Featuredنشاطات التجمعنشاطات التجمع المركزية

التجمع يستضيف سماحة الشيخ د. يوسف الناصري في ندوة بعنوان: “العراق بين الإرادة الوطنية والهيمنة الأمريكية”

استضاف التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة سماحة الشيخ الدكتور يوسف الناصري، المنسق العام لفرع التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة في العراق – أمين عام شورى العلماء – رئيس أمناء المجلس الوطني للأديان في العراق، في لقاء سياسي بعنوان: “العراق بين الإرادة الوطنية والهيمنة الأمريكية”. وذلك بحضور سماحة السيد الدكتور شفقت حسين شيرازي منسق عام فرع التجمع في باكستان – مسؤول العلاقات الخارجية لمجلس وحدة المسلمين الباكستاني، وحشد من الشخصيات والفعاليات السياسية والثقافية والأكاديمية العربية والإسلامية.

عقب الوقوف دقيقة صمت حدادا على أرواح شهداء الأمة، استهل اللقاء الدكتور يحيى غدار أمين عام التجمع مرحبا، معتبرا أن الهيمنة الأمريكية ظاهرة على الحراك الشعبي في لبنان والعراق وأينما وجد.

ولفت الى أن الفساد الذي استشرى في العراق يماثل الحالة اللبنانية، بالإضافة الى حتمية وجود جزء كبير من الشعب العراقي الذي نزل الى الشارع بدوافع وطنية من أجل تحقيق مطالب معيشية محقة، ولكن ما حصل أن القوى المرتهنة للمحور الصهيوني الأمريكي سارعت الى امتطاء الحراك ومحاولة تمرير أجنداتها عبر قواه الحية. مؤكدا أنّ القوى الحقيقية الحيّة المؤيدة لمحور المقاومة لا تزال على موقفها الوطني وخيارها الأوحد.

ورأى د. غدار أن العراق ولبنان هما الخزان العربي الحقيقي الذي يستطيع رفد المقاومة بالطاقات البشرية القادرة على تحرير فلسطين بحال اتخذ القرار، وذلك إلى جانب سوريا وفلسطين وإيران. كما يجب أن نتعلم من التجربة السورية والمؤامرة الكونية التي تعرضت لها، تجنبا للوقوع تحت رحى صراع لا يبقي ولا يذر…

من جانبه، أشار سماحة الشيخ الدكتور يوسف الناصري الى أن الحراك العراقي يتسم بسمات إنسانية مدفوعة بإرث ثقافي وروحي منبعه العدد الهائل من الأنبياء والائمة والاوصياء والصالحين الذين عاشوا في العراق على مر الأزمنة، بالإضافة الى ثرواته المادية والحضارية والإنسانية، وكلها شكلت عوامل ساهمت في جعل العراق محط أنظار جميع القوى الامبريالية. مشيرا الى أن من الضرورة بمكان التنبه الى دور الكنيسة الانجيليكية الحاكمة في الولايات المتحدة في رسم السياسات الامريكية والتي تستهدف العراق وحضارته، والهدف الأساس السيطرة على بابل لتحقيق دولة “الالف عام”.

وأضاف سماحته: “اليوم، نشهد حالة عدم توازن عسكري في المنطقة، وللمرة الأولى يعترف قادة الكيان الصهيوني الغاصب أن المقاومة اللبنانية تمتلك أكثر من مائتي ألف صاروخ، الامر الذي رفع مستوى الرعب داخل الكيان الصهيوني الغاصب. كما ان التغيير الراهن دفع بالكيان الى اختيار أسلوب جديد للهجوم على كل دول محور المقاومة. وهو ما لفت اليه أوباما في خطابه من جامعة القاهرة، حيث اعتذر من العالم العربي والإسلامي على اسقاط حكومة مصدق عام 1953 عقب تأميم النفط في إيران… وقال أوباما: “أعتذر لأننا قمنا بإسقاط حكومة وطنية منتخبة من خلال أشخاص مأجورين”. وفي ذلك إشارة إلى أن ما يمكن أن نشهده من حراكات في المستقبل ربما يكون برعاية مخابراتية غربية، على اعتبار أنّ ما جرى في إيران آنذاك كان بمثابة تجربة على مدى نجاعة هذا الأسلوب”.

وقال د. الناصري: “لقد بدأ محور المقاومة يشكل تأثيرا اجتماعيا على سلوك وأخلاق المجتمعات، وهو ما لا يناسب الغرب وامريكا… والطرف الخاسر في هذا الجوّ هو الأنظمة الرجعية المتآكلة في السعودية والامارات وغيرها، والتي بدأت تتآكل اقتصاديا وفكريا وثقافيا وهو ما نشهده اليوم في السعودية بعد التبرؤ الملكي السعودي من المنظومة الوهابية”.

وأشار د. الناصري الى أن المنظومات السياسية الحالية في بلادنا فاسدة ولا بد من تغييرها كونها لم تحقق طموحات ورغبات ومطالب الشعوب، بل هي حتى لم تقم بتوزيع الثروة كما ينبغي… ففي العراق، مئات مليارات الدولارات نهبت ولم تدخل أصلا في موازنات الدولة العراقية ولا أحد يعلم كيف تم صرفها وأين ذهبت.

وبالنظر الى الواقع السياسي العراقي هناك جيل يتطلع الى اجراء تغييرات حقيقية تنهض بواقعه المعيشي بعيدا عن السياق السياسي والظروف الإقليمية والدولية.

وتابع: “اليوم إذا ما تم سؤال المتظاهرين عن رؤيتهم لآفاق الحل السياسي لأزمة العراق، فمعظمهم لا يعلم ان الحكومة العراقية استقالت، بل يبدو واضحا التيه الذي يهيمون فيه دون معرفة مآلات العراق… فلا يجب الوقوف عند مكافحة الفساد لان كل الحكومة فاسدة، بل يجب الانتباه الى ان الدستور الذي تم وضعه في ظل الاحتلال هو أحد مصادر الهدر والفساد”..

وأشار الى ان محور المقاومة يخشى انزلاق الأمور الى الفوضى الامريكية، بينما اللاعب الاخر يدفع بهذا الاتجاه وصولا الى اللا-نظام والحروب المذهبية والطائفية والأهلية. فخلف الحراك الجماهيري عدة أطراف لها مصالح كثيرة، أهمها محور الشر، حيث نشهد دفع مبالغ مالية كبيرة تستغل فقر الشارع العراقي في المرحلة الراهنة. كما ان هناك إدارة متحكمة وكاميرات وأجهزة متطورة مجهولة المصدر.

وتابع: “على الرغم من أننا نقف الى جانب مطالب الناس والجماهير، إلا أننا لا يمكن لنا إلا أن نتحفظ على الأسلوب الذي تتم به إدارة الأمور، وهو أمر غاية في الصعوبة… حيث أن غرفة العمليات التي كانت تحرك المتظاهرين وتطلب منهم الاعتداء على الجيش هي نفس الغرفة التي تطلب من بعض فصائل الجيش ان تطلق النار على المتظاهرين بغية تأجيج الأوضاع وسفك الدماء”.

ولفت الى ان من المهم الإشارة الى ان الهدف الأساسي من التحركات الشعبية في لبنان والعراق هو إيصال هذه الموجة الى طهران… ولكن الإيرانيين أرادوا أن يخرجوا الثعبان من وكره وكشف المستور، حيث تم اكتشاف أكثر من ألفي قطعة سلاح متطور صغير الحجم إسرائيلي الصنع في كردستان إيران، علما ان الرصاصة الواحدة من هذا السلاح الصغير قادرة على قتل خمس وعشرين شخصا مرة واحدة، حيث كانت الغرف السوداء التي اكتشفها الأمن الإيراني تخطط لتوزيعها على المندسين في المظاهرات!

وأكد أن العراق شهد في الأسبوعين الماضيين مظاهرات كبيرة كانت في حقيقتها محاولة لتظهير وتطهير للحراك، حيث شهد يوم الجمعة تظاهراتٍ مليونيّةٍ في الاتجاه الصحيح، نتيجة فشل وانهيار مخطط محور الشر… معتبرا أن محور المقاومة اليوم دخل بقوته الى الميدان وبدأ يستلم زمام الأمور لإعادتها الى نصابها السليم، بعد ان نجح محور الشر في التحكم بمجريات الاحداث في بداية الحراك، ولكنه فشل في انهاء تلك الحالة على ما يرغب.

واعتبر الناصري أن ما جرى في العراق – وعلى الرغم من خطورته – كان له تأثير إيجابي لكشف حقيقة ما يجري من استهداف لمحور المقاومة ومحاولات السيطرة وكسر توازن الردع الجديد الذي استطاع إرساء قواعده محور المقاومة.

كما شهد اللقاء عددا من المداخلات القيمة وحواراً بنّاءً بين الحضور.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى