Featuredالتحليل اليومي

شويغو في دمشق… بومبيو في بيروت… زمن الحسم

هيئة تحرير موقع التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة

على وقع تطوراتٍ وأحداثٍ متسارعةٍ تكشف عن نضج البيئة والظروف لتحوّلاتٍ متسارعةٍ وقد تكون عنيفة، يزور وزير الخارجية الامريكية بومبيو بيروت ليومين وفي جعبته خطة تصعيدٍ ضدّ المقاومة وحلفها من بوابة الاستثمار بالحكومة اللبنانية وبعض أطراف 14 اذار وبعض المنظمات غير الحكومية المدعومة من الغرب، وأوراق لعبته ليست بكثيرة ولا هي بفاعلة…

سبق بومبيو الى دمشق زيارة قائد فريق 14 اذار “ساترفيلد” الذي هدّد اللبنانيين بأمنهم واستقرارهم، فالالتزام الامريكي الوحيد هو “إسرائيل” ومصالحها، وما على حلفاء أو أدوات أمريكا في لبنان إلّا أن ينفّذوا الاوامر بلا اعتراض ولو على حساب لبنان واستقلاله وسيادته وأمنه.

بومبيو يتمم زيارات السابقين ويضيف الى زيارة ساترفيلد الجديد المتمثل في اتخاذ الادارة الامريكية قرارها النهائي بإلزام لبنان؛ إما تكون معنا في الحرب على حزب الله وحلف المقاومة أو فليكن الخراب، والخراب الذي تستطيعه أمريكا لا يتعدى تحريك ادواتها في العملية السياسية والحكومة، وهم على ضعفٍ ظاهر، لإحداث فراغاتٍ سياسيةٍ وتعطيل الحكومة والمؤسسات تمهيداً لأخذ لبنان عبر حزب المصارف الموالي لأمريكا ومنفذ أوامر خزانتها الى الانهيار المالي والاقتصادي والرهان على فوضى تعيد انتاج داعش واخواتها في بعض المناطق والبؤر اللبنانية…

بالمقابل المقاومة وحلفها يملكون الكثير، فداعش في لبنان هزمتها المقاومة بالرغم من الدعم الاسرائيلي والامريكي وحلفها “الآذاري”، والمقاومة على سلاحها وقادرة، مدعومة من الجيش العربي السوري والجمهورية الاسلامية الايرانية والقوة الجو فضائية الروسية الجاهزة والتي باتت على مرمى حجر من الشمال اللبناني الجاري تهيئته ليصبح منصة داعش والنصرة الهاربة من ادلب ومن شمال شرق سورية.

لبنان ايضا ولكل الأسباب، وأهمها دور المقاومة في هزيمة “إسرائيل”، وابراز اهمية السلاح الروسي، ولدورها في سورية، وهزيمتها للإرهاب المتوحش، ولموقعه الجغرافي الحاكم في تقرير مستقبل “إسرائيل” والبحر المتوسط، ولمكانة موانئه في عملية اعادة اعمار سورية والعراق، هو ايضا نصب عين روسيا وتعزيز مكانتها ومطاردة النفوذ الامريكي المتبقي.

لان لبنان على هذه الاهمية ومقاومته على هذه الدرجة من القوة والمكانة في التحالف العالمي للمقاومة وقتال الارهاب فقد سبق زيارة بومبيو ثلاث خطوات نوعية؛ اولها زيارة الاسد الى طهران، ثم اجتماع قادة اركان جيوش المقاومة في دمشق، فزيارة شويغو وزير الدفاع الروسي المشهود له ولمكانته عند بوتين ونخبة روسيا والصين الساعية الى أوراسيا ولبنان منصة مهمة فيها، يمكن فهم الامور على نحو افضل…

امريكا وهي منسحبة ومحتربة داخليا و”إسرائيل” وهي مأزومة ومرتهبة من غزة ومن ابطال سلفيت  والسكاكين، ستحاول رمي اخر اوراقها وحرق اخر سفنها وما تبقى لها ومن لبنان هذه المرة…

روسيا وسورية وإيران والعراق اتخذوا قرار المواجهة لإسقاط الحصار، وللمواجهة في كل الساحات وامتلكوا السلاح والجيوش وروسيا تؤكد انها في المسار وعلى ذات النهج في السعي لتصفية النفوذ والوجود الامريكي في الإقليم، فأوراسيا تبنى على جثة النفوذ الامريكي وادواته وعلى جثة حلف الناتو وقواعده الاكثر خطورة “إسرائيل” وتركيا وتحالفاتها، ولبنان في قلب المشروع.

هزمت امريكا في اجمالي حروبها وخططها ولم يبقَ لها الا ان تحرق اخر الاوراق لتلملم ازماتها وترحل، فهل يقبل بعض اللبنانيين ان يكونوا الذخيرة الاخيرة في سلاح امريكا الصدئ.

بومبيو وزير خارجية امريكا، اما شويغو فهو وزير حرب روسيا… والمقارنة تكفي لمعرفة ما سيكون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى