Featuredالتحليل اليومي

المحكمة الدولية بضاعة فاسدة انتهت صلاحياتها

هيئة تحرير موقع التجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة

كلّفت المحكمة الدولية في لبنان أكثر من مليار دولار، دفع منها اللبنانيون الكثير وعلى حساب حياتهم وتلبية حاجاتهم الاساسية والضرورية من ماء وكهرباء وخلافه…

استهلكت المحكمة أكثر من ثلاثة عشر عاماً بلا فائدة أو جدوى تُرجى، وهي أصلاً تشكّلت ومارست وعاشت بصفتها إحدى استطالات الاجهزة الامنية والاعلامية الامريكية في محاولات التوظيف للنيل من حلف المقاومة والتشهير به والتطاول عليه والسعي لاستهدافه بالقضاء الدولي المنحاز حتى أخمصه والغارق في الارتجالية والشخصانية والسياسية، ولم تقدم واقعة واحدة يعتدّ بها، وسارت كل أعمالها على طريقة الاستخدام في وجه الخصوم، ولم تعطِ أيّة صورة حقيقية عن القضاء، والعدل، وكيف يجب أن يكون، حتى أصبحت في عيون الجميع مجرّد نكتة سمجة يتعاملون معها كدليل على عسف الهيمنة الامريكية وعولمتها الاقتصادية والثقافية والحقوقية….

وقائعها بحسب الدارسين والخبراء ووثائقها سطحية جدا، ولا يعتدّ بها ولا يقبلها أيّ قضاء وطني عادل في العالم، واتهاماتها سياسية أمنية لا أكثر، وأهمّ الشواهد العملية شهود الزور، واعتقال الضباط الاربعة لأربعة سنوات كاملة ثم إطلاقهم بلا تهمة وتبرئتهم وقبل ذلك تحوير الاتهام من استهداف سورية ورئيسها وكبار ضباطها الى حزب الله وقادته المقاومين..

والمعطيات كلها تشير الى انها اصبحت بضاعة فاسدة ومنتهية الصلاحية لا يعوّل عليها احد، فأحكامها معروفة، ومسبقة الصنع، واستهدافاتها لا تقدم ولا تؤخر، وبرغم هذا يبقى من يراهن عليها وهو يدرك ويعرف من قتل الحريري ولماذا ومن استفاد وكيف وظّف قتله في سياق الحرب وإشاعة الفوضى….

توازن القوى في لبنان وفي الاقليم والعالم انقلب الى الضدّ، ومن صمّم الاغتيال والتحقيق الدولي، والمحكمة الدولية بات في وضع يائس ومحبط وغير قادر على فرض قراراته واتهاماته …

أن يعاد الكلام عن المحكمة وتعقد جلساتها وتطلق اتهاماتها فأمر يخصّها هي ومن يحاول من جديد إحياءها وتوظيفها بقصد استخدامها في تغيير توازنات الانتخابات اللبنانية والتأثير على تشكيل الحكومة والمحاصصات، لن يفلح قط، ونتائجها لن تكون ذات أثر في الميدان و في موازين القوى ولا حتى في تسريع تشكيل الحكومة أو قبول الاشتراطات التي يحاولها فريق 14 آذار…

زمن أمريكا انحسر، وزمن “اسرائيل” وقوّتها الهرقلية انتهى الى غير عودة، وزمن أن تقرر السعودية وحلفها ما تريد في لبنان صار خلف الظهور ولن يعود ابدا…

ترامب يهدد بإلغاء المحاكم الدولية إن هي حاولت أو وضعت على جدول اعمالها محاكمة امريكيين او اسرائيليين وعندنا ما زال البعض يتغنّى بقضاء دوليّ مسيّس و منحاز ويحاول الاستثمار فيه بوجه أبناء بلده وجلدته واخوته ويقبل المتاجرة بدم الشهيد رفيق الحريري ورفاقه وشهداء الوطن في وجه الارهاب الكبير “اسرائيل” والارهاب الصغير المتوحش …
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى