Featuredمواقف في المواجهةنشاطات التجمعنشاطات التجمع المركزية

رفضاً لصفقة القرن… التجمع يعقد لقاء بعنوان “فلسطين لا تتسع إلا للشعب الفلسطيني”

بسم الله الرحمن الرحيم

عقب إعلان ترامب المشؤوم عما يسمى بصفقة القرن، عقد التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة لقاء سياسيا تحت عنوان “فلسطين لا تتسع إلا للشعب الفلسطيني”، ضم عددا من قيادات الفصائل الفلسطينية والمقاومة، وحشدا من الشخصيات السياسية والثقافية اللبنانية والعربية والإسلامية.

استهل اللقاء الأمين العام للتجمع د. يحيى غدار بالوقوف دقيقة صمت حدادا على أرواح شهداء فلسطين والأمة العربية والاسلامية وآخرهم الشهيدان الفريق قاسم سليماني قائد فيلق القدس والشهيد أبو مهدي المهندس نائب رئيس الحشد الشعبي، معتبرا أن صفقة القرن هي صفقةُ وهمٍ و”بصقةٌ” في وجهِ تُجارِ القضيةِ الوطنيةِ والحقوقِ والتفريطِ بالمسألةِ الفلسطينيةِ وبحقوقِ الأمة، فلن تمرَّ ولن تُكتَبَ لها حياةٌ، وكلٌّ ما تُحقِّقُهُ أنّها تطلقُ موجةً تحرريةً عارمة…

وأكد أن كل من آمن بأن الصراع مع العدو الصهيوني هو صراع وجود وليس صراع حدود، لم يتفاجأ منذ وعد بلفور حتى صفقة القرن، لأنه تحضّر عدّةً وعديداً، وكان عارفا متيقناً بحقيقة هذا الصراع، وأن السبيل الوحيد لتحرير فلسطين هو خيار المقاومة، فما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة…

داعيا الى إعادة هيكلة منظمة التحرير الفلسطينية بضم كل الفصائل الفلسطينية المقاومة دون استثناء على أساس الميثاق الوطني المعمول به قبل عام 1973، والذي ينص على تحرير كل فلسطين.

  • الأستاذ علي فيصل مسؤول الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في لبنان – عضو مجلس أمناء التجمع:

بدوره، أشار الأستاذ علي فيصل الى أن لقاء اليوم يأتي في وقت صعب وعصيب جراء السياسة الأمريكية المتغطرسة التي تعتبر الأوطان ملكا عقاريا يوزع كيفما تشاء، وترسم الخرائط كما يحلو لها في فلسطين والمنطقة بقلم أسود في بيت يقال عنه أنه أبيض، إلا أن أفعاله لا تتعدى كونها محارق بشرية بحق الشعب الفلسطيني…

ولفت إلى أنّ فلسطين لا يمكن تكون صندوقاً انتخابياً لترامب ونتنياهو، فكل أحرار العالم ناخبة لتضحيات الشعب الفلسطيني البطل الذي قدم الغالي والنفيس ولم يتخل عن أرضه وحقوقه ومقدساته.

وأكد أن هذا الإعلان يأتي بسبب هزيمة وافلاس كل من نتنياهو وترامب، في محاولة بائسة منهما لتحقيق مكاسب شخصية وانتخابية، والقضاء على قضية الشعب الفلسطيني…

وشدد الأستاذ فيصل على ان سلاح الشعب الفلسطيني يعادل أرواحه، فلا يوجد على ارض فلسطين من يستمرئ هذا الموقف، بل كانت هذه الصفقة وسيلة لتوحيد الكلمة الفلسطينية على ثابتين أساسيين هما الكفاح المسلح والانتفاضة الشعبية المستمرة، وفكّ العلاقات مع الكيان وسحب الاعتراف بدولة “إسرائيل” وصولا الى محاصرة هذا الكيان ومحاكمته على كل ما ارتكب من جرائم بحق البشرية… معتبرا أنّ الرد لا يمكن ان يقتصر على الموقف الفلسطيني، بل ينبغي ان يكون هناك ردٍّ عربيٍّ حقيقيٍّ مدعومٍ من أحرار العالم على هذه الجريمة النكراء بحق فلسطين وشعبها.

  • النائب حسن حب الله: مسؤول العلاقات الفلسطينية في حزب الله

من جهته أكد الحاج حب الله أن ما جرى لا شرعية سياسية أو قانونية له، كون ما تم توقيعه غاب فيه الطرف الأساس وهو الطرف الفلسطيني. فما قام به ترامب ونتنياهو لا يعدو كونه محاولة أخيرة بائسة لتعزيز المكاسب الانتخابية، ولإقناع الشعب الفلسطيني بأنّ ما يمكن ان يحصل عليه من هذه الصفقة هو اخر المكتسبات في ظل الوضع العربي المتردي.

وأكد حب الله أن الرد على هذه الصفقة لا يمكن ان يكون الا بالمقاومة لان كل محاولات الحصول على الحقوق عبر التفاوض والسياسة باءت بالفشل، ولن تتم استعادة الأرض والحقوق والمقدسات الا بسواعد المقاومة وسلاحها.

  • معالي الوزير عصام نعمان منسق الحركة الوطنية للتغيير الديمقراطي – عضو مجلس أمناء التجمع

بدوره، أشار معالي الدكتور نعمان الى ان هنالك عدة حقائق تكشفت اليوم، أهمها ان ترامب ونتنياهو واهمان في رهانهما على أنّ العرب – ولا سيما العرب المحيطين بفلسطين – ما زالوا ظاهرة صوتية وانهم سيتلّهون بما عرض عليهم من أوهامٍ كما حاول بعض الحكام اقناع الشعوب…

وأكد أنّ بعض العرب قد خرجوا فعلاً من هذه المرحلة ومارسوا خيار المقاومة ونهجها وتمكنوا في فلسطين كما في سوريا والعراق واليمن من تحقيق انتصارات نوعية ترسملوا عليها وهم في هذا الخط ممعنون وستتأتى ثمار كثيرة بعد هذا كله.

ولفت معاليه الى أن هنالك حقيقة ثانية بأن الرهانات على الغرب الأطلسي ولا سيما الأمريكيين قد تهاوت، فلا جدوى من التفاوض مع أولئك الذين أوجدوا “إسرائيل” ورعوها.

وأكد أن من يتعين عليهم قيادة المرحلة القديمة الجديدة مرحلة المقاومة خيارا ونهجا هم القوى الحية في العالم… فلا يعوّل اليوم على الأكثرية الصامتة بل على الأقلية الخلّاقة، ومن يمسك بزمام المقاومة اليوم يمسك بزمام المبادرة كونها السبيل الأوحد للنهوض واستعادة العزة والكرامة…

واعتبر أننا لسنا ضعفاء اليوم، ذلك اننا استطعنا ان نحقق توازن ردع مع الكيان على الأقل منذ عام 2006 في لبنان… والإسرائيليون يعون ذلك ولذا يستميتون في محاولات توريط أمريكا في مجابهة مفتوحة مع إيران بما هي عليه من قوة إقليمية فاعلة وقادرة ومنخرطة في دعم حقوق الانسان في العالم المعاصر ولا سيما الحقوق الفلسطينية المنتهكة منذ سبعين عاما…

وتابع د. نعمان: لقد حان للقوى الحية ولمحور المقاومة أن ينتقلوا لمرحلة جديدة وهي وحدة الجبهات المقاومة للكيان الصهيوني من لبنان الى سوريا وغزة والضفة، فلا مجال للقيادة إلا للقوى الحية وقوى المقاومة بعد ان انتقلنا الى زمن الاستراتيجيات، فالقوى الحية هي القوى الممسكة بزمام المبادرة على قاعدة: “انا اقاوم… إذاً أنا موجود”…

  • أمين الهيئة القيادية في المرابطون العميد مصطفى حمدان

 من جانبه، أشار العميد حمدان الى أن أبناء العروبة السائرين على مسار النهج الناصري يعتبرون فلسطين البعد الرابع للحرية والاشتراكية والوحدة… ففلسطين لا تحتمل هويتين، بل هوية واحدة: “إما نحن… وإما نحن”…

واستعاد قول الرئيس عبد الناصر من أن المعركة هي لإزالة هذا الكيان من الوجود، فلا يمكن تحقيق الحرية او التقدم او الازدهار او استعادة الدور الا بإزالة هذا الكيان المصطنع.

واعتبر أنّ ما جرى اليوم جمع الفلسطينيين في لحمة وطنية، فنحن اليوم في زمن الوحدة الفلسطينية التي تبنى عليها الآمال… وما جرى ليس صفقة قرن، بل هي تفليسة العصر، التي حدت بترامب ان يبتدع هذه الفكرة للخروج من مأزقيته… وبالتالي فالصفقة مولود ميت، والاعلان الذي رافق هذه الصفقة لا يعدو كونه خطوة في حملة انتخابية فاشلة.. مؤكدا ان صفقة العصر بدأت منذ وعد بلفور وليس بإعلان ترامب.

ولفت الى اننا اليوم امام معسكر الأمريكي البريطاني والرجعي، ومعسكر المقاومة الذي بدأ منذ وعد بلفور وحتى اليوم، ولن يهدأ له بال حتى التحرير الكامل. معتبرا أن هذه التفليسة سقطت عام 2000 على ايدي رجال الله وعلى أيدي السيد نصر الله… كما أسقطها أسد العروبة وحماة الديار من أبناء الجيش العربي السوري عندما انتصروا على الوحدات الإسرائيلية المستترة بالإرهاب… وقد أسقطتها صواريخ الثورة الإسلامية في ايران ممهورةً بدم الشهيد سليماني والمهندس على قاعدة عين الأسد حيث العلم الأمريكي…

  • الأستاذ المحامي رمزي دسوم مسؤول العلاقات مع الأحزاب في التيار الوطني الحر – عضو مجلس أمناء التجمع

بدوره، لفت الأستاذ دسوم الى ان هذه الصفقة تهدف الى اسقاط القضية الفلسطينية وما يترتب على ذلك من مفاعيل على فلسطين ودول الطوق، معتبرا ان ما جرى هو محض دعاية انتخابية لترامب ونتنياهو.

وشدد على الثوابت التي يعلنها التيار الوطني الحر في هذا السياق وهي:

  • لا توجد اتفاقية يمكن لها ان تسرق حق العشب الفلسطيني في ارضه ومقدساته
  • بمجرد عدم توقيع الفلسطيني صاحب الحق والأرض على هذه الصفقة دليل على انها لا تساوي الحبر الذي كتبت به
  • من تداعيات الصفقة على لبنان اسقاط القرار 194 المتعلق بحق العودة، وهنا نكرر ما قاله الجنرال عون على منبر الأمم المتحدة بأن لبنان لن يكون وطنا بديلا لا لنازح ولا للاجئ مهما بلغت التضحيات، فلا سلام يبقى دون ارض ولن نساوم وسنظل نقاوم، ولن نسمح للعدو الإسرائيلي والأنظمة الرجعية العربية ان تأخذ منا بالواسطة ما عجزوا عنه بالمباشر
  • الثابتة الوحيدة هي المقاومة والكفاح المسلح التي تعتبر أقصر وانجح الطرق لتحرير فلسطين
  • ان القضية الفلسطينية لا يمكن ان تنكفئ ما دام وراءها شعب حي مقاوم بالفطرة هو الشعب الفلسطيني

  • الأخ أبو كفاح دبور مسؤول الجبهة الشعبية القيادة العامة في لبنان – عضو مجلس أمناء التجمع

من جانبه، أشار الأخ دبور الى ان الصفقة محاولة لتصفية القضية من كل جوانبها ومحاولة لسيطرة أمريكا على المنطقة ومقدراتها… معتبرا اننا بحاجة لدفن هذه الصفقة بشكل نهائي من خلال عدة مسارات متلازمة ومتناغمة وهي:

  • المسار الإعلامي لتوعية جميع الشعوب بمخاطر هذه الصفقة
  • المسار الشعبي والجماهيري التعبوي، حيث يجب ان تستمر الأنشطة والفعاليات الشعبية لتعبئة الشارع بكل مفاعيله ضد هذه الصفقة
  • مسار الوحدة الوطنية الفلسطينية الحقيقية المبنية على أسس واضحة على رأسها الخروج من كل الاتفاقات والمعاهدات مع الكيان، ومن وهم المفاوضات والتسويات التي لا يفهمها الكيان الغاصب، مع التأكيد على حق الشعب الفلسطيني بكامل ارضه التاريخية وعاصمتها القدس
  • مسار المقاومة وهو الأهم والذي أثبت نجاحه في كل الأرض العربية من عام 2000 الى 2006 الى هزيمة الإرهاب الأمريكي الصهيوني في سوريا على يد الرئيس الأسد والجيش العربي السوري، الى انتصارات غزة، وتصاعد محور المقاومة من ايران الى العراق واليمن وكل الساحات التي تعلن وقوفها الى جانب الشعب الفلسطيني في حقوقه وكفاحه..

  • الأستاذ احسان عطايا مسؤول حركة الجهاد الإسلامي في لبنان – عضو مجلس أمناء التجمع

وفي كلمة للأستاذ عطايا، أشار الى ان الشعب الفلسطيني ومقاومته ستسقط كل المؤامرات التي تحاك من اجل تمرير هذه الصفقة… لافتا الى ان مسيرات العودة استطاعت اجبار ترامب على تأجيل الإعلان عن هذه الصفقة لأكثر من عامين… كما ان سلاح المقاومة جاهز وصواريخ غزة موجهة الى صدر العدو الصهيوني ضمانا لاستمرار النهج المقاوم حتى تحرير فلسطين التي لن تتحرر الا بالمقاومة والكفاح والنضال والجهاد…

واعتبر عطايا ان مسار التسوية الذي فشل يجب ان يعلن سقوطه بشكل كامل وإيقاف التنسيق الأمني بكل اشكاله لأنه يعيق استمرار المقاومة في الضفة وفي الداخل الفلسطيني…

وقال: “على الرغم من ان الفلسطيني لم يكن حاضرا في مهزلة اعلان ترامب عن الصفقة، بل إضافة الى ذلك فانه يرفضها في موقف موحد على الرغم من انه لا يزال شكليا، الا اننا لا نزال بانتظار خطوات حقيقية عملية لتوحيد الساحة الفلسطينية… فترامب بإعلانه هذه الصفقة يريد تغطية فشله الذريع في سياساته الخارجية لا سيما بعد الرد الإيراني على قاعدة عين الأسد، بغية ابعاد الأنظار عما جرى وتقديم دعم انتخابي لنتنياهو.. ولكن ذلك لن يصل الى هدفه وسينكسر على سواعد المجاهدين المقاومين الابطال.

  • الأخ أبو جابر ممثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين

أشار الأخ أبو جابر الى ان الفلسطينيين لم يحصلوا على شيء بعد 27 سنة من اتفاق أوسلو، بل على العكس، زادت معاناة الشعب الفلسطيني. واليوم نلاحظ ان كل الدول والقوى التي دعمت فلسطين تتعرض للتدمير والمؤامرات، مشددا على أهمية التنبه لمخاطر المؤامرات التي تحاك ضد الامة، كما دعا الى توحيد الصف الفلسطيني واتباع نهج المقاومة سبيلا وحيدا لتحرير فلسطين.

 

  • رئيس المجلس الإسلامي الفلسطيني الشرعي في لبنان والشتات سماحة الشيخ الدكتور محمد نمر زغموت – عضو مجلس أمناء التجمع

بدوره، أكد سماحة الشيخ زغموت ان الخلافات بين الفلسطينيين لا طائل لها، واليوم يجب ان تتوحد كل أطياف وفصائل وطاقات الشعب الفلسطيني وتوجه صفعة بوجه المهرج ترامب المأزوم والذي يسعى لحفظ ماء وجهه ووجه نتنياهو للخروج من المآزق التي ابتليوا بها.

  • الأخ أبو جمال وهبة ممثل حركة الانتفاضة الفلسطينية – وعضو التجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة

وفي كلمة للأخ أبو جمال وهبة، أكد أن هذا الإعلان بمثابة عدوان مباشر على الشعب الفلسطيني وانتهاك فاضح لحقوقه في العودة وتقرير المصير، لافتا الى ان هذه الصفقة استكمال لوعد بلفور وجريمة ضد العدالة والشرعية الدولية وهي لا تتعدى كونها سرقة موصوفة لما تبقى من الأراضي الفلسطينية.

وتوجه الى شرفاء الامة وأحرار العالم، مؤكدا أن الشعب الفلسطيني يثق بهم وبأنهم لن يخذلوا المرابطين في ارض الكرامة والعزة، والذين لن يتخلوا عن المقاومة سبيلا وحيدا لاستعادة كل الأراضي والمقدسات من النهر الى البحر.

  • الأستاذ إبراهيم المدهون منسق فرع التجمع في البحرين – ممثل المعارضة البحرينية

وفي كلمة باسم شعب الخليج، لفت الأستاذ ابراهيم المدهون الى ان فلسطين في وجدان كل عربي حر أبي، وما رأيناه في مسرحية ترامب ان هناك بعض الأنظمة الوظيفية التي تماهت مع المشاريع الغربية… فمن المعيب ان يحضر توقيع هذه الصفقة من يدعي انه سفير لدولة البحرين او دول أخرى، في دليل جديد على ان هذه الأنظمة لن تكتب لها الحياة، وهي لا تمثل الإرادة الشعبية… ومن هنا فهي تهرول لخدمة الكيان الغاصب وامريكا كي تحميها وتحافظ على وجودها، مؤكدا ان المواقف الرسمية لدول الخليج لا تعبر عن مواقف الشعوب التي تحترم حق الشعب الفلسطيني ولن تقبل بإضاعته حتى التحرير الكامل وعودة كل أبناء الشعب الفلسطيني الى أراضيه.

  • الأستاذ أحمد علوان رئيس حزب الوفاء اللبناني

من جهته، أشار الأستاذ علوان الى ان ما جرى مسرحية “كوشنر والشقراء”… معلنا باسم حزب الوفاء رفض الصفقة واي مساس بحقوق الشعب الفلسطيني، مشيرا الى ان النصر السوري بقيادة الرئيس الأسد والنصر الإيراني يجب ان يكون قدوة وحافزا ومسارا واضحا لاعتماد المقاومة سبيلا وحيدا لاستعادة الحقوق.

فيما يلي النص الكامل لكلمة الأمين العام للتجمع د. يحيى غدار:

قرن ترامب وصفقته تسقط تحت أقدام جيوش محور المقاومة

“الإسرائيليونَ” ونُخبَتُهُم ومُفَكِّروهم في حالةِ قلقٍ ورُهابٍ من إعلانِ ترامب صفقتَهُ في محاولةٍ لتعويمِ نتنياهو وتأمينِ فوزه في الانتخاباتِ الثالثةِ المبكرةِ في الكيانِ المأزومِ والفاقدِ لأيٍّ من عناصرِ القوّةِ والاستمرار، والعاجزِ عن إخضاعِ غزةَ المفقرةِ والمحاصرةِ منذ عقدٍ ونصف… فالعجز يُوَلِّدُ الأوهام، والأوهامُ تبقى حبراً على ورقٍ أو كلاماً في الهواءِ يُرضي بها العاجزُ والمهزومُ غرورَهُ مُتَخَيِّلاً أنَّهُ حقّقَ الانتصاراتِ التي تبقى طيَّ الأوراقِ والحبرِ وهواءِ الفضائيات.

لنزوةٍ عندَهُ، ولسعيٍ لكسبِ انتخاباتِهِ في أمريكا، استعجلَ ترامب استضافةَ نتنياهو وبني غانتس لرأبِ صدوعهما بإغرائهما بإطلاقِ خطتهِ، وهو وإياهما والعالمُ والخبراءُ يعرفونَ أنَّ الخططَ لا قيمةَ لها إلّا إذا توفرت أسبابُ وقدراتُ تحقيقها في الميدان.

فهل من إمكانيةٍ لإنفاذِ الأوهامِ والتخيّلات؟..

الجوابُ في معرةِ النعمانِ أمس، وخان طومان اليوم، وغداً إدلب، وفي كلِّ يومٍ نصرٌ يتلوهُ نصرٌ على كلّ مسارحِ الحربِ وزوايا ساحاتها.

وتخسرُ أمريكا في العراقِ ويتهدّدُ وجودَها قرارٌ شعبيٌّ وسياسيٌّ ونيابيٌّ قاطعٌ بإلزامِها الانسحابَ وتفكيكَ قواعدِها والرحيلَ الذليل.

ومع انسحابها ستتداعى أركانُ نظمِ وأُسرِ العمالةِ والخيانةِ التي أمّنتِ الكيانَ الصهيونيَّ وطبّعت معهُ وتكاملت وأمدّتهُ لعقودٍ بأسبابِ البقاء… أما بعد، فقد نفذت كلُّ ذخائرِ الكيانِ وأوروبا وكلُّ النظمِ والادواتِ والعملاءِ وآخرُهم ما سمّيَ بالإسلامِ السياسيِ والمُسَلَّحِ المتحوّلِ الى التوحّشِ الإرهابيّ..

ترامب أطلقَ خطتهُ ويديرُ ظهرَهُ لما سيكون، فليسَ لهُ من همٍّ أو مسؤوليةٍ يتحمَّلُها إلّا أمريكا وإعادةِ هيكلتِها وتخليصِها من إرثِ الحروبِ والخسائرِ والانكساراتِ المتتالية…

هي صفقةُ وهمٍ و”بصقةٌ” في وجهِ تُجارِ القضيةِ الوطنيةِ والحقوقِ والتفريطِ بالمسألةِ الفلسطينيةِ وبحقوقِ الأمة، فلن تمرَّ ولن تُكتَبَ لها حياةٌ، وكلٌّ ما تُحقِّقُهُ أنّها تطلقُ موجةً تحرريةً عارمة…

لقد آن أوان إعادة هيكلة منظمة التحرير الفلسطينية بضمّ كلّ الفصائل الفلسطينية المقاومة دون استثناء على أساس الميثاق الوطني المعمول به قبل عام 1973، والذي ينص على تحرير كل فلسطين.

وفي الختام، نؤكد أن كل من آمن بأن الصراع مع العدو الصهيوني هو صراع وجود وليس صراع حدود، لم يتفاجأ منذ وعد بلفور حتى صفقة القرن، لأنه تحضّر عدّةً وعديداً، وكان عارفا متيقناً بحقيقة هذا الصراع، وأن السبيل الوحيد لتحرير فلسطين هو خيار المقاومة، فما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة…

ومن هنا، فإن صفقة القرن لن تصل الى فلسطين طالما أن شعب الجبارين الشعب الفلسطيني مؤمن بخيار المقاومة خيارا أوحد للتحرير… فقد آن لكل عربي أن يتحمل مسؤوليته التاريخية وأن يدخل في الحساب، أو أن يسقط من كل حساب…

الأمين العام للتجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة

د. يحيى غدار

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى