Featuredالتحليل اليومي

مصر تستبدل “اف ٣٥” الأمريكية بـ”سو ٣٤” الروسية وتتمرد على الإملاءات الامريكية… الزمن يتغير

هيئة تحرير موقع التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة

روسيا بصناعاتها العسكرية المتطورة والمتفوقة ومنخفضة الثمن بالمقارنة مع المنتجات العسكرية الامريكية تهيمن على الأسواق العالمية وتزيح المنتجات العسكرية الامريكية التي هيمنت لنصف قرن وتفردت بعد انهيار الاتحاد السوفياتي.

والتحول في اقتناء السلاح من منظومة الى اخرى يؤشر الى تحولات في البنى الاجتماعية وفي السياسات وفي الخيارات الاستراتيجية لأي بلد.

مصر مثلا في عهد السادات عندما طرد الخبراء السوفييت وانقلب على سلاحهم كان يؤسس لانقلاب السياسات والتعاملات الاقتصادية، ولنقل مكانة ودور مصر من كتلة الى أخرى ومن ولاءات إلى نقيضها، وكما في الحياة الإنسانية الفردية طرق ومحطات تؤشر إلى المسارات، كذلك في حياة الشعوب ومساراتها المستقبلية.

وبرغم عصابية الادارة الأمريكية ورفضها التسليم بتفوق السلاح الروسي وتهديداتها بفرض المقاطعة والحصار على مصر إن هي استبدلت طائرات “اف ٣٥” بـطائرات “سو ٣٤” تبدو القيادة المصرية عازمة على تعميق وتعزيز العلاقات المصرية مع روسيا في سياق التحولات النوعية التي تمت في تنوع التبادلات الاقتصادية والعلاقات الدبلوماسية وقد بلغت درجة نوعية في المشاريع الاقتصادية العملاقة التي ترسخت بين مصر وأوراسيا وقطبيها الصين وروسيا.

وفي واقع الحال ومؤشرات موازين القوى تتأكد حقيقة جارية وتتصاعد فأمريكا وحلفها تخسر وتنحسر في السياسة والدبلوماسية والاقتصاد والحروب والمكانة ومسارح الحلفاء وانهيار ولاءاتهم، بينما روسيا بصفتها حاملة مشروع أوراسيا وقدمت نفسها في سورية قوة عالمية قادرة على قيادة الحرب العالمية ضد التوحش الارهابي وفي وجه دول صناعته وقد استعرضت عضلاتها وسلاحها وتفوقت بأشواط على الغرب مجتمعا وعلى امريكا ومن المنصة السورية وبالتحالف مع محور المقاومة تتقدم بسرعة وتصميم وتكسب المزيد من الساحات وعناصر القوة، فلن يكون حدثا عاديا ان تشتبك مصر مع امريكا بشأنٍ يمسّ سيادتها وخياراتها في تأمين نفسها واستقلالية قرارها بما يخص علاقاتها وشراء أسلحتها بعيدا عن إملاءات الامريكي المتعجرف والمتسلط…

تبديل السلاح ومصادره يعني تبديل التحالفات والمواقف والموقع، وغدا ينبئنا بما سيكون من تحولات في جوهرها لم تعد في صالح إدامة الكيان الصهيوني والهيمنة الامريكية وقوى إسنادها، وإذا استطاعت مصر الالتزام بذلك وأكملت تحولاتها وانقلبت على ضعفها واستعبادها وعادت الى عروبتها من بوابة شامها المنتصرة سيقول الزمن كلماته المختلفة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى