Featuredالتحليل اليومي

إدلب وشرق الفرات… الجهد متوازٍ والتحرير…. آتٍ

هيئة تحرير موقع التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة

بدأت العمليات العسكرية والامنية تسير بالتوازي بين تقدم الجيش العربي السوري وحلفائه شرق الفرات، في تكتيك القضم والهضم بحيث تتقدم وتحرر القرى والبلدات والمحميات واحدة بعد الاخرى بأقل ضجيج وبلا عمل عسكري إن أمكن، بالتزامن مع انتفاضات عشائر واهالي دير الزور والحسكة والعمليات الامنية ضد مجاميع وحواجز “قسد” التي باتت في وضع حرج جدا مع انفاذ ترامب لقرار الانسحاب من سورية، وقد اعلنت “قسد” تحت ضغط التحولات واداركها ان الامريكي يخلع احذيته المطاطية بعد ان يستخدمها ويكمل طريقه  باتجاه مصالحه غير معنيٍّ بمن عمل معه، او بمصيره.

كل ذلك يؤكد ان قرار عودة الدولة الى شرق الفرات وتحرير كامل التراب السوري أمرٌ بات محسوماً وعلى جدول العمليات العسكرية، وبالتوازي بدأت وحدات الحشد الشعبي من جهة العراق ووحدات الجيش العربي السوري وحلفاؤه عملية تصفية وتمشيط واسعة لخلايا وأوكار داعش على طول الحدود وفي عمق البادية لتأمين الطريق البري بين طهران ودمشق وتحقق ايضا مكاسب كبيرة على الضفتين.

في ذات التوقيت بدأت عمليات عسكرية نوعية في ادلب والارياف، وتصاعدت حدة الاشتباكات بعد ان استهدفت المعارضة قاعدة حميم بصواريخ طويلة المدى مرات عدة، ما دفع بالروسي لحسم الامر بعد ان استغرق الوقت الكافي واعطى تركيا كل ما طلبته من زمن ومن ترتيبات ولم تفلح او هي اصلا لم تكن جادة في وعودها وعملت على كسب الوقت والرهان على تحولات في الميدان او في حاجة كل من إيران وروسيا لها.

المعطيات والعمليات العسكرية والحشود تجزم بان معركة استعادة ادلب قد بدأت وهذه المرة لا شيء يشير الى احتمال وقفها او تخفيف زخمها، فالعلاقات التركية الروسي حققت مبتغاها، وتركيا مأزومة في كل الجبهات الداخلية والخارجية وجاءتها تحولات وادي النيل وافريقيا العربية واستجابة ترامب لطلبات السيسي بوضع جماعة الاخوان المسلمين على لائحة المنظمات الارهابية بمثابة الصاعقة على الرؤوس الحامية، وساعة تعلن امريكا الاخوان منظمة ارهابية ستصاب تركيا وحزبها الاخواني كما قطر بدوار وارتباك شديد، فالإعلان هدفه ليس المنظمة بما هي من جماعات سياسية منتشرة في العالم الاسلامي بقدر ما المقصود الدول التي تتحالف معها او  التي تأتمر بأمرها وتركيا وقطر عينها..

الاستعدادات العسكرية وموازين القوى محسومة تماما لصالح عملية تحرير ادلب، والمنطقي ألا تتأخر كثيرا وان تكون كلفتها مقبولة ومحدودة، فقد امنت السياسات والدبلوماسية والهدن والاتفاقات كل الشروط المواتية لعملية ستكون اشبه بعمل جراحي لاستئصال الزائدة الدودية وتصفية بؤرة السرطان الاخيرة..

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى