ترامب يستعرض عضلاتٍ منفوخةً ليستجدي تفاوضاً مع إيران
هيئة تحرير موقع التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة
غرّد ترامب مهدّداً ومتوعداً إيران، ثم أنهى التغريدة باستجداء التفاوض، وجلّ شروطه لإعادة تعويم الاتفاق النووي أن يتصل به الإيرانيون!
في حشده لحاملة الطائرات والقطع البحرية والتهويل بالحرب وما يرافق ذلك من عنتريات وجوقة ترهيب وتوهين عملت على تسويقها آلة دعاية ضخمة عطفاً على المرتهبين والخائفين المعطوبين في عقولهم المتحجرة والمتعبّدين لزمن أمريكا القوية، يمارس ترامب عنترياتٍ وعراضة قوة، وهو أكثر من يعرف أنّها مجرد عراضة “هوبرة” – كمثل (أزعر) الحارة، والمتابعون يعرفونها من واقعة الحشود في بحر كوريا الشمالية والتهديد بالزرّ النوويّ الكبير، ثم استجداء التفاوض وطلب القمم، وفي قصده ليّ ذراع لوبي العولمة ودولة الامن القومي الامريكية، واستطاع أن يحقق ما أراد في أمريكا، فحروبه وعراضاته وتغريداتها وإجراءاته في الخارج لها هدف واحد هو التمكّن من البيت الابيض لولاية ثانية، وهو الآتي إليه من بوابة الاعلان أن أمريكا هزمت ولم تعد قادرة ولن تقاتل دفاعاً عن أحد وأنّ همه المحوريّ إخراجها من أزماتها الكارثية، فهل يعقل أنّه جنّ وقرّر في إيران الشروع في حرب تدمير الاقليم والتضحية بأدوات أمريكا وعملائها التاريخيين “كإسرائيل” وأسر الخليج نواطير آبار النفط بمقابل محاولة تدمير إيران، وتدمير نفط المنطقة لزمن طويل؟؟
ترامب وعلى الرغم من الحملات التي قالت إنه فاسد ومفلس، وفاشل وعدواني ومزاجي وليس بصاحب تجربة سياسية، أثبت أنه يعرف ما يريد، وما انقلاباته وتحالفاته وتصعيده ثم التفاوض إلّا ثقافة وطريقة حياة المضاربين العقاريين والتجار، والحقّ يقال إنّه في تعريف كلاوز فيتز للحرب: “هي استمرار للسياسة بوسائل عنفية وأشبه بالعمليات التجارية”.
على طريقته في كوريا الشمالية ومع النووي “الصغير”، وعرضه التفاوض، وشرطه الوحيد أن يتصل به الايرانيون لصياغة اتفاق نووي جديد يؤكد طريقته التي يمكن معرفتها بتفاصيلها وكيف يخوض التفاوض والحروب الاعلامية على طريقة العمليات التجارية.
إيران المفاوض المبدع، تعرف من أين تؤكل الكتف، وكيف تفاوض، وعلى ماذا تتنازل، وما هي خطوطها الحمراء التي لم ولن تقدم تنازلاً عنها، وقواعد عملها ايضا باتت معروفة بطرائقها ومسلكها وطبائع قيادتها وتوازناتها.
الخلاصة:
ترامب يستعرض العضلات الضامرة ليستدرج التفاوض، وشرطه تافهٌ يمكن تحقيقه بالواسطة أو بالمباشر، وهدفه إعادة صياغة شكلية للاتفاق النووي لتجريد الاتحاد الاوروبي من مكاسبه ويحولها في الاتفاق لصالح امريكا على حساب الأوروبيين، وهو يعرف ان ايران لن تتنازل قيد أنملة، وإن كان التفاضل بين من يكسب امريكا او الاتحاد الاوروبي فكلاهما في المنظور الايراني واحد، وما دام الاتحاد الاوروبي عجز عن الوفاء بالتزاماته مقابل مكاسبه، فأين الخطأ في أن تتحول الى ترامب ليرتدع وليقوي نفسه في وجه أعدائه في الداخل الامريكي وفي الاتحاد الاوروبي والناتو.
ما لم تقع مفاجأة غير محسوبة، تستدرج حرب يوم القيامة لتنهي والى الابد الوجود الامريكي في الاقليم بما في ذلك الكيان الصهيوني والاسر والنظم العميلة لأمريكا، فلن تقع الحرب، وترامب يريد التفاوض بينما إيران لا ترفضه إذا كان لا يمسّ مصالحها وحقوقها.