Featuredالتحليل اليومي

كورونا وحرب النفط؟ نهاية العالم أم نهاية الرأسمالية المتوحشة؟

هيئة تحرير موقع التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة

حملت سنة 2020 ككل سنة عقدية – أي تنهي عقداً ويبدأ فيها عقد – جملة متصلة من الاحداث الكبرى التي تتقاطر بسرعة فرط صوتية وتضع العالم على حافة أزمات كارثية انهيارية لا يعرف أحد مداها واين ستصل وكيف ستستقر بعدها الامور.

إلّا أنّ السنة العشرين من كل قرن بحسب المؤرخين شهدت انتشارا لفيروس او جائحة او مرضا جديدا أطاح بعدد كبير من البشر، ولم تقوَ البشرية على مواجهته إلّا بعد حين، ما يفيد بأنّ الطبيعة ذاتها تكره عدوان البشر عليها فتثأر لنفسها كل مائة سنة، وما تنتجه قد يكون انتاج البشر أنفسهم وبكل حال فهو من نواتج ما فعلوه لمائة سنة.

2020 نهاية العالم وسنة القيامة، والخطر يبدو ماحقا في كل الاتجاهات، هذا ما تقوله الكثير من الروايات وما تذهب اليه بعض الآراء والمدونات، وتحاول تعزيز ما ذهبت اليه بالاستناد الى مقولات تاريخية او اجتزاءات دينية او روايات وظواهر اوصى بها الانبياء والرسل كعلامات على يوم القيامة…

غير ان الروايات والتواريخ والاحداث السابقة تحمل لنا ذات المنطق وذات الذرائع والحجج، وفي التدقيق في ظروفها، نستنتج ان البشرية كل حقبة تغير من جلدها وتغير من انماط حياتها وهوياتها من خلال تغيير انماط العلاقات الاقتصادية وقواها وتشكيلاتها، ولإنتاج جديدها دوما تكون الحروب والمخاضات القاسية والدموية، وتشترك فيها الاوبئة والمجاعات والفاقة مع الحروب التي تفرضها وتسعى لها قوى كانت مهيمنة وهيمن نمطها ولا تريد التغيير وترك الحبل يجري على غاربه، هكذا ختمت الرأسمالية وضواريها العشرية الاولى من القرن المنصرم بحرب عالمية قتلت اكثر من 70 مليون من البشر وتسببت بكوارث طبيعية ومجاعات واوبئة، والحق أن ما نحن فيه تماما كما كان ذلك يوما مع تبدلات في الشكل والاطر والاليات.

ففيروس كورونا أكان منتجا طبيعيا تطوريا او كان من صناعة المخابر الامريكية العدوانية واللاإنسانية، وبرغم انه شبه عادي ويمكن التحوط منه ومعالجته كما اثبتت الصين التي كانت بؤرته الاولى وكما هو جارٍ في ايران وكوبا وكوريا وسوريا وروسيا وهي الدول المستقلة عن نمط الانتاج الامريكي الافتراضي والمتوحش، الا انه ذات الفيروس الذي فتك بأمريكا بشرا وعمرانا وادى الى انهيارات دراماتيكية بالبورصات واسواق المال والاعمال وتسبب بأزمة اعنف من ازمة 2008 وما زالت مفاعيله جارية وعنف نتائجه مبشرة بانهيار العالم القديم اي بيوم قيامة تنتهي فيه ظاهرات وربما دول وانماط اقتصاد ليحل مكانه جديد البشرية…

وعلى منوال كورونا الفاتك بالاقتصاد الليبرالي بصفته أخطر الاوبئة تنشب حرب اسعار النفط وتعجز الاوبك وروسيا عن وقف كارثة انهيار الاسعار وسبب الانهيار نزاع على الاسواق واغراقها فالكل بحاجة للمال والكل مأزوم والكل يبحث عن مداخيل اضافية، والعالم في حالة قلق وفوضى بدون ضوابط او قوى مهيمنة قادرة على توزيع الحصص وضبط الاسواق، والكل في حالة قلق وارتباك، والاقتصاد في تراجع حاد، فالمنطقي ان يصبح النفط سلعة موفورة ويغرق السوق بلا ضوابط او الحد من الانهيارات.

حرب النفط ليست حربا بين روسيا والسعودية وليست للسعودية اي قدرات على خوض حروب في وجه روسيا او اي جهة وهي منقسمة ومأزوم ومهزومة ومستنزفة في سوريا واليمن وفي كل الساحات، وروسيا ليست في وارد محاربة السعودية التي باتت أشبه بتفاحة ناضجة لتسقط في يد أوراسيا الصاعدة، فبالقدر الذي يتضرر منها الاقتصاد الروسي والسعودي ومنتجو النفط تتضرر امريكا وينهار قطاع النفط الصخري فيها بخسائر مهولة لا قيامة له بعدها فكما فيروس كورونا المفترض انه صناعة امريكا ارتد عليها وعل نمطها كذلك حرب النفط التي يقال انها بطلب من ترامب لتركيع روسيا فنتيجته تركيع امريكا نفسها ان لم يصل ابعد من التركيع.

هي الفوضى، وهي عناصر ومؤشرات ان يوم القيامة ونهاية عصر وزمن وتشكيلات وهيمنة قوى وجماعات قد ازفت وهذه من ظواهرها والاتي اعظم فلا خوف و لا يحزنون فالبشرية قادرة على توليد جديدها وهي اليوم في مخاضها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى