غير مصنف

الخاشقجي شاهدٌ آخر على عسف المشيخات… فهل يكون الشرارة لإشعال حقلها اليابس..؟؟

هيئة تحرير موقع التجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة

الاختطاف والبلطجة والقتل بدمٍ باردٍ والاضطهاد واستعباد الشعوب وتبديد ثرواتها، وافتعال الأزمات والتآمر ومحاولات جرّ الأمة إلى حروب الطوائف والمذاهب لخدمة الأعداء، مهنةٌ ومسلكٌ من طبيعة حكّام الخليج وأسرهم المفوّضة من الغرب لحماية ونوطرة آبار النفط…

التطاول على القواعد والقوانين والتقاليد الناظمة للعلاقات بين الأمم والدول وحقوق البشر، أمرٌ في صلب نمط حكم بني سعود منذ فوّضتهم المخابرات البريطانية بتأمين مصالح الغرب في العرب والمسلمين…

فمن تمويل حروب الغرب ضدّ العرب، وتمويل حروب “اسرائيل” ضدّ سوريا ومصر، والحروب الأهليّة اللبنانيّة، والفلسطينيّة، والارهاب في أفغانستان وعموم الكرة الارضية، ودفعوا على ذمة وزير الخارجية القطرية السابق مئات مليارات الدولارات لابتلاء سوريا كرمى لعيون الكيان الغاصب وراعيته مصنع الارهاب الكبير أمريكا….

ليس بعيداً على من قام ويقوم بكلّ هذا أن يخطف ويقتل صحافياً لامعاً كان بين أكثر المتحمّسين لحكم بني سعود والداعمين لارهاب القاعدة ومشتقّاتها، وليس أمرا جديدا على ممارساتهم في الاعتداء السافر على الحرية الاعلامية والحرية الشخصية، وقواعد عمل القنصليات والسفارات…

وتصل الوقاحة، وفيها الكثير من الدلالات على العسف والارتباك والعدوانية والشخصانية، لأن يتم خطف الرجل في داخل القنصلية، وتحت الاضواء، وفي عزّ النهار، والكاميرات تصور، وبوجود شهود أحياء…

فالارتكاب ثابت، إن قتل الخاشقجي أو تمّ نقله الى السعودية، وردود الفعل تتزايد بصورة دراماتيكية، فالعالم والرأي العام لم يعد يحتمل هكذا ممارسات، وبوقاحة فاضحة، واستفزازية…

لماذا أقدمت السعودية على فعلتها؟ الجواب أنها هي هكذا منذ أمسكت بجزيرة العرب، وحوّلتها سجناً كبيراً لأهلها وسكانها، واحتكرت الحجّ، وارتكبت قبل سنوات مجزرةً مقصودةً بحقّ الحجاج الايرانيين كما ترتكب أبشع المجازر الموصوفة في اليمن….

والقول المأثور صحيح، فمن جعل عنتر ” يتعنتر” أنّه لم يجد من يردّه عن عنترياته، وعندما يبلغ الوهم بالقدرة درجاته القصوى يصير التصرف أحمقا، وفي زمن مختلف ينقلب السحر على الساحر وتفرّ من يده ثعابينه..

الوريث المستعجل في السعودية ربما وقع بشرّ أعماله، وارتكب الامر الذي يستعجل نهايته كما تفيد الكثير من الدوريات ومؤسسات الخبرة والتفكير….ربما هي القشّة التي ستقصم ظهر البعير..

فكل شيء بات ينعكس سلباً عليه وعلى العائلة الحاكمة، وكل المشاريع التي أوهم نفسه وأوهم الناس بها صارت في خبر “كان”، تلوكها الألسن بدلالاتها الفاقعة عن الصبيانية، والعجز، والمزيد من الإخفاق وتراكم الأزمات…

هل يصير الخاشقجي، واختطافه المدان، بمثابة حادثة حرق البوعزيزي لنفسه وإشعاله الحقول اليابسة….

التاريخ يقدّم الكثير من أدلته على أنّ حادثاً كان يعامل كعابرٍ في زمن وتوازنات سابقة قد ينقلب إلى شرارة في أزمنة أخرى والشرارة يجب أن تلهب حقل المشيخات وتنهي أزمنة نواطير النفط …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى