Featuredمواقف في المواجهة

كلمة د.يحيى غدار في لقاء جماهيري بدمشق بعنوان “الجولان عربي سوري”

نظمت حركة الجهاد الاسلامي في سوريا لقاءً جماهيرياً حاشداً بعنوان “الجولان عربي سوري” حيث استضافت الدكتور يحيى غدار الأمين العام للتجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة، وبحضور مناضلين من جنوب افريقيا واستراليا وباكستان وسوريا ولبنان وفلسطين، وحشد من الفعاليات السياسية والثقافية…

وفيما يلي نص كلمة الدكتور يحيى غدار في اللقاء:

بسم الله الرحمن الرحيم

نلتقي اليومَ في دمشقَ العروبة، والصمود، في بيتِ المقاومة، وبيئةِ تصعيدِ الحضاراتِ وأرضِ الرسالاتِ التي اختارها اللهُ عزَّ وجلَّ ليسَ عن عبثٍ أو بلا سبب…

ونلتقي للتضامنِ مع الجولان العربي السوري كما القدس وغزة العربيتين واهل الجولان واهل غزة وعموم فلسطين وكفاحهم الثوريِّ المستدامِ منذُ وعد بلفور المشؤوم، مستمرون في تأمين الخطِّ المتّصلِ بينِ أفريقيا العربيةِ وعربِ آسيا لتكونَ وتستمرّ الشاهدَ على حقيقةِ الثباتِ والصمودِ والمقاومةِ الأبديّة، فتصبحُ معارِكُ الجولان مفصليّةً مقررةً في واقعِ العربِ ومستقبلهم ومستقبلِ إقليمهم.

ويصادفُ اللقاءُ التضامنيُّ يومَ العمالِ العالميّ، الشاهدِ الحيِّ على بطشِ أمريكا وعقلها الاجراميِّ وأفعالها للإبادةِ وإدامةِ الحروبِ التدميرية، وتخديمِها للكيانِ الصهيونيِّ الغاصبِ أكبرِ وأخطرِ شواهدِ العصرِ على العسفِ والتجبّرِ، والطغيان.. وأقربُ الشواهدِ قرارُ ترامب الاحمق بمنح نتنياهو جولاننا العربي بشحطةِ توقيعٍ تافهٍ كصاحبه …

أمريكا والكيانُ الصهيونيُّ والجماعاتُ التي تُناصرهُ أكانت عالميةً أو تزعمُ الاسلامَ ومن المستعربينَ تشكّلوا بصفتهم مصانعَ الارهابِ – إرهابَ الدولِ-  وإرهابَ الجماعات، وبذلك يكتسبونَ صفةَ الارهابِ الكبيرِ مُنتجِ الارهابِ الصغيرِ الذي ابتُليَتْ بهِ الامةُ العربيةُ والشعوبُ الاسلامية، وشكّلَ أحدَ أدواتِ وعناصرِ الغزواتِ الغربيةِ الامبرياليةِ لأمّتنا وشعوبِنا، وَوُظِّفَ للحؤولِ دونَ نهوضِ الشعوبِ ومناصرةِ حلفِ المقاومةِ الذي قاتلَ وثَبَتَ وصَمَدَ ويُحَقِّقُ انتصاراتٍ إعجازية، وكما في الامسِ ومعَ الارهابِ وجماعاتِه ونُظُمِهِ تُحاولُ أمريكا – ترامب رأسُ الارهابِ والمحتكرُ الحصريّ له، بذلَ كلِّ الجهودِ والامكاناتِ لتدعيمِ الكيانِ الصهيونيِ المتداعي والفاقدِ للشرعيةِ والمنتهي الصلاحية الزمنية، والعاجزِ بفعل رجالِ المقاومةِ وأسلحتها عن إتمامِ دورهِ الوظيفيّ كقاعدةٍ متقدمةٍ وكأكبرِ حاملةِ طائراتٍ ثابتةٍ لإسنادِ الغزاةِ الامريكيين وحلفهم الغربيّ…

ومرّةً أخرى بعدَ المليون، أثبت أهلُ الجولانِ الصابرون والمقاومون وأهل غزة وشعبُها الصابرُ الصامدُ القابضُ على جمرِ المقاومةِ، فالجولان ككل منطقة فلسطينية أثبتت أنَّها لا تحيدُ عن دربِ الرسلِ والأنبياءِ، ولا تُفَرِّطُ بأرضِ فلسطينَ “الوقفُ والممنوعُ التفاوضُ عليها” أو التخلّي عنْ حقِّ العودةِ، أو اجتزاءِ وإعطاءِ أجزاءَ منها للغزاةِ ولو منحهم ترامب القدس عاصمة على ورقه الزائل وفاقد القيمة …

فغزةُ هاشم الممسكة بيد الجولان يمثلان قلبُ وجوهرُ القضيةِ الفلسطينيةِ، وأهل الجولان على ضعفِ قدراتِهم، ووُقوعِهم تحتَ الحصارِ الأكثرَ ظلماً وشدّةً في تاريخِ البشرية، ولأنّها الجولان وسط سوريا وفلسطينُ جنوبها، قرر الجولانيون ومقاومو فلسطين أن لا مساومة ولا استسلام، ولن يُلقى السلاحُ أبدا أو تقبلَ تسوياتٍ تفريطيّةٍ أو هُدَنٍ تُريحُ الكيانَ الصهيونيَّ وتُوَفِّرَ لهُ زمنَ الاستعدادِ والتحضُّرِ لاعتداءاتٍ جديدةٍ.

فالجولان كما الجليل والضفة وغزةُ وشعبُها كانتْ وتستمرُّ على روحِ المقاومة المتوَثِّبَةِ، والصبر والسعي لتجديد الروح القتالية وتوفير كل أسباب النصر، فيما تستمر دمشق على وعدها ولن يُغيِرَها أو يُغَيِّرَ فيها مؤامراتٌ وحروبٌ ومحاولاتُ تفتيتٍ وتجويعٍ وحصار…

من هنا من دمشقَ العروبةِ والتضحيةِ والثباتِ على المبادئِ والقيمِ نُجَدِّدُ عَهْدَنَا بأن نستمرَّ معاً لاستعادةِ الجولانِ حرّاً عربياً ولاستعادةِ كلِّ ذرّةِ ترابٍ من فلسطين، ونؤكدُ أنَّ الزمنَ والعصرَ باتَ زمنَ المقاومةِ والنصرِ ولا مكانَ بعدَ الآن للهزائم…

من لقاءِنا هنا ومعنا مناضلونَ تاريخيّونَ رفاقُ الدربِ والمعاناةِ من جنوبِ أفريقيا التي انتزعت النصرَ، ومن استراليا وباكستان، ومعاً اليومَ نتضامنُ معَ الجولانِ العربيِّ السوريّ، فلا بدَّ من كلمةٍ واقتراحاتٍ لإسنادِ غزةَ التي ما زالت تتظاهرُ اسبوعياً لتثبيتِ حقِّ العودةِ ولفكِّ الحصارِ الظالمِ عنها…

ونسألُ الفصائلَ واللاجئين والمتضامنين مع فلسطين: لماذا تُتركُ غزةَ وحيدةً في تظاهراتها…. ألا يجب على اللاجئين في بلادِ الطوقِ التظاهرُ مع غزةَ وعلى الحدودِ واستخدام الطائراتِ الورقيةِ أيضا… ولماذا لا نجدُ حراكاً في الجالياتِ الفلسطينيةِ والعربيةِ في العالم، ولماذا لا يتظاهرون ويعتصمون أمام السفاراتِ في كلِّ يومٍ تتظاهرُ فيه غزةَ أو أبناء الجولان والجليل والضفة..

حانَ زمنُ العملِ وتوحيدِ الجهدِ وتنظيمِهِ واستنفارِ شعبنا للانخراطِ بأشكالِ النضالِ ودفاعاً عن عروبةِ الجولانِ وقدسنا الحبيب…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى