Featuredالتحليل اليومي

تونس تنهض ضدّ التطبيع والاخوان وتطلق الموجة الوطنية في الحراك العربي

هيئة تحرير موقع التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة

لتونس الخضراء وشعبها الذكيّ والمكافح والمتنوّر قصةٌ والتزاماتٌ تُبهر من يتابعها ويدقّق في قدرات شعبها وتوثّبه ومبادراته الوطنيّة والاجتماعية والقومية…

فحادثةٌ في أزمنةٍ عاديةٍ كانت تحصل كمثلها العشرات وتمرّ عبوراً بلا أثرٍ في مكانٍ وزمانٍ آخر، أصبحت في تونس، مع البوعزيزي الذي أحرق نفسه ردّاً على اعتداء شرطيةٍ لمنعه من تحصيل لقمة الخبز عن عربة بيع خضار وهو خريج الجامعات، أحرقت حقل تونس وامتدّت نيرانها إلى حقول العرب اليابسة، ولم تزل جمراتها تعسعس وستلتهب بمن بقي من نظمٍ وأسرٍ عتيقةٍ في أرجاء الوطن الكبير المغتصبة إرادته وسيادته والمنهوبة ثرواته.

وفي الخضراء، تمكّن حزب النهضة الإخواني من نظامها واشتدّت عزيمة الاخوان لأخذ مصر أمّ الدنيا بقصد بسط إماراتهم وداعشيتهم وخلافتها على المسلمين قاطبةً، وتكاتفت جهود وأموال وإعلام قطر ودولة الاخوان وإسلامها المتأمرك في تركيا وانتفخت الرؤوس ساعيةً الى عثمانيةٍ جديدةٍ وارثةٍ للبائدة..

وسريعاً نهض شارع الخضراء يرفض الأخونة للدولة والمجتمع ويرفض الزجّ بأبناء تونس في مطحنة النار والدم في سوريا وإرسال بناتها لجهاد النكاح بما هو اضطهادٌ وحطٌّ من قيمة المرأة التونسية التي كانت تاريخياً متحررةً وشريكةً في الإنتاج، وتونس من أوائل الدول التي حررت المرأة ومنعت تعدد الزوجات..

والنهضة اغتصبت السلطة وبدّدت الامكانات وزادت في إلحاق تونس بعجلة الليبرالية المفلسة ووصايا صندوق النقد ومراقبيه، فكشفت تونس للملأ طبيعة الاخوان وتعاقداتهم، ونهض الشارع واتحاد الشغل في حراكٍ مستدامٍ لتأمين الحقوق للعمال والمجتمع ولن يرقد قبل انتزاعها …

ولم تهدأ ويتجدد حراكها وتتصاعد المطالب الاجتماعية في وجه السلطة ويستمر الشارع ضاغطا، وعندما تجرأت النهضة وسعت للتطبيع المباشر والشعبيّ مع الاسرائيلي عبر السياحة ووزيرها، نهض الشارع التونسي وتظاهر رفضا للتطبيع وكشفا لحقيقة النهضة والاخوان وتحالفهم مع الصهيونية العالمية، ورفع العلم الفلسطيني وصور القائد جمال عبد الناصر تأكيدا لعروبة تونس وتذكيرا بحقبة التنمية والحضور العربي.

وتسجل الخضراء أنّها قائدةٌ ومغيّرةٌ في حراك الشارع العربي واهتماماته، فالعلم الفلسطينيّ مرة جديدة يقود التظاهرات ويرفرف فوق الجموع لتعمّ الظاهرة وستعمّ.

تونس تطلق الموجة الوطنية والقومية الجديدة وتتربع على قمة الوعي والحراك المجتمعي العربي والإسلامي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى