Featuredالتحليل اليومي

هل اجرى الجيش اللبناني تمرين اسقاط السراي الحكومي ..؟؟

هيئة تحرير موقع التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة

كان لافتا بصورة حادة حراك متقاعدي الجيش والقوات العسكرية والقطاعات النقابية وموظفي الدولة، وكاد اعتكاف مراقبي الجمارك وهم يصنفون من اجهزة الدولة والمؤسسة العسكرية ان يؤدي الى ازمة بنزين خانقة. وتميز حراك المتقاعدين العسكريين بالحيوية والمبادرة وشمول مختلف المناطق اللبنانية والتوجه الى المصرف المركزي وفروعه بديلا لقطع الطرقات على المواطنين، واستجاب المعتصمون وحارقو الاطارات للأوامر وكأنهم ما زالوا مجندين في السلك …
والاكثر اهمية في وقائع حراكهم يوم الاثنين المنصرم، انهم قد تقاطروا الى السراي للاعتصام والتلويح بالتصعيد في وجه الحكومة التي اصرت على تقليص موازنات الجيش والاقتطاع من الرواتب ورواتب التقاعد المستحقة للذين خدموا بالأجهزة وأفنوا اعمارهم وسددوا حصتهم من التقاعد من رواتبهم اثناء الخدمة، بمعنى أنها اموالهم الخالصة في ذمة الدولة واجهزتها، وتسديدها واجب باعتباره دينا ممتازا.
ولا يحق لأحد، وليس قانونيا، اجراء فرض ضريبة على رواتب التقاعد بعد ان استوفت المالية الضريبة عليها سابقا باعتبار الاموال هي ايداع دين لدى الدولة ….
غير ان اللافت هو تنظيم الاعتصام المتقن امام السراي الحكومي وفتح الطريق الى بواباتها وازالة الحواجز امام المعتصمين وتأمين دخولهم الى السراي، ومستوى التضامن بين حراس السراي من القوى الأمنية والعسكرية مع رفاقهم في السلاح والسابقين في الخدمة والتقاعد…
ان تفتح الطرقات لمعتصمي الجيش دون اي اعتراض من الاجهزة المولجة، بينما تسد ويعتدى على معتصمي المجتمع المدني والمجموعات الاخرى مؤشرات وخلاصات نوعية وخطيرة في دلالاتها…
واذا قبلنا التسريبات التي قالت ان حراك المتقاعدين اصلا مدعوم من الجيش ومنسق معه، وبالاشارة الى ما جاء في المؤتمر الصحفي للنائب الجنرال شامل روكز، يصبح الامر اكثر جدية واخطر دلالة وتطرح الاسئلة الكثيرة ومن بينها هل كان الوصول الى السراي بمثابة تمرين للجيش لاقتحام السراي… ام هي رسالة تحذير جدية جدا للحكومة والطبقة السياسية بان الكيل قد طفح ولم يعد الجيش يحتمل فسادها وبلطجتها… وان الجيش بصفته حامي الوطن والامن وجيش كل اللبنانيين لا تنفع معه وفي وجهه تصريحات وتهوبل طائفي واعتبار السراي خط احمر كمنصب سني كما زعم البعض، وفي رد المعتصمين كلام حق وانذار، فالسراي قبل وبعد ان اصبحت للسنة هي مؤسسة دستورية لكل لبنان كالقصر الجمهوري وقيادة الجيش والمجلس النيابي…
في جميع الاحوال يجب ان يؤخذ الامر بعين الاعتبار والانتباه الى ان شيئا جديدا تتولد عناصره وقد يصبح متقاطعا مع صعود الجيوش في العرب والاقليم مرة اخرى، وربما يكون لبنان بسبب فشل وافلاس النظام وبلطجة الطبقة السياسية وتفرق وتشتت الحراك الشعبي والمدني وغياب الكتلة التاريخية الحاملة لمشروع الخلاص يصبح الجيش هو الحل والبديل الوحيد عن الفوضى والاحتراب .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى