي فلبنان منهوب ومسلوب وتجري عمليات تأزيمه بقصد وبسبب الطبقة السياسية وفسادها وولائها للخارج الذي لا يرى في المنطقة سوى مصلحة الكيان الغاصب وهذه ازمة الكهرباء والمشتقات النفطية وترسيم الحدود البرية والبحرية دليل اضافي..

فالى جانب تعزيز القطاعات الانتاجية وتامين مستلزماتها التي طالب بها السيد حسن نصرالله وهي أولوية وضرورة ،لكن لابد من أن تستتبع بتفكيك منظومة الفساد والافقار والنهب وتغيير جوهري في النظام حتى تتحقق قدرات مواجهة الجوع بتطوير الاقتصاد الإنتاجي التقليدي والتركيز على الزراعة والصناعة والرعي و لا تحل المشكلة قط ما لم يطاح بمن تسبب بالانهيار…

وان توفرت مواد غذائية اولية لإدامة الحياة على شظف فماذا عن التعليم والإستشفاء والتداوي وقد أعلنت المشافي الخاصة توقفها عن تقديم الخدمات وأنذرت بالإقفال التام بعد ثلاث اسابيع ومشفى رفيق الحريري الحكومي سيتوقف عن تقديم الخدمات لنفاذ المازوت …

أزمات النظم والكيانات ووظائفها تحل بالتغيير الجوهري والنوعي وليس بالتكيف فقط …

فليكن شعار الشعب اللبناني وهو يزرع ويربي المواشي والدجاج … السلطة للشعب مش للنهب عملا بمقدمة الدستور وعلى الحكومة الحالية الإسراع بالإصلاحات وإلا فالخراب …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى