Featuredالتحليل اليومي

بعد أرامكو السعودية محمد بن سلمان في خبر كان!

هيئة تحرير موقع التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة

الإنجاز العبقري للحوثيين بالعملية الاستراتيجية التي ضربت أرامكو في شمال شرق السعودية وضعت الحرب على اليمن والإقليم ومستقبل السعودية على المفترق الحاد.

فترامب أعلنها لن يحارب عن السعودية، وكل ما يسعى إليه ابتزازها لبيعها المزيد من السلاح الخردة بأغلى الأثمان بينما عرض بوتين صواريخ اس 400 وبين الخيارين ستقرر السعودية أين تقف ومستقبلها.

الحوثي المنتصر في الحرب والقادر على نقلها الى قلب السعودية ويهدد بضرب عقلها، يتصرف بحنكة وبراغماتية عالية وجلّ طلبه ان يقف العدوان وأن تكفّ السعودية والامارات عن الغزو وتعود بجيوشها ومرتزقتها الى بلادها تاركة اليمنيين ليحلوا مشاكلهم بأنفسهم ويتقفوا على ادارة بلدهم وهذا مطلب عاقل ومحق ويقدم الحوثيين قوة نوعية في فهمها للعمل السياسي والدبلوماسي والخطاب المتساند مع الانتصارات العسكرية والمفاجآت التي لم يستوعبها بعد العقل السعودي والامريكي.

الحملات التضليلية عن دور إيران لم تصمد امام الوقائع والحقائق ولن تجدي نفعا، وإيران تتصرف على قاعدة يا جبل ما يهزك ريح ولن نخسر أكثر مما خسرنا وقد جاء دورنا لنستثمر في الانتصارات وننقل المقاومة الى الهجوم بدل الاستمرار في الدفاع وقد انتهت استراتيجيات الدفاع وحققت كل ما يجب أو يراهن على تحقيقه.

خيبة أمل محمد بن سلمان من حليفه ترامب وحلفائه في الغرب وفي الكيان الصهيوني تتعمق وهذه “إسرائيل” دخلت مرحلة “اللبننة” لجهة الفراغات السياسية والعجز عن انتاج حكومات قادرة وفاعلة.

وكل رهانات ومشاريع بن سلمان وحساباته سقطت بضربة واحدة محكمة، فأرامكو والاقتصاد السعودي والاموال التي راهن على تأمينها بتخصيصها لتحقيق حلمه في 2030 تتبخر تحت ناظريه، واحتمال انتصاره في اليمن أصبح صفريا بل الهزيمة وحدها حليفه، وبعد اسابيع سينشغل ترامب عنه في حملاته الانتخابية ولن يسمع منه كلمة واحدة الا كم ستدفع ومتى ستدفع وادفع او لن تطير طائراتكم ولن تبقوا اسبوعا واحدا.

ضربة ارامكو وضعت كل الازمات دفعة واحدة امام محمد بن سلمان بما في ذلك مستقبله في الملك، بل ومستقبل السعودية واحتمال انفراطها ودخولها حقبة الفوضى التي سعت لابتلاء سوريا والعراق والعرب والمسلمين بها.

أمام بن سلمان احتمالان: فإما أن يترك السعودية إلى التداعي والانفجار الداخلي وكل العلامات تؤشر الى ذلك، او ان يقفز الى دمشق بصحبة الرئيس المصري ويفوضان الرئيس بشار الاسد المنتصر في الحروب والحليف الاوثق لإيران، والركن بجيشه وشعبه ودولته في محور المقاومة ويستطيع التوسط مع إيران التي لم ولن ترفض له وساطة بل هي ساعية اليها منذ يومها الاول في الثورة الاسلامية، ولن يكون بوتين والصين بعيدين عن إسناد هذا التحوّل.

سوى هذين الاحتمالين على محمد بن سلمان أن يخرج من السلطة ويذهب إلى إحدى الجزر مع حاشيته لقضاء عمره بعيدا عن الاوهام والعنتريات والآمال العريضة…

عملية أرامكو تضع السعودية وآل سلمان أمام المفترق الحاسم فأين سيذهبون، وكل خياراتهم وما سيرسو عليه مستقبل السعودية قد يشفي بعض غليل من دمرت بلادهم وقتلت ناسهم السعودية ومشيخاتها النفطية فزمن المشيخات قد ولّى…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى