Featuredالتحليل اليومي

وأردوغان يرحل… وتبقى سوريا وأسدها وتصنع الانتصارات

هيئة تحرير موقع التجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة

جاءت نتائج الانتخابات البلدية التركية مفاجئةً وربما صادمةً لأردوغان وحزبه الإخواني في تركيا، وبمثابة مقصلةٍ تنهي عهده قبل نفاذه الزمنيّ، وتعطي الولاء للمعارضة بأطيافها المختلفة التي وحّدها الحفاظ على تركيا وسيادتها ووحدتها والسعي لإخراجها من مخاطر وانعكاسات مشاريع أردوغان البهلوانية والعنترية التي لا تساوي إلّا وهماً وسلسلة إخفاقاتٍ وهزائم تؤسّس مقدماتٍ عملية لانفجار الفقاعة الاقتصادية التي سميت معجزةً جرى تصنيعها لتعويم إسلام الاخوان المسلمين تحت مسمى الاسلام المعتدل لأهداف سياسية في محاولات ترميم الهيمنة الامريكية المتداعية في العرب والمسلمين والعالم…

نتائج الانتخابات البلدية اكثر صدقية وأقلّ تزويرا من الانتخابات الرئاسية التي قدم أردوغان موعدها للقبض على السلطة قبل أن تأفل شمسه، ونجح بحسب المعارضة في إتقان المناورة والتزوير وأمسك بروح تركيا مستبقا التحولات الجارية في البلدات والمدن والاحياء، لكنه بالأمس عاد ليواجه الحقيقة وما صنعته يداه من تبديد للثروات وما اتصفت به حقبته من نهب وفساد موصوف، واقحام تركيا في الحروب ارضاء لنهمه للسلطة وأوهامه في اعادة العثمانية غير الممكن استعادتها، فجاءت نتائج الانتخابات البلدية صاعقة لتقطع زمنه وتؤكد أن تمكنه من السلطنة قبل أشهر لن يؤمن له استقرار سلطنته وان الشعب التركي كشف ألاعيبه وخزعبلاته ولن يغفر له مغامراته ولن يقبل بعد اليوم بهلوانياته.

نتائج الانتخابات البلدية صادمة، وصاعقة اسطنبول بحسب كل القراءات وآراء الخبراء تشكل نقطة على اخر سطور هيمنة حزب العدالة والتنمية على تركيا.

حققت المعارضة انتصارات هامة في المدن الكبرى الثلاث وفي محافظات ذات أثر وأهمية اقتصادية واجتماعية، بعد ان عملت بجدية وهدوء فاستحقتها، وانتزعت بلدية اسطنبول التي شكّلت معبر الرئيس أردوغان الى السلطة وكانت منصته للحياة السياسية وبلوغ قصر الرئاسة…

النتائج التي اقر بها أردوغان تمثل بداية عملية لتراجع هيمنة  حزب العدالة بناء على رأي وإرادة أغلبية الاتراك وتفيد أنّها بدأت الفعل للتخلص منه، والانقلاب على سياساته وفساده ومغامراته، وتؤرخ الى ساعة بدء العد العكسي لهيمنته على السلطة وتفرّده، وبالتقاطع مع تصاعد نذر ازمة الانهيار المالي والاقتصادي المتوقع بسبب ذات السياسات والاشخاص يصبح القول حكيما بأنّ “السلطان” أردوغان لم يعد قادرا على الحكم والتحكم بتركيا بحسب ما رغب من التعديلات الدستورية الاخيرة، ومن تقديم موعد الانتخابات الرئاسية، ومن المتوقع تراجع العنتريات والمغامرات التي أقحم تركيا بها، ويصبح الهمّ الاول هو البقاء في السلطة والدفاع عنها، بينما المؤشرات تتحدّث عن تعمّق الشروخ المجتمعية وتصاعد حالة الرفض، وبحسب توقع الخبراء الاقتصاديين فالأزمة المالية يصعب السيطرة عليها، واحتوائها بينما التعارضات مع امريكا والاتحاد الاوربي الى تصاعد والايام القادمات تلزم السلطة التركية بحسم أمرها بين امريكا وحلفها وروسيا والتعاون معها.

الرئيس أردوغان غامر وتورط ووعد كثيرا، وكبر من حجره، وتوهم أنّه قادر على حصان الانحسار الامريكي على فرض مكانة ودور له ولحزبه وللإخوان المسلمين في تركيا وعبرها في العالم العربي والاسلامي ففتح معارك في الداخل والخارج وبكل الاتجاهات دون حساب لموازين القوى ومسارات التحولات…

وعد أردوغان ان يصلي في حلب، وقال صباح مساء وطالب الرئيس الاسد بالرحيل كما فعل قبله الكثير من الزعامات والحكام العرب وفي الغرب، وذهبوا جميعا وبقيت سورية وبقي الاسد، وهذا هو أردوغان يبدأ حفلة الوداع وتذبل احلامه ويستمر الاسد وتعود سورية صانعة الانتصارات لتقرر صناعة مستقبل العرب والاقليم بما في ذلك مستقبل تركيا نفسها…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى