الخونة مكانهم السجن أو تحت المقصلة…


هيئة تحرير موقع التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة

هكذا هي تجارب الشعوب والتاريخ، فليس من دولةٍ تكرّم الخونة وتستعيدهم باحتفاليات أو تحت مطالبات قوىً سياسيةٍ وزعاماتٍ فاعلةٍ في البلاد، ولا بأوامر السفارات وتدخل الإدارة الامريكية – الشريك الأكثر وقاحة للاحتلال والعدوان الصهيوني.

المقاومة الفرنسية أعدمت عشرات الآلاف ممن تعاملوا مع المحتلّ الألمانيّ، وكذا فعلت مقاومات التاريخ والشعوب، والمقاومات المنتصرة تمسك بالسلطة وتعيد هيكلتها لتكون معاديةً لكلّ من احتلّ أو تعامل مع المحتل، فكيف بالجزّارين والخونة وخَدَمَةِ العدو!

تمكّنت المقاومة الإسلامية عام 2000 من تحرير الجنوب تحت النار، وألزمت العدوّ بالفرار دون أن يستأذن عملاءه وتركهم في العراء، وسدّ البوابات في وجوههم، وعامل من رحل معه بإذلالٍ واحتقارٍ موصوفين، ولأنها مقاومةٌ وطنيّةٌ وإسلامية، وبفعل عقيدتها والتزام مجاهديها وشعبها بقيم الإسلام الحقّ، فلم تقدم على فعلٍ واحدٍ من شأنه أن يعكّر صفو النصر الأكثر نظافةً وشفافيةً في التاريخ.

فبين ساعةٍ وأخرى انتقل المعتقل في السجون والمرتكب بحقه وبحق أهله وعائلته وبحق الجنوبيين كلّ الأفعال الشائنة والرذيلة، إلى سيّد ساحته، وقبض المحررون بالمقاومة والمقاومون على السجانين ولم يتعاملوا مع أيّ منهم بثأرية أو بردّات فعل، فقدموا مقاومتهم نموذجا راقياً لم تبلغه مقاومة من قبل…

وعلى ذات القيم استمرت المقاومة تصفح وتعفو وتصالح وتصافح، وسلّمت الأمر للدولة لتأخذ بحقّ المعتقلين والجنوبيين من الخونة والعملاء وممن ارتكبوا القتل والاغتيال والاغتصاب خدمةً للمحتلّ وتأميناً له ضدّ أبناء وطنهم وإخوتهم وجيرانهم…

تصرّف المقاومة الأخلاقي والراقي كان الامل أن يقابله تصرف حريص ووطني من الدولة والاخرين يرتقي إلى مستواه، ليكرمها ويكرم شهداءها ومعتقليها وناسها ويؤمنهم ويأخذ حقوقهم وهي قررت ألّا تأخذ الحقّ بيدها رغم قدرتها ومشروعيّتها ممن خانوا وارتكبوا وتعدّوا وتطاولوا…

 غير أنّ إيمان المقاومة وقيادتها بوطنها وسعيها للمّ الشمل والحوار واستعادة الروح الوطنية لم يجد صداه ولا لاقى عقلانية عند الاخرين فافترضوا أنّها تصرفت عن ضعف أو عن خوف أو عن قصور، وتطاولوا عليها وعلى سلاحها وتضحياتها وعلى شهدائها وأسراها وتآمروا وهم في مسؤوليات عالية في الدولة والاجهزة في حرب تموز، وأرشدوا طائرات العدو إلى الأبنية والمواقع وبذلوا لاغتيال السيد حسن نصر الله نفسه وبرغم النصر الالهي تصرفت المقاومة على طبيعتها وبعقيدتها وصافحت وسعت الى التفاهمات والحوار لتثبيت الاستقرار..

عفت المحاكم عن الخونة والمتعاملين مع العدو وخففت الاحكام الى الحد الادنى وقبلت المقاومة ما دام الامر يخدم جوهرها وهدفها الكبير، وتصرفت بكبرياء العفو عند المقدرة وبرغبة ان تكون دولة وتتولى المسؤوليات.. اما ان يعود العميل الجزار عامر الياس فاخوري عبر المطار مختالا متفاخرا بما فعل وبما كان عليه وهو ما زال عميلا يجاهر ويفاخر بعمالته ولم يعتذر او يطلب الصفح والعفو، معتدّا بنفسه وبفعلته عاقدا العزم والرهان على حماة له في الدولة وفي الحياة السياسية، وفي السفارات والادارة الامريكية، ويدافع البعض عنه ويسعون لتكريمه والاحتفال به  بذريعة سقوط جرائمه بفعل الزمن والتقادم الامر الذي لا يقبله قانون او عرف او عقل ولا ينطبق فعل التقادم على الجرائم التي ارتكبها فالخيانة والارتكابات بحق الشعب والتعامل مع العدو جرائم لا تسقط ابدا فكيف مع من لا زال يمارس العمالة والخيانة بوقاحة وعلنية….

 وفاءً للدماء الطاهرة، ولعذابات الامهات والبنات والاهل والمعتقلين، ولكل من ظلم على يد الجزار واشباهه، ولتكريم المقاومة على نظافتها وشفافيتها ووطنيّتها العالية، وتكريسا لروحها الخلّاقة في المصالحة والحوار والعفو والسعي لتثبيت السلم الاهلي والوحدة الوطنية، يجب على الدولة واركانها ومؤسساتها وعلى القضاء ومن حق الوطن ان يحاكم الخائن الجزار وان تنزل به أشدّ العقوبات ولا يجب ان يقبل اي تدخل من السفارة الامريكية او من اية جهة للإفراج عنه او إسقاط جرائمه وان فعلتها الدولة او اي من اجهزتها تكون قد ارتكبت الحرام وخانت الدستور والقانون والحق الوطني وتصير شريكا في فعل الخيانة وارتكاب المجازر وتشريعها وتحفيز العملاء على المزيد من التعامل والخيانة…

حذار من الوقوع في فخ الصفح عن القتلة الخونة، او احتضانهم فهذه من المحرمات التي يجب ألّا يقربها مسؤول او صاحب رأي ومكانة.

وننصح الساعين بألا تعبثوا بالقانون والدستور وبالوحدة الوطنية، وكفى رهانات خاسرة وكفى تعاملاً مع المحتل وسيده الأمريكي، فالأمور ربما بلغت ذروة لا تحتمل ولن يقبل مواطن لبناني واحد ان يرى العملاء الجزارين يسرحون ويمرحون مكرمين ومحتضنين في لبنان الذي حررته المقاومة وأعزّته وما زالت القوة الصلبة في حمايته ورفع رايته عالية وخفاقة…

في زمن المقاومة وانتصاراتها ولو انها صافحت وحاورت وطلبت الوحدة الوطنية غير أنه من غير المقبول من أحد أن يغدر بها ويحاول تلميع القتلة والخونة…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.