Featuredالاردنفروع التجمع في العالم العربي والاسلامينشاطات التجمعنشاطات فروع التجمع

فرع التجمع في الأردن يقيم ندوة بعنوان: ” الاستثمار الأمريكي في الحراك الشعبي العربي”

قام التجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة ورشة عمل في مقر المنتدى الاشتراكي بالعاصمة الأردنية عمان، تحت عنوان (الاستثمار الأمريكي في الحراك الشعبي العربي)، تحدث فيها السادة جورج حدادين، رسمي الجابري، محفوظ جابر وجمال العلوي وقدم المتحدثين وأدار الحوار عضو الأمانة العامة للتجمع في الأردن، محمد شريف جيوسي.

تناول م. جورج حدادين في ورقته العناوين التالية: أزمة تحول الرأسمالية إلى رأسمالية مضاربة وانتقال الأموال من المجتمعات إلى الأفراد والعائلات (وأورد لبنان كمثال حيث انتقلت الأموال اللبنانية إلى آل الحريري) فطغم رأس المال تجزي أصحاب رأس المال وتفقر الشعوب.

وتحدث حدادين عن الانتقال من الإنتاج للريعية بوصفها وصفة للدمار، حيث يُعتبر العراق ولبنان مجتمعين ريعيين متخلفين مذهبيين طائفيين. وقد سيطرت المصارف فيه على القرار، وأصبح البشر لا شيء، منوها بسرقات العراق البالغة 830 مليار دولار.

واعتبر حدادين أنّ الأزمة في العراق ولبنان بلغت مرحلة النضوج.. وان الوضع الراهن يتراوح بين أحد امرين: الانفجار الحقيقي أو انهيار الدولة والنظام. فيما تحاول امريكا إعادة إنتاج النظامين…

وأشار حدادين بأنّ 51% من اللبنانيين هم الان تحت خط الفقر، فيما يحتاج العراق مليار دولار لوضع حد لأزمة الكهرباء فيه، فيما يحرق4. 2 مليار دولار من الغاز في الهواء.

وبين أن الطائفية في لبنان متجذرة منذ الاستقلال فيما الطائفية في العراق طارئة منذ احتلاله ووضع دستور بريمر، ولذا فالحل في العراق أيسر مما هو في لبنان.

وختم حدادين بالتأكيد على الحاجة ملحة لاستغلال اللحظة التاريخية لأجل تحرر اجتماعي وتحرر وطني، لإنجاز متلازمة مهام التحرر الإجتماعي والوطني.

بدوره، قدم رسمي الجابري عرضاً تاريخيا مفصلا لما أسماه (ثورة البترودولار) وإحلاله محل الذهب وجعله قيمة أي ( سلعة السلع ) منذ عقود .

وأبرز الجابري تكريس الأذرع الوهابية والإخوانية ما أدى إلى اختراق الأنظمة والمجتمعات العربية، وبالتالي اختراق النخب ومراكز الدراسات والأبحاث ومؤسسات المجتمع المدني، ما أخفى أموراً عن الأعين واعاد صياغة وعي الشارع في المنطقة العربية .

كما تحدث عن دور الرأسمالية في صياغة الدول وتحويلها إلى مخافر لحماية المصالح الإمبريالية .    

من جانبه، تحدث الأستاذ محمد محفوظ جابر عن دور أمريكا والرجعية العربية الواضح في لبنان والعراق تحت شعار إنهاء الأنظمة الطائفية التي أسسوها فيما المقصود ضرب جبهة المقاومة في المنطقة.

وأوضح محفوظ ان الولايات المتحدة أنشأت عام 2001 نحو 350 برنامجا في التعليم والثقافة والمعلومات للترويج لـ “الديمقراطية الأمريكية” وخلق قيادات جديدة من الشباب العربي، تركز على قيم وسياسات الولايات المتحدة ورصدت لها مبالغ ضخمة، وفيما بعد أدمجت جميعها في مشروع واحد أطلق عليه: “مبادرة الشراكة الشرق أوسطية وتنسق المبادرة هذه، جميع أنشطتها من مكتب رئيسي بوزارة الخارجية الأمريكية، وفتح لها مكتبين إقليميين، أحدهما في تونس واخر في البحرين.

 وقال جابر أنه لا غرابة لأن تكون بداية الحراك الشعبي في تونس، رغم أن رئيس الجمهورية التونسية كان تابعا لهم، ولكن حسب وثائق ويكي ليكس، قدمت السفارة الأمريكية في تونس تقريرا قالت فيه أنه فاسد وبطانته فاسدة، وأنه لم يعد يسمع ما يمليه عليه السفير الأمريكي، وتؤكد الوثائق أن السفارة أقامت لقاءات ولجان وعلاقات شعبية في تونس.

واعاد جابر إلى الأذهان ما كانت قد صرحت به وزيرة الخارجية الأميركية السابقة “كونداليزا رايس” مطلع سنة 2005، لجريدة واشنطن بوست الأميركية، عن نية بلادها نشر ما أسمته الديمقراطية بالعالم العربي والبدء بتشكيل ما يعرف بـ “الشرق الأوسط الجديد “، عبر ما أسمته ” الفوضى الخلاقة ” في الشرق الأوسط. 

ولفت الى انه في عامي 2007 و 2008 شارك 196000 مصري في برامج تدريبية وبرنامج للترويج للديمقراطية الأمريكية وتم إنشاء برنامج زمالة رواد للديمقراطية في نفس العام لمن يجيد العربية في لبنان ولمن يجيد اللغة الانجليزية في الولايات المتحدة الامريكية.

وبالطبع كل هذا لإعادة انتاج علاقات الولايات المتحدة مع مواطني ما يسمونه الشرق الأوسط وشمال افريقيا.

وقدمت المبادرة في سنة 2009 مبلغ 50 مليون دولار منحا لمنظمات أهلية غير حكومية لتنفيذ مشاريعها ما يندرج تحت بند التمويل الأجنبي لترويج المبادئ والقيم الأمريكية .

وفي 17 كانون اول من سنة 2010 أقدم الشاب التونسي محمد البوعزيزي على إحراق نفسه واعتبرت هذه ” الشرارة ” التي أطلقت ما يسمونه الربيع العربي ، رغم أن عشرات من العرب حرقوا أنفسهم قبل ذلك وبعده، لكن لا أحد سمع بهم .

ولفت الى ان هذا التوظيف يعود للبرامج التي تدرب عليها الشباب ومنها فن التصوير والاذاعات واستخدام الشبكة العنكبوتية للتواصل الاجتماعي والتي سهلت عمليات تجمعهم وتحركهم بمطالب ليس فيها مطلب استراتيجي واحد يخدم الأمة العربية .

وتساءل محفوظ جابر، لماذا كل هذا الاهتمام الأمريكي الصهيوني، بما دار في مصر، وهل ينطلق هذا من باب الحرص على الديمقراطية وحقوق الإنسان فيها؟ الجواب هو حفاظا على اتفاقية كامب ديفيد وعلى المصالح الأمريكية في مصر والوطن العربي.

ورأينا أن الاخوان في مصر لم يسقطوا اتفاقية كامب ديفيد أثناء توليهم الحكم ، بل حافظوا عليها ، ومَن جاء بعدهم أيضا.

وكان التدخل الأمريكي ملموسا في مصر بدءاً من الرئيس أوباما مرورا بوزيرة الخارجية كلينتون والناطق الرسمي للبيت الأبيض غيبس  و مؤتمراته الصحفية شبه اليومية وليس انتهاء بتصريحات كيري وهذه التدخلات في شؤون مصر وصلت إلى درجة التهديد عندما قطع حسني مبارك “النت ” وطالبوا باعادته لأنها وسيلة مهمة لتدخلاتهم في مصر .

وأكد جابر على إن الولايات المتحدة لا تريد نظام حكم سياسي عربي ديمقراطي شعبي حقيقي، وقد أدركت أن المتغيرات في العالم والوطن العربي تصب باتجاه اسقاط النظام الرأسمالي الأمريكي وديمقراطيته الزائفة، ولذلك عملت منذ مطلع التسعينات إلى استبدال الصراع الطبقي بنمط جديد من الصراعات المذهبية والطائفية الدينية في محاولة لاستباق عملية التغيير الحتمي ومشروع المقاومة والثورة الحقيقية؛ المتصادمة مع مشروعها ومصالحها الإمبريالية ومع المشروع الصهيوني في المنطقة. 

لذلك استغلت الولايات المتحدة الصراعات وساهمت في امتدادها في الدول العربية وأبقت دول الخليج لا حراك فيها حفاظا على النفط والغاز الذي تتحكم به.

وكلنا نعلم الدور الأمريكي في إنشاء تحالف عربي ضد الشعب اليمني المقاوم لمشروعها .

وأشار الى أن جمعيات جيفري فيلتمان (الخيرية) في سورية والتي كان أبرز أعضائها سمر يزبك، ديمة ونوس، هيثم الصالح، ومنتهى الأطرش وغيرهم من المثقفين والكتاب في سورية ، الذين قاموا بأدوار تحريضية في الحراك ضد الدولة السورية وتم استغلالهم من قبل السفارة الأمريكية.. وهو الحراك الذي انقلب إلى حراك عسكري ، بأسلحة خفيفة وثقيلة ودعم مالي خارجي لأن هذا البلد يرفض الاستسلام ولا يقبل المساومة مع العدو الصهيوني ما أدى إلى تدمير البنية الاجتماعية والاقتصادية والعسكرية التي استعادت عافيتها بدعم من جبهة المناهضة للمشروع الصهيو أمريكي .

وعندما اشتد ساعد “داعش ” في الأراضي العراقية وسورية وشعرت بالخطر على مصالحها قامت الولايات المتحدة بإنشاء ” التحالف الدولي ضد الارهاب ” لمحاربة داعش لأنها تخطت الحدود المرسومة لها تماما كما فعلت مع منظمة القاعدة وابن لادن بعد أن تم استهلاك الهدف من وجود هذا التنظيم الارهابي ، وأصبح ضربها مطلب شعوب أوروبا وأمريكا ودول العالم .

والآن يبدو الدور الأمريكي والرجعية العربية واضحا في الساحة اللبنانية والعراقية تحت شعار إنهاء الأنظممة الطائفية التي أسسوا لها ؛ فيما المقصود ضرب جبهة المقاومة في المنطقة وإضعافها .

بدوره، أشار جمال العلوي الى ان الولايات المتحدة الأمريكية ليست معنية بتقدم المنطقة العربية وعبور المرحلة بسلام وإنما هي معنية بتفتيتها إلى كيانات متنازعة، حيث شهد العالم خلال السنوات الاخيرة من عهد الرئيس الامريكي باراك اوباما حالة انكفاء الولايات المتحدة عن منطقة الشرق الاوسط والاتجاه نحو الصين.

ورغم ان هذا الخيار كان هو خيار الدولة العميقة في الولايات المتحدة الامريكية نظرا لأهميته على الموقع الدولي للولايات المتحدة الا ان الرئيس الامريكي ترامب عاد الى الانغماس اكثر في المشهد الاقليمي لاسباب تتعلق برغبته ضمان فرصته الانتخابية في الفترة الثانية.

وامام هذه التحديات ونظرا لتراجع قوة التدخل الامريكي في المشهد الاقليمي لجأت الولايات المتحدة نحو مفاهيم استثمار الثورات الشعبية التي شهدتها المنطقة منذ بروز حالة ربيع الدم في المنطقة العربية اوائل سنة 2011 للتحكم في المفاعيل المحلية واستثمار شبكات الاختراق للمجتمع العربي عبر منظمات تمويل دولي ظهرت منذ بروز ظاهرة الثورات الملونة ومنها  معهد (كانفاس) الذي انشيء في بلغراد ويعمل على اعداد مواد التدريب فيه اكاديمي العلوم السياسية بجامعة اكسفورد (جين شارب ) خبير تكتيكات المقاومة السلمية حول العالم وهو المركز الممول عضويا من ألـ CIA ومن الملياردير الصهيوني بيتر اكرمان ، الذي يعمل مع جورج سوروس ؛ الذي يمول أيضاً منظمة فريدوم هاوس ، والمعهد يعمل في حوالي  50 بلداً .

وأوضح جمال العلوي ان للمعهدين الديموقراطي والجمهوري دوراً في الأردن، من حيث بناء شبكات عامة عبر التدريب والبناء وتعزيز مفاهيم الدولة في الدول التي لا تعد حالة مستعجلة لوضعها على الاجندة مثل الحالة الاردنية، حيث نشطت هذه المعاهد في تدريب الحزبيين ونشطاء المجتمع المدني من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب.

وتعد الحالة اللبنانية ماثلة امامنا اليوم  كمثال على الاستثمار الامريكي للحراك الشعبي، فالغالبية العظمى من النشطاء الذين يديرون مجموعات الحراك هم من الشباب الذين تدربوا او خضعوا لدورات تدريبية مرتبطة بهذه المؤسسات الدولية وهي الدورات التي تشتمل على العصيان المدني والتحرش برحال الامن واحتلال المباني واضفاء طابع المرح والفكاهة والغناء على التظاهرات والاحتجاجات والاستعانة بنجوم الفن على الساحة المحلية .

وتعتمد امريكا في حروبها الناعمة وسائل الاعلام وثورة (الملتي ميديا) والمنصات وشبكات التواصل الاجتماعي في اطار الحرب الجديدة على الدول بعد ان فشلت حروبها العسكرية .

ورغم كل هذه التحولات التي شملت الدول العربية الا ان قدرة امريكا وثوراتها الملونة لتفكيك الحالة العربية لن يكتب لها النجاح نظرا لحالة التراجع التي تشهدها الولايات المتحدة على المستوى الدولي ، وتوقع  تحول المعارضة في لبنان بعد تشكيل الحكومة إلى معارضة إعلامية .

وأكد جمال العلوي أن حسان دياب ليس كما يقول البعض مرشح أمريكا لتشكيل الحكومة اللبنانية  وإنما هو مرشح محور المقاومة في لبنان .

وشبه العلوي علاء الخواجا في لبنان بـ د. باسم عوض الله في الأردن ، واعتبر العلوي ؛ الخواجا بديل الحريري فقد بات يمتلك مواريث الحريري من تلفزيون المستقبل حتى ( بيت الوسط ) الخ .

وخلص العلوي الى ان الولايات المتحدة الأمريكية ليست معنية بتقدم المنطقة العربية وعبور المرحلة بسلام وإنما هي معنية بتفتيتها إلى كيانات متنازعة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى