Featuredالتحليل اليومي

ترامب في سوريا؛ جنرالٌ مهزومٌ ويوزّع الإقطاعات على جنده!!

هيئة تحرير موقع التجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة

من سخريات الأزمنة ونقائض تجارب التاريخ ومعطياته، وعلى مضمون النكات الدارجة في شعوبنا، يقدّم ترامب هزيمة أمريكا في سوريا، وعلاقته بالدول والزعماء وقادتها الذين عملوا طيلة حياتهم هم ونظمهم في خدمة أمريكا كأُجراء، وبعضهم “بكعكته” بالطريقة الهزلية….

قرّر بمفرده ودون قبول اعتراض البنتاغون ووزير دفاعه، وأقاله، فاستعجل الانسحاب من سوريا، ولن يغيّر أو يرضخ لأيّ طلباتٍ ولا للرجاءات والتوسلات التي حاولها نتنياهو وأردوغان الجنديان الأكثر إخلاصاً وولاءً وخدمةً للأمريكي في تاريخهما الشخصي وتاريخ حكومات بلادهما…

قرّر وعزم وبدأ تنفيذ أمره، وعندما أكثر الجند إلحاحهم ورجاءاتهم، تصرّف معهم باستهزاءٍ وعجرفةٍ موصوفٍ بها، قائلاً: هذه البلاد التي هزمت أمريكا وحلفها العالمي في حرب عالمية عظمى وهزمتكم، أنتم أكثر جندنا وهماً وصراخاً، و لم ندّخر فيها وسيلةً أو سلاحاً أو قوّةً إلّا واستخدمانها وفشلنا، وقررنا الرحيل لأننا هُزمنا ولم يعد بيدنا حيلة، فإن كنتم أنتم فالحين فهاتوا ما عندكم وما تستطيعون – بنبرة توبيخ لتثبيت خذلانه منهم وافتقادهم لعناصر القوة – وكأنه يلزمهم بكشف أكاذيبهم وفبركاتهم وعجزهم الفاقع…

لو كانت “اسرائيل” قادرة على أن تهزم سوريا وايران وحزب الله وحلف المقاومة لما جاءت امريكا بجيوشها الجرارة وحلفائها لتزّج بكلّ وآخر أوراقها، وعندما تهزم أمريكا وتنسحب فتصبح “اسرائيل” قزماً وكلب صيدٍ أمريكي فقد قدراته، وليس على الصياد إلّا تشريده أو قتله…

ولو أنّ عنتريات أردوغان “الأزعر ولصّ حلب” أفلحت وحقّقت الوهم الذي توهّمه ونشره، لما كانت أمريكا أصلا فكرت بأن تنسحب، وهي إن قررت وحسمت أمرها فلأنها أعطتهم الفرص، وطلبت منهم التمويل والشراكة بالجيوش وجميعهم عجزوا وأداروا آذانهم الطرشاء للطلبات الترامبية.

ولو أن امريكا التي أقرت بهزيمتها قادرة على أن تمنح الجند الذين خذلوها في المعارك لما كانت أصلا انسحبت وهي تعرف أنها تُهزم في آخر معارك القرنين المنصرمين وتعرف ما الذي ترتبه الهزيمة، وبعجز الجند في الحروب، فأول ما يفعله القائد الذي هزم جيشه تسريحهم وبلا تعويضات.

تفويض ترامب الهاتفي لاردوغان “سوريا كلها لك” وتفويض نتنياهو بان هذه سوريا وايران وتحالفهما وقواعدهما ملك يدك فافعل ما تستطيع، هو بمثابة تسريحٍ بلا أجر أو شكر كالقول: أرِنا ما تستطيعه وقد أتخمتنا كذباً.

تماماً كما في كلّ تجارب الحروب ودروس التاريخ، تفيدنا التجربة السورية ونصرها التاريخي، فالقائد الذي يوزع إقطاعات على جنده  وجنرالاته هو القائد المنتصر، ويوزعها لتكريمهم وتمكينهم على ما قدموه من انجازات، فماذا قدم اردوغان سوى الصراخ على المنابر، وماذا فعل نتنياهو سوى الاحتماء بالامريكي وتحالفاته منذ هزيمة “اسرائيل” في لبنان عام 2000.

ترامب قرر الانسحاب، وصفع وزير دفاعه، وأدار ظهره لكل الطلبات والرجاءات، وعندما علا صراخ المتضررين قال لهم تصرفوا وافعلوا ما تزعمون ان كنتم قادرين…

أردوغان يتخبط في غيّه، ويكشف عن أنه يقود دولةً وجيشاً من كرتون، يرتهب لتغريدة ترامبية..

نتنياهو المأزوم في دولته، ودولته الفاقدة لشروط وفرص البقاء، خرج يتعنتر ويعلن قصف مطار دمشق وأنه عازم على الاعتداءات وتكرارها…

سوريا الثابتة، والهادئة، والعارفة بدروس الحروب وكيف ومتى يتصرّف قادتها المهزومون، لا بدّ وأنّها مع حلفها المقاوم المراكم للانتصارت ومع روسيا وقيصرها القوة الصاعدة بسرعة ما فوق صوتية، تستعد وتحضر وستضرب ضربتها القاتلة للجند المهزومين والمتهورين المنتشين كذبا بالقوة وعطاءات قائدهم الخارج من الحرب يجرجر اذيال الهزيمة الكبرى.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى