Featuredالتحليل اليومي

بريطانيا تحت النفوذ الترامبي!

 

هيئة تحرير موقع التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة

نجح ترامب في السيطرة على القيادة السياسية في حزب المحافظين وفي رئاسة الحكومة البريطانية، فجونسون مرشحه الشخصي، وشبيهه في الشكل وفي المضمون وفي السياسات وترويج الأكاذيب وارتجال المواقف والتغريدات….

ونجاح ترامب في بريطانيا يمثّل له مكسباً كبيرا، يعزّز نفوذه في أمريكا وهيمنتها على أوروبا وسعيه لتفكيك الاتحاد الأوروبي ودفنه، ويعزّز فرصه في إعادة هيكلة النخب والدول التابعة والحليفة لواشنطن، ويكسبه جولة هامة في وجه لوبي العولمة ودولة الأمن القومي الأمريكي التي تناصبه العداء وتسعى لإسقاطه في الانتخابات الرئاسية..

وبريطانيا تاريخيا، تعتبر صانع النموذج الأمريكي وأشدّ حلفاء أمريكا في أوروبا والعالم، وهذه الأيام تحاول أن تكون ذراع أمريكا وهراوتها في المتوسط والخليج.

فهل نجاحات ترامب فيها وتمكين توأمه جونسون في قيادة بريطانيا وحكومتها ستعوض تفرّغ أمريكا وإدارتها لسنة الانتخابات الرئاسية؟ مع العلم بأن جونسون لن يتسطيع أن يقدم لترامب أكثر مما قدمت تيريزا ماي… 

وماذا تستطيع بريطانيا جونسون حيث فشلت أمريكا بجيوشها وبأدواتها وحلفائها وهزمت في الحروب، وتقرر الانسحابية والخروج على المنظمات والقوانين الدولية؟؟

من نافل القول إنّ جونسون في قيادة بريطانيا لن يستطيع تعويض أمريكا عن خسائرها وهزائمها ولن يزيد في عناصر قوتها وكل ما تستطيعه بريطانيا بقيادة جونسون أن تكون أكثر ولاءً لأمريكا ترامب، وتصير أداة وحذاء ترامب لخوض المغامرات في المياه الآسنة ومكبّات النفايات لا أكثر من ذلك، وجونسون بشخصه وتاريخه وطبائعه لا يخالف سيده ترامب، وسيلتزم إملاءاته، ومن المنطقيّ أن تصبح بريطانيا الواجهة العدوانية والقذرة “للترامبية” في أوروبا والأطلسي وفي المتوسط والاقليم ولا سيما في الخليج، لكنها ستفشل وتزيد في أزماتها وارتباكها.

غالبا سيكون جونسون أداة ترامب في تفكيك الاتحاد الاوروبي وتسريع الانسحاب البريطاني وبدون اتفاق، ما سينعكس بأزمات جديدة لأوروبا واتحادها ودولها ولبريطانيا نفسها، وسيتحوّل جونسون كما معلمه ترامب إلى مشكلة وتحدٍّ في العملية السياسية البريطانية وفي توازنات لوبيّاتها وتشكيلاتها السياسية والاجتماعية، وكما الادارة الامريكية وتوازناتها ستنشغل أكثر في أزماتها البريطانية ولن تستطيع تقديم أيّ شيء ثمين لأمريكا في العالم.

أما في الخليج، فلن يستطيع جونسون القيام بأيّ فعل، وقد تركه باكراً بومبيو وأعلن أنّ أمريكا لن تحمي السفن والناقلات البريطانية، فهذه مسؤولية بريطانيا، وقالها اليوم ترامب في تغريدته: إن أمريكا لن تكون شرطياً لحماية ناقلات السعودية وصادراتها النفطية؟؟ فماذا يستطيع جونسون وهو يقود دولةً هرمةً وعاجزةً ومتّهمةً وهو لقيطٌ فيها ويقال إنّه من أصول عثمانية؟؟

وإيران قررت الردّ وردّت عملياً وأسقطت طائرةً أمريكية واحتجزت تحت الاضواء ناقلة نفط بريطانيا بعكس ما فعلته بريطانيا من قرصنة وعدوانية في جبل طارق…

إنّه زمن المقاومة وحلفها وزمن أفول الغرب بضفّتيه الأطلسية أمريكا وأوروبا ولن يغير في الحال تبديل الاحذية فالثوب بات رثّاً بكلّيته ومهلهلاً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى