Featuredالتحليل اليومي

بعد البرازيل وبريطانيا أين سيحاول ترامب؟؟؟

هيئة تحرير موقع التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة

استولت الترامبية على أمريكا، وهي دولةٌ قوية وحاكمة، ويتبع لها حلف تاريخي واسع الطيف، ولها تأثير في مختلف الادارات والنخب والمجتمعات الغربية والموالية وضربت جذورها الليبرالية في البنى الاقتصادية والثقافية والمجتمعية في كثير من البلدان التي تساوقت مع نماذجها وتكاملت مع مؤسساتها العولمية.

والصراعات بين التكتلات الامريكية المتركزة في الصراع الضدّي البالغ درجة الحياة أو الموت بين لوبي الأمركة الترامبي ولوبي العولمة الذي تقوده جماعات المال والسلاح والتكنولوجيا لا تقتصر ساحاته في أمريكا نفسها، بل تتعداها إلى عموم الدول والمجتمعات والقطاعات التي توالي أمريكا وتنتظم في سياق نموذجها واستراتيجياتها، وتعبيراً عن حدّته، حاولت الترامبية أن تأخذ فرنسا في انتخاباتها الرئاسية فكان لوبي العولمة وأحد أعمدته روتشيلد حاضر بالمرصاد، ونفذ ما يشبه الانقلاب وجاء بماكارون من العتمة ومن مؤسسات روتشيلد المالية الى  الرئاسة الفرنسية لصدّ الترامبية عن أوروبا، فردّت الترامبية في بريطانيا ونجحت في فرض جونسون رئيسا للحكومة، فجونسون توأم ترامب شكلا ومضمونا، وقبل استيلاء الترامبية على بريطانيا نجحت في الانتخابات البرازيلية وجاءت بنموذج ترامبي لرئاستها في ضربة موجهة للبريكس وفي سعي لإعادة هيكلة النظم في أمريكا اللاتينية والجنوبية، وحاولت الترامبية في فنزويلا وفشلت فشلا ذريعا فالأمر يختلف بين البرازيل ونموذجها ودور الرأسمال التابع والمسيطر عليه من وصايا واشنطن ومؤسساتها،  وعلى غير ما أرسته الثورة البوليفارية لتشافيز، وبانكسار الترامبية في فنزويلا نجت الكثير من الدول من المحاولة والتآمر عليها، وتصلب عود كوبا كقوة ضاربة في القارة برغم تحرشات ترامب وانقلابه على الانفراجات التي تمت في عهد أوباما.

الحرب ضروس بين لوبي الأمركة ولوبي العولمة ومناسبة اشتعالها الانتخابات الرئاسية الامريكية التي دنت حملتها، والمنطقي أنها ستسعر أكثر وأكثر، وكما يحاول لوبي العولمة ودولة الأمن القومي الامريكي تصفية الترامبية والتصدي لها في أمريكا يحاول كسرها في مناطق النفوذ الأمريكية، وتتسع مسارح الحرب بين اللوبيّين وتتركز في “إسرائيل” والاتحاد الأوروبي، وتبدو الانتخابات الاسرائيلية في أيلول علامة فارقة لمن يكون النصر فيها، فإن أعيد انتخاب نتنياهو سيكون نصرا للترامبية وإن سقط أو منع مرة ثانية من تشكيل حكومة فالحرب تشتد لتجرف “إسرائيل” إلى حالة فوضى وتوترات داخلية، وتعود فرنسا ساحة النزال الأساسية كما أعلن ترامب في تغريدته ضدّ ماكرون ووصفه بالغبي والاحمق عندما اتخذت فرنسا اجراءات وفرضت ضرائب على شركات الاتصالات وشبكاتها الامريكية.

حصّن الاتحاد الاوروبي مؤسسات الاتحاد برجالاته قبل حين، لكن حرب الترامبية ليست على مؤسسته البيروقراطية إنما في المجتمعات الاوروبية نفسها، ودليل إضافي ما يجري في ايطاليا واسقاط الحكومة وفتحها على فراغ، كما في استهداف ميركل في المانيا وتأزيم العملية السياسية لأنها لم تتساوق مع الترامبية.

الترامبية ستحاول التحول من ظاهرة أمريكية كان يجري التعامل معها على أنّها عابرة لتصير ظاهرة عالمية تحلّ حيث يكون لأمريكا نفوذ وتأثير فتغيير أمريكا يمرّ بتغيير حدائقها الخلفية، والشاهد في وطننا العربي وما جرى ويجري من حرب ضروس بين لوبيات أمريكا على السعودية ودول النفط وكانت قضية الخاشقجي الصاعق المفجر، والصراع بين البيت الأبيض والكونغرس بما يخصّ تسليح السعودية…

حتى تستقرّ أمريكا في انتخاباتها الرئاسية تحتاج إلى سنتين سيشهد العالم الامريكي الكثير من التوترات والتغيرات وكل ما يجري هو تعبير عن حالة القلق والأزمات التي ترتدّ على أمريكا بعد هزيمتها في العرب وإقليمهم وهذه مسارات الحياة والازمنة الحكمية فمن يهزم هنا لا بدّ أن يتغيّر ويغيّر ما فيه وما حوله.

   

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى