(بيروت – غزة – بغداد) زوايا مثلث ذهبي لصناعة المستقبل

هيئة تحرير موقع التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة

منذ بداية العصور، ومنذ لحظة تشكّل الحياة الإنسانية، ترسّخت الحقيقة الأبدية التي لخّصها كتاب “ساحل الشام والصراعات الدولية 2500 ق.م – 2001 م” لصاحبه عبد المجيد عبد الملك، فرصد تاريخ صعود واندثار الامبراطوريات الكبرى في تاريخ الإنسانية، ووقع على قانونه الماسيّ بأنّه لم تصعد قوة وتتحول إلى إمبراطورية ما لم تنتصر في واحدةٍ من الزوايا الثلاث، وكل امبراطورية مهما كانت عظمتها إن هزمت بواحدة فستصبح مأزومة وتنهار… وتلك الدروس والعبر تثبتت مع انهيار الاتحاد السوفياتي عندما هزم في بيروت بهزيمة حلفائه وقصف سفارته من الطائرات الاسرائيلية في عدوان ١٩٨٢ دون أن يحرك ساكنا، وهزم في بغداد بهزيمة وانكسار حليفه في عاصفة الصحراء، وقبله غابت شمس بريطانيا وفرنسا عندما هزمت في حرب السويس ١٩٥٦.

اليوم بالذات، تدور رحى آخر المعارك وأقلها شدة في بيروت وغزة وبغداد.

فالانهيار الاقتصادي والمالي وتأزّم النظم في لبنان والعراق وكسر توازنات واشنطن – طهران وتعايشهما في الساحتين، فجّر حالة غضبٍ شعبيٍّ لن يعود إلى الهدوء ما لم تحسم المعركة بين أدوات ونفوذ ومشروع أمريكا من جهة والمقاومة ومحورها وجمهورها من الجهة الثانية.

فتزامن الأزمتين ليس من فراغ، ولا هو أمر عبثي، فبغداد وبيروت زوايا في المثلث، والزاوية الثالثة غزة وهكذا تتضح الصورة بجلاء.

محاولات انقلاب عملاء أمريكا على التسويات في بيروت وبغداد ترافقت مع محاولة بائسة ويائسة لنتنياهو لليّ ذراع المقاومة في غزة، مفترضا أنّ حلفها مشغولٌ عنها… ولجديدٍ في توازن القوى في غزة والساحة الفلسطينية ولمعرفةٍ دقيقةٍ بدور وقدرات وتوجّهات “الجهاد الإسلامي” و”سرايا القدس”، تم استهداف قادتها في دمشق وغزة، ودم القادة يرسم التوازنات وأدوار الفصائل، فكرّس وقائع الاشتباك الميداني تقدم الجهاد في قيادة حقبة المقاومة في فلسطين وأمطرت المدن المحتلة بصليات الصواريخ، ولم تقبل تعهدا مصريا لتأمين هدنة بعد التجارب المريرة مع انقلاب نتنياهو على التفاهمات وخنوع الراعي المصري.

جولة غزة، برغم تفوق المقاومة، لم تنتهِ بعد، وما زالت احتمالات التصعيد قائمة ما لم تستسلم أمريكا وعملاؤها في بيروت وبغداد وتخضع “إسرائيل” لقيود التفاهمات في غزة، وجولات بيروت وبغداد ما زالت جارية، وعلى نتائج الثلاثة يرتسم عالم ما بعد أمريكا، وما بعد الصلاة خلف سيد المقاومة في القدس…

ربما حان زمن التحرير وأزفت لحظته…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.