Featuredالتحليل اليومي

صار للبنان حكومة… الرابحون والخاسرون؟؟

هيئة تحرير موقع التجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة

برّ الرئيس الحريري بوعده وأعلن حكومته قبل استنفاذ زمن تهديداته بالحسم، وصار للبنان حكومة، واستقرت المعادلات السياسية على معطيات مختلفة نوعاً ما عما كانته في الحكومات السابقة وبما يتساوق مع نتائج الانتخابات النيابية.

بحسب المتابعين القارئين في تشكيلها وتوازناتها والخطب والتسريبات من أطرافها وقوى الطبقة السياسية، تسمح لنا بتسجيل الملاحظات الاتية:

–        يقول جنبلاط ان التفاهمات بين باسيل والرئيس الحريري نسفت الطائف، وأضعفت “السنّة”، واعادت عملياً للرئيس عون صلاحيات رئيس الجمهورية تعويضا عما فقده في دستور الطائف.

–        أعلن الدكتور جعجع أنه هو من أعطى الضوء الاخضر لتشكيل الحكومة بقبوله التنازل عن حقيبة كان يصر عليها، لينسب بذلك لشخصه وللقوات سرّ التشكيل  والتيسير.

–        أعلن باسيل أنه نال إحدى عشر و”نصف” وزيراً، أي حقّق كلّ ما سعى إليه واستثمر في وقت التعطيل وأخذ الثلث المعطل، وزيادة حبة مسك.

–        تمثّل اللقاء التشاوريّ “السنيّ” بأكثر الوزراء تمثيلا له وبلا مواربة، وأعلن وزيره أنه يأخذ القرارات بناءً لرأي اللقاء، وهو معروف بعلاقاته الوثيقة مع  سورية والكتلة الشيعية وممثل لسنّة 8 آذار.

–        الانتقادات الشعبية والسياسية ومن الفاعليات السنية ومن جنبلاط تتصاعد للرئيس الحريري وتتهمه بالتفريط  وتقزيم الفاعليات السنية،  بتسميته شخصيات غير وازنة لتمرير صفقته مع باسيل، لمصالحه وان كانت على حساب السنة ودورهم وفاعلياتهم.

–        لم يخسر الرئيس ميقاتي بل تم تمثيله بناء على الاتفاق السابق للانتخابات النيابية مع الرئيس الحريري ومن حصة السنة.

–        امتعضت مراكز وفاعليات في الروم الارثوذكس والكاثوليك والاخرين على تمثيلهم في الحكومة واحتكار الوزارات الدسمة للموارنة،  ويتكاثر الحديث عن التيار الباسلي وريثاً للعوني أمر قد لا يحقق مبتغاه في إثارة تعارضات مع الرئيس عون ومسقبل علاقته والتيار العوني مع الوزير باسيل.

وفي تسريبات لافتة، ومن مصادر عليمة، لفتت الى التوقيت المقترن بالتفاوض الذي جرى في باريس، وعلى وقع اعلان فرنسا واوروبا ايجاد صيغة للتملص من العقوبات الترامبية على ايران وتأمينها بالاموال وحاجاتها بمقابل نفطها.

“اسرائيل” قالت وتقول كلاما كثيرا عن انتصار حزب الله وايران في لبنان وعبر الحكومة التي تم بتشكيلها الاستجابة لشروط وحقائب الكتلة الشيعية.

تتهم الحكومة بأنها حكومة التفاهمات الايرانية الفرنسية، من وراء ظهر السعودية ومصر، وامريكا، وفي هذا القول بعض الصحة، ويشهد عدم صدور اي موقف من رباعية التحالف المصري السعودي.

سورية لم تقل أيّ كلمة اشارة الى ارتياحها للتطورات اللبنانية وحجم التحولات وانعكاساتها، فخسارات الرئيس سعد، والدكتور جعجع، ومحاصرة جنبلاط كلها تصب في طاحونتها وتؤشر الى ما سيكون في المستقبل من تحولات في لبنان وولاءاته وفي العرب والاقليم…

الأهم انه صار للبنان حكومة، والحكومة تبدو منسجمة، ويصر رئيسها والوزير باسيل، قطبا الرحى فيها على انها ستكون منتجة، ومتضامنة، وستتصدى للازمات وتجد لها الحلول…

واللبنانيون جميعا في حالة ارتياح أقله بأن الطبقة السياسية المأزومة اخيرا وجدت اليات وصيغ لتفاهماتها وتحاصصها وقررت عنوانها الابرز للاستهداف والحملات ان عجزت الحكومة عن الاحاطة بالمخاطر ومجاوزتها…

في الحكومة والحقائق والتمثيل والشخصيات جديدٌ لا بد من اعطائه فرصته، ومراقبة ماذا يستطيع ان يفعل المتضررون وعلى رأسهم جنبلاط، والدكتور جعجع وفاعليات سنية ومسيحية تم تجاهلها بقصد وحرمانها من فرصها، وايضا يجب التنبّه لما سيكون موقف الامير محمد بن سلمان الخاسر الاكبر فيها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى