Featuredالتحليل اليومي

ترامب ينسحب من شرق الفرات وبوتين في الخليج يعزّز العلاقات

هيئة تحرير موقع التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة

في التاريخ وفي إرهاصات وعلامات المستقبل الآتي، لا عفوية ولا صدف ولا أحداث عابرة بلا معنى..

فالزمن إن لم نرتبه نحن ونقوده يسيّرنا هو ويفرض شروطه، هذه حقائق الأزمنة والتاريخ، تاريخ البشرية جمعاء …

لهذا نستطيع القول جازمين بأن لا شيء يجري بالهواء إنّما الأحداث وتوافق تواريخها يمثل للباحثين والعارفين بعلوم المستقبل إشاراتٍ دالّة …

أردوغان يتورّط في سوريا ويرتكب الحماقة القاتلة، فيأخذ تركيا إلى أزمة عميقة مؤدّاها إما يقتل أردوغان أو ينقلب الجيش عليه أو يأخذ تركيا إلى الانهيار والكارثة وليس من احتمال آخر…

وزوال تركيا عن الخارطة لا يضرّ أوروبا ولا يضرّ أمريكا وينفع روسيا لمشروع أوراسيا، ولهذا نقول: الظروف الإقليمية والدولية ناضجةٌ وكذا تشققات تركيا وأزماتها المتنوعة والكلية.

بينما أنجز ترامب توريط أردوغان بمقتله كإخواني وكحليف للديمقراطي ولوبي العولمة الامريكي ليتخلّص منه ويثأر من توريطه بقضية الخاشقجي، يبدو وريث قياصرة روسيا بوتين يعمل بأوّل وصايا بطرس الأكبر: لتحكم العالم عليك بالقسطنطينية، وساعياً لتطبيق الوصايا، وليس من فرق إن حكمها بوتين باستمالة أردوغان وإخراجه من الناتو أو إذا انفجرت على نفسها وسقطت بغيّ أردوغانها ….

وعلى سياقٍ آخر، لا يدّخر بوتين فرصة إلّا ويستثمر بها، وقد اعتدّ بنفسه وقوته، ووفرت له سوريا منصة التحول إلى قوة كونية قابضة على روح المستقبل من منصّتها وحيث يرتبك ترامب ويهزم ويبتز وحيث تظهر رغبات تمرد الاقليم على ابتزازه وكشف عجز أمريكا وضعفها، يتقد بوتين ممثلا أوراسيا ليكون وارثاً للفراغ ومالئاً له، وبهذا تفهم زيارته الخليجية وتوقيع العقود المجزية وفي ذات الوقت يفرّ ترامب من شرق الفرات ويغدر بحلفائه..

إنه زمن سوريا… ومن سوريا تتعاظم قوة روسيا وتكبر أوراسيا!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى