Featuredالتحليل اليومي

بين حماس والسلطة، وفي غزة مقدمات لتطورات حاكمة.. ما المتوقع؟؟

هيئة تحرير موقع التجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة

بصورةٍ منفردةٍ وبطريقةٍ غير معتادةٍ في العلاقات بين الفصائل الفلسطينية، أقدم الرئيس أبو مازن على حلّ مجلس النواب، ولم يأبه لاعتراضات حماس والفصائل، وأردف قراره بإقالة الحكومة المفترض أنها حكومة تصالح ووحدة وطنية، وقرّر سحب المراقبين من معبر رفح، وعلّق الكثير من التزامات الحكومة والسلطة بإزاء تمويل وتأمين غزة ورواتب موظفيها.

لم يبرّر الرئيس أبو مازن إجراءاته غير الشعبية وغير المطابقة لمطالبات الفصائل التي طالما نادت وسعت للوحدة وتجديد منظمة التحرير وبذلت وتبذل الجهود للمصالحة.

يبرّر أبو مازن قراراته بأنّ اتفاقا جرى بين “اسرائيل” وحماس بوساطة مصرية وبتمويل قطري لتأمين حماس وموظفيها بالأموال القطرية وبلا أيّ دور للسلطة، ويقول إنّ حماس  تعهدت تمرير صفقة القرن، وتكريس الفصل بين الضفة والقطاع، لتقيم “إمارتها” في غزة بعيداً عن السلطة الفلسطينية .

حاول نتنياهو الاستثمار في تصاعد الصراع بين السلطة وحماس وأمر بوقف تمويل قطر، ثم تراجع سريعا، وسمح للسفير القطري بزيارة غزة ومعه حقائب الدولارات مشفوعاً بالخوف والرهاب من غزة وتحت أزماته وعلى عتبة انتخابات الكنيست التي تهدّده بالسقوط أو الانحسار وفقدان التفرّد في قيادة “اسرائيل” التي تُغَلّ يدها في سورية وفي الاقليم، وتخسر في لبنان، ومحشورة في التعامل مع تظاهرات غزة، وتعجز عن منع توفر السلاح النوعي والحاسم بين يدي مقاوميها وفصائلها،  ولم تعد أسباب الحروب والاعتداءات على سورية متوفرة، وأعلن السيد حسن نصر الله لمرات وبصريح العبارات امتلاك المقاومة لصواريخ دقيقة الاصابة، وبما يكفي لاي حرب تغير في الاقليم والعالم، وبعد ان سقطت رهانات “اسرائيل” على الارهاب والتدمير وكسر ارادة وهزيمة سورية وتفكيك دولتها….

وبينما يتصاعد مأزق الفريقين الفلسطيني والاسرائيلي، وتقترب احتمالات تطورات تعصف بالملف برمته على وقع إصرار ترامب على الانسحاب من شرق سورية وما سيترتب عليه من نتائج في إعادة هيكلة عناصر القوة ومستقبل العرب والاقليم، وعلى رأسها الصراع العربي الصهيوني وتوازناته، سارعت مصر، وبتحفيز من “اسرائيل” وامريكا ودولة أمنها القومي الى التوسط مع حماس، للحؤول دون العودة الى تصعيد التظاهرات والاحتكاكات والطائرات الورقية، وعمليات المقاومة الامنية والمتقنة، فقررت مصر فتح معبر رفح، وتفاوض حماس على فتحه الدائم وتأمين غزة بالاساسيات الضرورية بمقابل وقف التصعيد الشعبي والسيطرة على اعمال فصائل المقاومة المتمردة على اتفاقات حماس مع “اسرائيل” عبر مصر…

هكذا ترتسم ملامح لتطورات عاصفة في فلسطين عموما، ومن بوابة غزة، واحتمالات انتفاضة الضفة والجليل وتصاعد عمليات الدهس والطعن، باتساع الهوة بين الفصائل الفلسطينية وخياراتها ومع سلطة ابو مازن، واجراءاته المتفرّدة وغير المحسوبة بحسابات المصلحة الوطنية العليا، ويزيد تخلي امريكا عن تمويل انشطة السلطة والمؤسسات، ومع تصاعد ازمة الكيان الصهيوني واقتراب موعد انتخابات الكنيست واضطراب القواعد الشعبية للاحزاب والتكتلات وصعود حزب الجنرالات الذي يمثله غاتس، وتصاعد لغة التهديد والعدوانية والعنصرية للمتطرفين والمستوطنين…

كل ما يجري ينبّئنا بأن ما كان وما استقرّ لزمن لم يعد له قابلية الاستمرار، والساحة الفلسطينية والساحة الاسرائيلية والصراع العربي الصهيوني برميل البارود يقترب من جمر الصمود الاسطوري للشعب الفلسطيني في كل مكان وخاصة في غزة…

هل تنفرج غزة بضمانات مصرية، وبتمويل قطري بهدف تبريد جبهتها لتأمين نتنياهو في الانتخابات؟؟

أم يرتبك أبو مازن، ويقوم بعملٍ يؤدي الى تصعيد الصراع الفلسطيني – الفلسطيني تسهيلا لتمرير صفقة القرن التي يدعي الوقوف بوجهها.

أم يُقدم متطرّفون ومستوطنون تحت ضغط الازمات والحملات الانتخابية على عملٍ غير محسوب يؤدي الى تطوراتٍ تغيّر في المعطيات…

كلّ الاحتمالات ترتسم في سماء غزة وفي بيئة الضفة والجليل والزمن لم يعد يعمل لصالح أطراف وفرقاء التصالح والتسوية، والتفريط لصالح “اسرائيل” المتزايدة عناصر تأزّمها ورهابها مما سيكون بعد اتمام ترامب لانسحابه من سورية…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى