Featuredالتحليل اليومي

لبنان بين مؤامرةٍ تستهدف المقاومة والاستقرار والمطالب المحقة


هيئة تحرير موقع التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة

دخلت الأزمة اللبنانية يومها العاشر بلا مؤشراتٍ فعليةٍ لحلٍّ يحتوي الجاري في الشوارع وإقفال الطرقات وتعطيل المؤسسات والدورة الاقتصادية.
والشارع اللبناني شوارع وتجمعات، وكلّ شارع وتجمع تقوده مجموعة تختلف في استهدافاتها عن الأخريات، ولا يوحّد الحراك إلّا هتافاتٌ عامة الكثير منها غير منطقيّ وليس وقته “كتكبير الحجر للعجز عن رميه وإصابة الهدف”.
وعموم اللبنانيين مبتلون، فالمدارس والجامعات والمؤسسات معطلةٌ بإقفالٍ قسريٍّ للطرقات، وبحواجز أشبه بحواجز الحرب الاهلية والاضطرابات، ووصفات الحكومة وخطابات الرؤساء والرؤساء الروحيين والمؤثرين لم تجد آذاناً صاغية.
والوسائط الإعلامية المعروفة بتوجهاتها وبمموليها وباستهدافاتها، تلعب الادوار المحورية في تحديد العناوين والشعارات وتفبرك وتغطي على مزاجها وبما يمليه الممولون وتلعب دورا محوريا في حرف الحراك وتوفير شروط المؤامرة واهدافها.
في جانبٍ من الصورة مثال عن كارثة ربيع الفوضى العربية التي ضربت في أخريات وأصابت ليبيا واليمن وسوريا بمؤامرة خطيرة مكلفة وليس من اليسر الشفاء منها، ولبنان بمقاومته التي سجلت أفضل وأروع الانتصارات وتحولت الى قوة محركة وقادرة إقليميا مستهدفة بعزم وبتصميم وقد ارتبكت “إسرائيل” بهزائمها وبأزماتها الداخلية وامريكا هزمت وتنسحب من سوريا وتستعد للانسحاب من أفغانستان مقدمة للانسحاب من الاقليم والانشغال بتفاصيل ازمة واشنطن وحروب انتخاباتها الرئاسية.
في الجانب الاخر للصورة شعب مأزوم واقتصاد مفلس، وكل مؤشرات الانهيار المالي والاقتصادي تتقاطر كوقائع بعد أن كانت بمثابة تحذيرات، وبحسب الخبراء والماليين فالانهيار المالي قد يقع بين يوم وآخر ويخبرنا العارفون أنّ جمعية المصارف قررت عدم فتح ابواب مصارفها خوفا من سيل جارف من المودعين لسحب ودائعهم وقد يبلغ سعر الدولار أرقاماً فلكية، لا يعود الراتب المدفوع بالليرة اللبنانية يكفي أياماً قلائل بعد أن بات عاجزا عن تأمين الاسر لنصف الشهر، والاختناقات الاقتصادية والاجتماعية تلوح مؤشراتها في الافق القريب ومعها الاحتكار وارتفاع الاسعار.
وفي الميادين جمعيات ووسائل اعلام وقوى كانت وبعضها ما زال في السلطة ومن المسؤولين عما آلت إليه الأزمات ومخاطرها، ويهتفون بصوت صادح “الكل يعني الكل” ويطالبون بالمحاسبة واستعادة الاموال المنهوبة، واسقاط النظام، في محاولة لإخفاء أدوارهم ومسؤولياتهم ومحاولات ركوب الموجة للعودة الى السلطة على ظهر الشعب.
بيد ان هذه الصورة الضبابية على الضفتين، لا يجب ان تحجب تطورات ذات ابعاد استراتيجية تأسيسية في لبنان الآتي إن لم يأت اليوم وبسلمٍ وسلاسةٍ فسيأتي بعد حين لكن للأسف مع احتمالات شلال دماء وفوضى واحتراب ووقوع مناطق تحت نفوذ جماعات متآمرة أو الجماعات الأصولية وتبقى صورة الشباب اليافع من طلاب الثانويات والجامعات مبشرة، وساطعة، وكذا الاسر الكاملة تتظاهر وتعبر عن حاجاتها وازماتها وفي غالبيتها تناشد سيد المقاومة وتنزهه ومقاومته وشهداءها عن الفساد والتسبب بما هي عليه البلاد.
والحراك فرض نفسه وقيمه كحراك وطني لا طائفي من أقصى الجنوب الى اقصى الشمال ووصفت طرابلس بأنها عروس الثورة بعد ان كانت صورتها “قندهار” لبنان وبيئة المتوحشين من المسلحين.
وكما في طرابلس كذلك في صيدا وفي البقاع وبيروت انهارت قوة الحريرية وتبين ان المستقبل لم يعد يمثل احدا وليس له كتلة شعبية يستند اليها، ولم تنجح القوات اللبنانية باستلاب التمثيل المسيحي ولو انها ما زالت القوة المحورية في بعض التحركات وقطع الطرقات، وقدم الجيش نموذجا ممتازا فلم يقمع ولم يفتح الطرقات بالعنف والقوة وبالدماء، ونحن نعول على الجيش والقوى اللبنانية أن تتخذ قرارا صارماً بالمساهمة بإعادة فتح الطرقات بالشكل القاطع ولا يجب أن يكون هناك أي حاجز على امتداد الأراضي اللبنانية يعيق حركة الناس ويهدد أمنهم وممتلكاتهم، وخصوصاً أن هناك بعض الاشخاص على أكثرية الحواجز يقومون بإيذاء الناس ومحاولة فرض الخوات عليهم، وهنا بات لزاما على الجيش والقوى الأمنية أن تحسم هذا الأمر الذي لم يعد بالامكان احتماله، وبحال تأخرت عن هذا الواجب سيكون هناك علامات استفهام كبيرة على أدائها…
بين الحقوق المستحقة والواجب تقديمها للناس البسطاء وهم اغلبية الشعب اللبناني وفبركات اجهزة الاعلام والجماعات المتآمرة يستمر لبنان في حالة قلق واضطراب وحراك قد يؤدي الى الفوضى، والفوضى تولد بيئات العنف، والعنف مدمرٌ..
هل من أمل؟ وهل من حل؟ ربما فالزمن زمن المقاومة وحلفها وانتصاراتها وزمن تراجع قدرات “إسرائيل” وحلفها الخليجي وزمن انسحاب أمريكا، والمنطقي أنّ ميزان القوى اختلّ جوهريا لصالح الشعوب ومقاومتها.. فلا بد ان يبدع اللبنانيون نموذجا جديدا في الحراك وحمايته من الاستغلال وتأمين المقاومة وتحقيق خيارات إعادة هيكلة لبنان وسياساته وتموضعه حيث يجب ان يكون ولا بد ان يكون وإذا لم يتقدم الى خياراته الاستراتيجية التي تؤمن حلولا لأزماته وتعيد تموضعه حيث يجب فوصفات الفوضى هي الاحتمال القاتل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى