Featuredالتحليل اليومي

مسرحية وارسو: زواج المهزومين… فهل يغيّر في التوازنات…؟؟

هيئة تحرير موقع التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة

تفتّق الذهن الأمريكيّ، وأمريكا منسحبةٌ من سوريا وأفغانستان، ومهزومةٌ تنكفئ على نفسها تحت شعارات “أمريكا أوّلاً” و”لسنا شرطي الأوسط والعالم” و”إن لم تدفعوا ستسقطون”… تفتّق عن إجراء احتفاليةٍ صاخبةٍ كمسرحيةٍ إعلاميةٍ في وارسو، وصفها ابن جاسم بحفلة عرسٍ لإشهار خطوبة، لتحقيق جملة أهداف:

٠ إبراء ذمّة لوبي الأمركة في واشنطن للتخلّص من ضغط لوبيّات اليهود الصهاينة وتيار نتنياهو وعبثهم بتوازنات واشنطن وصراعاتها المحتدمة لإعادة هيكلتها وإعادة صياغة دورها ومكانتها العالمية، بعد ما لحقها من خسائر وهزائم تهدّدها وتهدّد الاقتصاد الليبراليّ بأزمةٍ زلزاليةٍ يتوقّعها الخبراء قريبةً.

٠ القيام بكلّ وآخر ما تملك واشنطن من محاولاتٍ وإجراءتٍ قبل انتفاء نفوذها وعجزها عن إلزام أحدٍ بخدمتها وتأمين أدواتها. فالمنسحب مهزوماً لا يملك عناصر قوّة الإلزام.

٠ اختبار مدى قدرة وجاهزيّة من تبقى من حلفائها على تشكيل تحالفٍ يعوّض عن الوجود الأمريكي ويرمّم قوّة “اسرائيل” المنتفية.

٠وضع البيض في سلّة نتنياهو وانتخابات “اسرائيل” ليصبح المسؤول عمّا تؤول إليه الأمور.

٠ إلزام المستعربين بتشكيل تحالف الفرصة الأخيرة للمهزومين في الحروب والمتراجعة فرصهم وقدراتهم بوهم أنّ اجتماع الخاسرين يساوي رابحاً أو قادراً على الربح….

والنتيجة التي خلصت إليها مسرحية وارسو الإعلامية صفريّةٌ لجهة موازين القوى العمليّة، وكلّ ما تحقّق منها خطبٌ ولقاءاتٌ كشفت مستوى تذلّل وانهيار أخلاق وضمائر النظم المستعربة من بقايا أدوات الغرب الاستعمارية، والتي تشير إلى سقوطهم المذلّ في خندق الخيانة، فيربطون رقابهم بنعال الساقطين إلى أسفل درك الخيانة، وقد ربطوا مستقبلهم ومصائر مشيخاتهم ودولهم بمصير الكيان الصهيوني.

اجتماع وارسو انتهى إلى لا شيء، سوى حفلة علاقاتٍ عامّةٍ مع نتنياهو قد تفيده في انتخابات الكنيست، ولن يحصد الأذلّاء من المستعربين إلّا الخيبة.

فالزمن أصبح زمن رجال ونساء وأطفال غزة، وإصرارهم على حقّ العودة، ولن تمرّ صفقة قرنٍ ولا تسويةٌ تنهي القضية الفلسطينية، ولن يجرؤ أحدٌ على إعلان الحرب ضدّ إيران أو مجرّد التحرّش بها، وما الدعوة لاحتفال وارسو وما قيل فيه من كلامٍ ضدّ إيران سوى ذرٍّ للرماد في العيون ولتبرير سقوط وخيانة المطبّعين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى