Featuredالتحليل اليومي

نتنياهو يعود من سوتشي خائباً وملجوماً

هيئة تحرير موقع التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة

بينما سيتقرّر غداً مستقبل الكيان الصهيوني ودولته ومؤسّسته الحاكمة ومن سيكون رئيساً للحكومة وأيّ حكومةٍ تتشكّل وبأيّ برنامجٍ بعد سلسلة الاخفاقات والهزائم وانكشاف حدود قوتها وتراجعها إلى الحدّ المضحك على أثر إسقاط المسيّرات الاسرائيلية في غزة والجنوب اللبناني، وبعد أن خاب ظنّ نتنياهو وتلقّى صفعةً مميتةً في عملية “أفيفيم” وتحت أضواء الكاميرات وتغطيتها المباشرة التي كشفت حجم هزال وذعر جيش العدو الصهيوني في وجه مجاهدي المقاومة…

وبينما استفزت عنتريات نتنياهو وإعلانات مشاريعه العدوانية بضمّ الضفة ووادي الاردن حتى السعودية والامارات وحلفاء “إسرائيل” من العرب والمسلمين واضطرّتهم لإعلان تصريحات نارية وعنترية على غير العادة؛ كشفت الصحافة الاسرائيلية في تعليقاتها وعرضها لوقائع زيارته لسوتشي عمّا هو أهمّ وأعمق، وجاء في “إندبندنت عربية” 14.09.2019: “بوتين حذّر نتنياهو من مغبّة ضرب أهداف في سوريا ولبنان مستقبلاً”… وأشارت الصحف إلى واقعة احتجاز نتنياهو لثلاث ساعات في  غرفة جانبية دون محدّث له بانتظار القيصر بوتين، وفي البروتكول تعتبر هذه إهانةً واستهزاءً واستصغاراً… وفي المباحثات، عندما حاول أن يعيد أسطوانته عن خطر إيران وتمددها وتمركزها في سوريا ولبنان، كان جواب القيصر هذه المرّة حادّاً ولاجماً إلى الحدّ الذي أفرغ زيارة نتنياهو من أيّ هدفٍ أو أهميّة كان يرجوها لاستدراج هديّة عشية الانتخابات تعينه على كسبها.

فبحسب “الاندبندنت”: أنذره بوتين بصورة واضحة وصريحة بأنّ أيّ عدوان على سوريا واستهداف سيادتها ومواقع الجيش العربي السوري أو حلفائه سيلقى التصدي ومن السلاح والطائرات الروسية مباشرةً ومن منصّات صواريخ اس 400 و500 ، وعرضت الصحف واقعتين منع فيهما الروس “إسرائيل” من عدوانٍ على جبل قاسيون حيث قواعد صواريخ ومنشآت الكترونية، كما منعوا وقوع عدوان في القنيطرة يستهدف أحد المواقع الالكترونية الهامة، وتشير الصحف والمحللون الى واحدة أكثر خطورة تجري لأول مرة عندما حذر بوتين نتنياهو من المزيد من التحرش بلبنان وبالمقاومة وما سيكون من نتائج مدمرة على “إسرائيل”…

في الانذارات الروسية وعلى لسان بوتين وفي سوتشي بعد إذلال نتنياهو باحتجازه لساعات، مؤشّرٌ نوعيٌّ على تحولاتٍ ليس في الميدان وفي ميزان القوة وفي انكشاف عجز وضعف “إسرائيل” فقط، إنما في تحوّل روسيا الى موقع هجومي لاجم ورادع “لإسرائيل” واعتداءاتها على سوريا ولبنان، وهذا التطور البالغ الأهمية يسقط كل الترهات والاكاذيب وما جرى ترويجه من أنّ روسيا في سوريا لحماية “إسرائيل” وتطويب نتنياهو زعيما تاريخيا لها…

التحول النوعي الروسي معطوفا على إقالة بولتون وانكشاف محاولات التجسس الاسرائيلية على البيت الابيض وعلى ترامب، تشكل عناصر إضافية هامة تؤشر الى مستقبل الصراع العربي الصهيوني وتفيد بأنّ “إسرائيل” لم تعد ذات شأن عند أحد وتاليا فتحرير فلسطين أصبح أمراً راهناً والقرار بيد محور المقاومة يحقّق الهدف متى أراد وقرّر…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى