Featuredمقالات مختارة

بدء التنقيب: ميشال عون يستكمل انتصارات لبنان


امين ابو راشد

بما تبدو عادية طبيعية، إطلالة الرئيس العماد ميشال عون على اللبنانيين مساء الأربعاء، حاملاً لهم بشرى إطلاق إشارة بدء الحفر للتنقيب عن الغاز في البلوك رقم 4، لو كانت المسألة مجرَّد اكتشاف ثروة طبيعية، تمَّ بعدها إجراء مناقصة فازت بها شركة “توتال” للتنقيب والإستكشاف ضمن المنطقة الخالصة في المياه الإقليمية اللبنانية.

لكن حكاية البحث عن الغاز والنفط في لبنان، حكاية “إبريق زيت” عمرها تحديداً 94 عاماً، منذ أصدر المفوَّض السامي الفرنسي “هنري دو جوفنيل” عام 1926 تشريعاً، أجاز فيه التنقيب عن الثروات الطبيعية، وأثبتت دراسات لخبراء فرنسيين وأميركيين وبعدهم شركة نفط العراق، إحتمال وجود كميات هائلة من الغاز تُقارب 122 تريليون قدم مكعب، وما بين 30 الى 40 بليون برميل من النفط الخام، وكل الدراسات وأعمال التنقيب الإستكشافية التي حصلت منذ العام 1932 وحتى العام 1963 أثبتت وجود هذه الثروات الهائلة في البحر والبرّ، الى أن أكدت شركة سبكتروم البريطانية عام 2002 وجود الغاز على طول الساحل اللبناني، تزامناً مع إعلان شركة جي. آي. إس. النروجية أن أكبر مخزون من الغاز في لبنان موجود قبالة شاطىء العبدة.

لن نسترسل بالأرقام كثيراً، لكن ثلاثة عوامل حالت حتى الآن دون إنهاء حكاية إبريق الزيت المُعِيبة هذه:
عامل داخلي لبناني يرتبط بالصفقات التي شاءها بعض من تناوبوا على الحُكم والحكومات، وعامل إقليمي خليجي ضاغط على أهل الحلّ والربط في لبنان لمنعه من أن يغدو دولة نفطية، ليس خوفاً من دخوله سوق المضاربة فحسب، بل لإبقائه بلداً يعتاش على الإقتصاد الريعي الى درجة بلوغه مرحل التوسُّل والتسوُّل من دول النفط ودفع الأثمان السياسية ارتهاناً لها، والعامل الإقليمي الثاني الذي كان مُتمثِّلاً بذلك “البُعبع” الصهيوني الذي كا يُرعِب اللبنانيين قبل التحرير عام 2000 ونصر تموز 2006، والنصر الثالث الذي حقَّقه قائد المقاومة السيد حسن نصرالله بمواجهة إسرائيل على خلفية أطماعها في ترسيم حدود البلوك رقم 9، أن هدَّد صراحة، بأن مَن يعتدي على حقنا في استخراج الغاز والنفط من أرضنا، لن نسمح له بالتمتَّع بما يسيطر عليه من آبار في فلسطين المحتلة، وبناء على المواقف الحاسمة للمقاومة وحلفائها نرصُد ما يلي:

أولاً، على المستوى الداخلي، بلغت العمالة لدى بعض اللبنانيين لبعض دول النفط الخليجية، أن أبلغ أحد جماعة 14 آذار الوزير جبران باسيل عام 2013، أنه لن يسمح لفريق 8 آذار باستخراج النفط والغاز، وكأن الأمور في لبنان يجب أن تستمر ضمن منطق الصفقات وتقاسم المغانم والمال الحرام، عبر كل كارتيلات استيراد النفط والغاز واحتياجات الطاقة.

ثانياً، على المستوى الإقليمي الخليجي، والسعودي بشكلٍ خاص، فإن استخراج لبنان لخيراته يجعله دولة خارجة على الطاعة والإرتهان لممالك وإمارات النفط، ومَن يعتاشون من بلاط الملوك والأمراء من اللبنانيين أسماؤهم باتت معروفة ولا حاجة لتسميتهم وذكر مشاربهم السياسية ومشاريعهم المشبوهة بحق الوطن.

ثالثاً، الرسائل التي تبعث بها المقاومة لإسرائيل، وتمسكها بكل قطرة مياه لبنانية، ولأميركا بصفتها الوسيط في ترسيم الحدود البحرية، كانت لها أصداؤها لدى المُعرقلين في الداخل اللبناني، ووصلتهم الرسالة سواء من الرئيس عون أو السيد نصرالله، أن لبنان سوف يستخرج خيراته بقُدراته، والويل لإسرائيل لو حاولت العرقلة، لأن الميناء مقابل الميناء والبئر تقابلها بئر، وما على طالبي الرضى الخليجي في الداخل اللبناني سوى “الإسترزاق” بعيداً عن خيرات الشعب اللبناني، ولا وقت لدى العهد “لِمُسايرة” عملاء، والى العمل الجاد انطلقنا لإستكشاف الغاز في عهد فخامة الرئيس ميشال عون، لتحقيق إنتصار إقتصادي سيادي استكمالاً للإنتصارات التي حققتها المقاومة بقيادة السيد حسن نصرالله…

المصدر: موقع المنار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى