Featuredأخبار العدو

ضابِطةٌ إسرائيليّةٌ: أجهزة الأمن الفلسطينيّة تعمل بناءً على طلباتنا وتعتقِل “مُخرّبين” وتُسّلمهم للشاباك وفترة عبّاس تميَّزت كليًا بتوثيق التنسيق الأمنيّ بين الطرفين والحفاظ عليه

 

زهير أندراوس

يؤكّد الصحافيّ الإسرائيليّ، شلومي إلدار، المُختّص بالشؤون الفلسطينيّة، يؤكِّد أنّه على الرغم من الأزمات التي تعصِف بالعلاقات بين كيان الاحتلال والسلطة الفلسطينيّة بقيادة محمود عبّاس، على الرغم من ذلك، فإنّ التنسيق الأمنيّ بين الطرفين تمكّن من الاستمرار بمعزلٍ عن الأزمات بينها، لافِتًا في الوقت عينه إلى أنّ هذا التنسيق سيستمِّر بدون توقّفٍ، كما أوضح في مقالٍ نشره بموقع (المونيتور).
في السياق عينه، قالت الإعلاميّة الإسرائيليّة هجار شيزاف في موقع (ميكوميت) الإخباريّ-العبريّ إنّ الضابطة طالي كويتورو، التي كان تعمل فيما يُسّمى الإدارة المدنيّة، التي يُديرها جيش الاحتلال في المناطق الفلسطينيّة المُحتلّة، وصفت التنسيق الأمنيّ بين إسرائيل والأجهزة التابِعة للسلطة الفلسطينيّة في رام الله بالاتصال غيرُ المُباشِر، لافتةً في الوقت عينه إلى أنّ الضابطة عينها نشرت مقالاً في العام 2011 روت فيه أنّ المصلحة الأمنيّة لإسرائيل وللسلطة الفلسطينيّة خلقت طرق عملٍ بموجبها يقوم الجيش الإسرائيليّ بنقل معلوماتٍ استخباراتيّةٍ سريّةٍ إلى الأجهزة الأمنيّة الفلسطينيّة، منها على سبيل الذكر لا الحصر، وجود مُختبر لإنتاج الموّاد المُتفجرّة في نابلس، وبعد ذلك يقوم رجال الأمن من السلطة الفلسطينيّة بالوصول إلى المُختبر وهدمه واعتقال الشباب الذين كانوا مسؤولين عنه، بكلماتٍ أخرى، أضافت ضابطة الاحتلال الإسرائيليّ، يوجد تبادل معلوماتٍ بشكل مُكثّفٍ بين الأجهزة الأمنيّة الإسرائيليّة ونظيراتها الفلسطينيّة، وبالإضافة إلى ذلك، يقوم أفراد الأجهزة الأمنيّة التابعين للسلطة الفلسطينيّة بتنفيذ عمليات اعتقالٍ ضدّ مطلوبين للأجهزة الأمنيّة في كيان الاحتلال، وذلك بناءً على طلب إسرائيل من الأجهزة الأمنيّة الفلسطينيّة، وبعد اعتقالهم يتّم تسليمهم إلى جيش الاحتلال أوْ إلى جهاز الأمن العّام (الشباك الإسرائيليّ)، وبالإضافة إلى ذلك، شدّدّت الضابِطة على أنّ الأجهزة الأمنيّة الفلسطينيّة تقوم بأعمالٍ أخرى بناءً على طلبٍ من الأجهزة الأمنيّة التابِعة لكيان الاحتلال، على حدّ قول ضابطة الاحتلال الإسرائيليّ.
وتابعت الصحافيّة شيزاف قائلةً إنّ التعاون والتنسيق الأمنيّ بين الإسرائيليين والفلسطينيين هما ما يُميِّزان بشكلٍ كاملٍ فترة ولاية محمود عبّاس في رئاسة السلطة الفلسطينيّة، لافِتةً إلى أنّ الضابِطة الإسرائيليّة كويتورو، أكّدت في مقالها المذكور آنفًا بأنّ استلام عبّاس رئاسة السلطة الفلسطينيّة كان بالنسبة للإسرائيليين نقطة تحوّلٍ مفصليّةٍ، إذْ أنّه نقل العلاقات من حقبة الأزمات إلى فترة التعاون والتنسيق في الشؤون الأمنيّة والأخرى، كما قالت الضابِطة الإسرائيليّة كويتورو، التي أضافت في مقالها أنّه في فترة عبّاس بدأت حقبةً جديدةً تضمنّت إعادة تقييم في التنسيق الأمنيّ بين الأجهزة الأمنيّة الفلسطينيّة ونظيراتها في كيان الاحتلال الإسرائيليّ، مُشدّدّةً على أنّه عمليًا مع بدء محمود عبّاس في رئاسة السلطة بدأ الفلسطينيون بتنفيذ تعهدّهم كما جاءت في “خريطة الطريق للسلام”، التي أعدّها ونشرها ووزّعها على الأطراف الرئيس الأمريكيّ الأسبق جورج دبليو بوش الابن، وذلك في العام 2003، على حدّ تعبير ضابطة الاحتلال الإسرائيليّة.
إلى ذلك، قال محلّل الشؤون العسكريّة في القناة العاشرة بالتلفزيون العبريّ، ألون بن دافيد، نقلاً عن مصادر أمنيّةٍ وصفها بالمطلعة جدًا في تل أبيب، إنّ اكتشاف منفذي العمليات التي وقعت مؤخرًا في الضفّة الغربيّة المُحتلّة، جاء بفضل كاميرات المراقبة سواءً الفلسطينيّة أوْ الإسرائيليّة، فيما قال عميت كوهين، مُراسِل الشؤون العسكريّة في صحيفة (معاريف) العبريّة أنّ التنسيق الأمنيّ أفضى لاعتقال مُنفذي عملية “عين بوبين”، كما نقل عن مصادر رفيعةٍ في المؤسسة الأمنيّة بكيان الاحتلال الإسرائيليّ.
وأضاف كوهين، نقلاً عن المصادر نفسِها، إنّ عملية اعتقال مُنفذي عملية (دوليف) تمّت بالتنسيق المُباشر بين جهاز الأمن العام (الشاباك الإسرائيليّ) والمخابرات الفلسطينيّة. وأفاد كوهين، نقلًا عن مصادر أمنيّةٍ وصفها بالمُطلعة، بأنّ أجهزة أمن السلطة الفلسطينيّة قامت منذ تنفيذ العملية بمسحٍ أمنيٍّ وفتح غرفة تنسيقٍ مُشتركةٍ بين الجانبين، وأبلغوا الجانب الإسرائيليّ على الفور عن تحركات مُنفذّي العملية، طبقًا للمصادر الرفيعة بتل أبيب.
وأكّد المُراسِل العسكريّ أيضًا أنّ اعتقال المجموعة تمّ بالتنسيق بين رام الله وتل أبيب، من أجل المحافظة على الحالة الأمنية المُستقرَّة في الضفّة الغربيّة المُحتلّة، لافِتًا في الوقت عينه إلى أنّه لولا التنسيق مع أجهزة الأمن الفلسطينيّة لما تمكنّ الاحتلال من منع أيّ عملٍ عدائيٍّ ضدّ دولة إسرائيل، وأشار أيضًا إلى أنّ التنسيق الأمنيّ مع السلطة الفلسطينيّة مُستمِّرٌ ومُستقِّرٌ.
وشدد المُراسِل، نقلاً عن المصادر عينها، على أنّ أمن السلطة الفلسطينيّة يقوم بكلّ ما في وسعه حتى لا تشوّش وتعرقل العمليات العسكريّة للجيش الإسرائيليّ داخل المدن الفلسطينيّة، وذكر أنّه في الأسبوع الماضي أنقذت الشرطة الفلسطينيّة في الضفة الغربية مجموعة من الإسرائيليين، وقامت بتسليمهم لنا، على حدّ تعبيره. واختتم كوهين تقريره، بالقول إنّ الأوساط الأمنيّة الإسرائيليّة في حالة ارتياحٍ كبيرةٍ إزّاء التطوّر الملحوظ لأجهزة السلطة في الكشف عن أعمالٍ عدائيّةٍ وتخريبيّةٍ ومواصلة العمل في التنسيق الأمنيّ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى