بيانات التجمعنشاطات التجمع المركزية

البيان الختامي للمؤتمر الحادي عشر للتجمع العالمي لدعم خيار المقاومة

 المؤتمر العام الحادي عشر

 للتجمع العالمي لدعم خيار المقاومة

المنعقد بمناسبة عيد المقاومة والتحرير في لبنان بمشاركة منسقي فروع التجمع من ٧٠ دولة،

على طريق النصر والتحرير

 

 

 

بتاريخ: 2526-27-28 أيار 2023

تحت عنوان

صمود محور المقاومة ودوره في كسر الحصار

وإنهاء العقوبات وإسقاط التطبيع.

 

 

 

 

  • فهرس

 

  • البيان الختامي والتوصيات
  • الملحق
  • التقرير السياسي الاستراتيجي

 

 

 

 

البيان الختامي والتوصيات

 

  • البيان الختامي اقر بالإجماع مع التوصيات في 28 أيار 2023

 

 

المؤتمر الثاني للتجمع العالمي لدعم خيار المقاومة  بعد ان اصبح في انتشاره عالميا وهو الحادي عشر منذ التأسيس كتجمع وطني ثم كتجمع عربي واسلامي أنجز أعماله في لبنان 25-26-27-28 ايار 2023 وفي اليوم الثالث كانت له رحلة نضالية للجنوب اللبناني حيث زار معلم مليتا للسياحة الجهادية إضافة إلى مارون الراس وبوابة فاطمة، ووادي الحجير واختتم أعماله اليوم 28 أيار 2023 في جلسة تقييم لأعمال المؤتمر واقرار البيان الختامي والتوصيات مع التقرير السياسي الاستراتيجي إضافة إلى زيارته روضة الشهداء في الضاحية الجنوبية.

 

تحدث في الجلسة الافتتاحية الأمين العام للتجمع الدكتور يحي غدار مرحبا بالضيوف وبالمشاركين وأعلن الإطار العام لأعمال المؤتمر ومقاصده وشرح الأهمية لانعقاده على طريق النصر واحتفالا بعيد المقاومة والتحرير.

 

 (للاطلاع على كلمات الجلسة الافتتاحية وجلسات المحاور  والتقرير السياسي الاستراتيجي يرجى مراجعة الملحق بعد التوصيات)

 

في جلساته التنظيمية أقر المؤتمر التقرير التنظيمي، وناقش تقارير منسقي فروع التجمع من 70 دولة في العالم، وأقر الخطط المقترحة من المنسقين لتفعيل الفروع وتنشيطها واكتساب المزيد من المنتسبين وتعزيز العلاقات مع الشعوب وقواها الناشطة للتحرر، كما ناقش واقر التقرير السياسي الاستراتيجي تحت عنوان؛ عالم جديد يولد ومحور المقاومة القابلة المولدة له.

وقد شارك فاعليات وباحثون من المشاركين والضيوف بتقديم الأوراق والدراسات في جلسات المحاور. هذا وقد قرأ وناقش التقارير السياسية والقرارات والتوصيات التنظيمية والنضالية.

 

وفي يومه الثاني تم إنجاز جلسات حوارية تحت عناوين:

-دور محور المقاومة وانتصار 25 ايار 2000 في التحولات العالمية والاقليمية وملامح وسيناريوهات المستقبل

– الحرب والعدوان والعقوبات والحصار تتنافى مع الأديان والمواثيق والقوانين الدولية

-كسر الحصار وإنهاء العقوبات مهمة راهنة لمحور المقاومة وشعوب العالم الحرة

– إسقاط التطبيع ودعم الانتفاضة في فلسطين واجب على الجميع

– دور محور المقاومة في الانتصار للشعب الفلسطيني.

 

ناقش المؤتمرون في جلساتهم القضايا والمسائل الفكرية التي غطت الأحداث والتطورات النوعية ومساراتها الواقعية والمستقبلية.

 

تكللت أعمال المؤتمر بالنجاح وسادت جلساته أجواء من الثقة والجدية والتفاعل الخلاق.

خلصت أعمال المؤتمر إلى القرارات والتوصيات الاتية:

 

  1. يبارك المؤتمر لفلسطين شهدائها ولفصائل المقاومة انتصاراتها وما تحققه في الجولات، ويبارك للجمهورية العربية السورية انتصاراتها وعودة علاقاتها العربية ولجمهورية ايران الاسلامية ما بلغته من قوة وحضور وعزة، والمصالحة مع المملكة العربية السعودية.
  2. كما يبارك لمحور المقاومة وفصائله ما أنجزه، وتحوله إلى القوة المحورية في صياغة وصناعة الأحداث والتطورات على مختلف المستويات.
  3. سيواكب التجمع وفروعه المنتشرة في (73) دولة انتصارات محور المقاومة واشهارها والتعريف بها بكل الوسائل ومن خلال التفاعل الخلاق مع الشعوب والأمم الحرة، وفعالياتها الاجتماعية، والإعلامية، والسياسية.
  4. يلتزم التجمع بإسناد ودعم انتفاضة الشعب الفلسطيني في الضفة وفلسطين الـ 48 المسلحة بكل الوسائل والقدرات.
  5. التعامل مع جولات الحرب الجارية بين غزة والكيان المؤقت بعد معركة سيف القدس ووحدة الساحات ووحدة الجبهات وجولة ثأر الأحرار على أنها الحرب الجارية لتحرير فلسطين من البحر إلى النهر عبر الجولات وكسب النقاط والتعريف بما بلغه محور المقاومة وفصائله من الانتقال إلى حقبة الهجوم الشامل واستكمال التجهيزات استعداداً للحرب الكبرى؛ حرب تحرير فلسطين من البحر الى النهر.
  6. رأى المؤتمر في المصالحات العربية والمصالحة بين جمهورية إيران الإسلامية والمملكة العربية السعودية وحضور سورية في القمة العربية وكلمة السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد تحولات هائلة الأهمية تؤسس لحقبة عربية وإسلامية نوعية ولمستقبل واعد للعرب والمسلمين وأحرار العالم.
  7. يتعامل المؤتمر مع العقوبات المزعومة بأنها حرب عدوانية ظالمة، كما أن كلمة “عقوبات” تتناقض مع القانون الدولي وشرعة حقوق الإنسان والمواثيق الدولية والأفضل اعتماد عبارة المادة (40) من الميثاق “أي الإجراءات المؤقتة” التي تعطي الحق فقط لمجلس الأمن باتخاذها في حالة تهديد السلم والأمن الدولي.
  8. يؤكد المؤتمر على ضرورة بذل الجهود وتحشيد القوى لإسقاط حرب الحصارات الظالمة والتي تستهدف ابادة البشر حول العالم. ويطالب من خلال اقامة كل أنواع الفعاليات الممكنة ومنها الندوات واللقاءات والاعتصامات والمظاهرات التي تفضح سياسة الولايات المتحدة العدوانية الداعمة للإرهاب في العالم. ويطالب الدول العربية والاسلامية والعالمية الحرة والشعوب بالتمرد على القرارات والاملاءات الولايات المتحدة وخاصة لبنان والعراق للشروع بكسر الحصار عن سورية، وتفعيل التبادلات والعلاقات البينية التفاعلية بين الدول والشعوب لما فيه خير البشر وتلبية لحاجاتهم المادية والروحية دون قيود.
  9. يعتبر المؤتمر التطبيع، والانخراط بمشروع الابراهيمية فعل خيانة ويتعامل مع الدول والجماعات المنخرطة به كخونة ومتآمرين على الشعب والقضية الفلسطينية، وعلى مستقبل الامة العربية والاسلامية.
  10. يتضامن المؤتمر مع روسيا في عمليتها العسكرية الخاصة في اوكرانيا ويعتبرها تطور بالغ الاهمية يعزز تحول المقاومة الى خيار عالمي يتكامل مع محور المقاومة ودوله وما بلغه، وتشكل العملية العسكرية الخاصة خطوة نوعية لدفن العالم الانجلوساكسوني العدواني والظالم الذي تسبب بالكوارث والجوائح والحروب ونهب ثروات شعوب العالم ومؤشراً نوعياً على ولادة عالم جديد خال من الاستعمار والغطرسة والعدوانية.
  11. يرى المؤتمر في الدور الصيني في الإقليم والعالم تحولات هامة وتاريخية تعزز صعود أوراسيا ويسهم في نهوض الأمم وتحررها لإقامة نظام عالمي عادل وانساني ينهي قرون الاستبداد الأطلسي.
  12. إسناد ودعم شعوب أمريكا اللاتينية والكاريبي وشعوب إفريقيا التي تنهض لطرد المحتلين وأدواتهم والتحرر من هيمنة الولايات المتحدة والهيمنة الأوروبية الأطلسية التي ظلمت واضطهدت ونهبت الثروات وأفقرت الشعوب ومنها دعم انتصار مالي وبوركينا فاسو في التحرر من الهيمنة الأوروبية.
  13. إدانة الجهود والمحاولات التي تمارسها الولايات المتحدة لإشعال الحروب والحرائق في آسيا واستهداف الصين وكوريا الشمالية والشعوب الساعية للتحرر من الهيمنة والتسلط.
  14. إدانة المحاولات التي تبذلها الولايات المتحدة الأمريكية لإنشاء أحلاف عدوانية في شرق آسيا والباسيفيك وفي أوروبا الشرقية لإشعال الحروب والتوترات التي تؤدي إلى تدمير العالم.
  15. إدانة خضوع النخب الأوروبية المهيمنة لإملاءات الولايات المتحدة لإفقار شعوب اوروبا ونهبها وزجها في التوترات الحروب.
  16. قرر المؤتمر الحادي عشر للتجمع العالمي لدعم خيار المقاومة زيادة مناسيب التشبيك وللتفاعل مع الشعوب والحركات التحررية في العالم والعمل على توسيع دور التجمع وانشاء فروع في غالبية بلدان العالم والتفاعل مع القوى والحركات والجماعات السياسية والاجتماعية التحررية والوصول إلى (114) فرع خلال سنة.
  17. اعتبار فعل المقاومة كيفما واينما جرى فعلا ثوريا اجتماعيا انسانيا تحرريا والتزام بتعاليم السماء وكتبها لتحقيق ارادة الله عز وجل تجسيدا لسيرة الانبياء والرسل والصالحين والمقاومين من أحرار العالم، ومهمة التجمع حيث وجد وحيث امكن الانخراط بالمقاومة ودعم خيارها واسنادها والسعي لجعلها قوة عالمية موحدة في وجه الظلم والعدوان والاحتلالات وعمليات النهب اللصوصية لتي تتعرض لها الامم والشعوب.
  18. ممارسة كل اشكال الدعم واسناد الحركة الاسيرة في فلسطين وتحشيد القوى لفك اسرهم ونيلهم الحرية والعمل في جميع المؤسسات والهيئات ذات الاختصاص لتعرية العدوانية الصهيونية وكشف الإرتكابات والممارسات المدانة غير الانسانية وغير القانونية.
  19. يدعم التجمع نضال الشعب اليمني من أجل تحقيق مطالبه المشروعة والعادلة في تحرير أرضه ووحدته الوطنية واستقلاله وسيادته، والعمل على إنهاء الحرب الظالمة ومعاناته، وتحقيق استقراره وتقدمه وتحرير كل أراضيه جنوباً وشمالاً.
  20. تبني قضية الرئيس احمد عبد الله محمد سامبي المعتقل ظلماً في سجون جزر القمر، والعمل على إطلاق سراحه فوراً.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

                  المُلحَق:

 

الخميس 25 أيار 2023

 

كلمات الجلسة الافتتاحية:

 

النشيد الوطني اللبناني.

نشيد التجمع العالمي لخيار المقاومة يليها:

 

  1. كلمة أمين عام التجمع الدكتور يحيى غدار.
  2. كلمة سماحة السيد حسن نصر الله ألقاها سماحة السيد إبراهيم أمين السيد رئيس المجلس السياسي في حزب الله.
  3. كلمة الأخ زياد نخالة أمين عام حركة الجهاد الإسلامي القاها  الأخ إحسان عطايا  منسق عام فلسطين في التجمع وعضو المجلس السياسي في حركة الجهاد الإسلامي وممثلها  في لبنان.
  4. كلمة الجمهورية الإسلامية الإيرانية ألقاها نائب السفير في لبنان سعادة السيد حسن خليلي.
  5. كلمة الجمهورية العربية السورية ألقاها سعادة النائب في مجلس الشعب د. نضال عمار منسق عام التجمع في سورية.
  6. كلمة الجمهورية العراقية ألقاها الاستاذ مهند العقابية مدير عام مديرية الاعلام في هيئة الحشد وعضو هيئة الراي في الحشد الشعبي.
  7. كلمة الجمهورية اليمنية ألقاها سفير الجمهورية اليمنية في سورية سعادة الاخ علي عبد الله صبري.
  8. كلمة الجمهورية البوليفارية الفنزويلية ألقاها سعادة السفير غريغوريو غونزاليز غونزاليز.
  9. كلمة الجمهورية الكوبية ألقاها سعادة السفير خورخي ليون كروز بورفيريو.
  10. كلمة رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة سماحة الشيخ ماهر حمود.
  11. كلمة سماحة الشيخ غازي حنيني رئيس مجلس امناء تجمع علماء المسلمين.
  12. كلمة الساحات العربية ألقاها الدكتور جمال زهران أمين عام مساعد للتجمع ومنسق عام التجمع في مصر ورئيس الجمعية العربية للعلوم السياسية.
  13. كلمة امين عام جمعية الحقوقيين الدوليين الديمقراطيين المحامي الدولي دكتور يان فرمان.
  14. كلمة أحرار العالم البروفيسور تيم اندرسون أمين عام مساعد للتجمع ومنسق عام التجمع في أستراليا.
  15. كلمة امريكا اللاتينية القاها منسق التجمع في البرازيل د. كارلوس البرتو دو الميدا.
  16. كلمة جنوب أفريقيا القاها مبو ماسومولا منسق عام التجمع في جنوب أفريقيا أمين عام لجنة الأسرى والمعتقلين في نظام الفصل العنصري (الذي اسسها مانديلا).
  17. كلمة أفريقيا ألقاها رئيس المجلس الإسلامي الشيعي في غانا ومنسق عام التجمع الشيخ أبو بكر كمال الدين.
  18. كلمة الساحات الاسلامية ألقاها د. علي أكبر براتي مسؤول العلاقات العامة في مجمع العالمي للصحوة الاسلامية وأمين عام مساعد ومنسق عام التجمع في ايران.

 

قدم الجلسة الافتتاحية في المؤتمر،  الاكاديمي الدكتور حسن جوني، مسؤول اللجنة القانون الدولي في التجمع.

 

الجمعة 26 أيار 2023

 

  • جلسة حوارية أولى بعنوان: دور محور المقاومة وانتصار 25/ أيار/ 2000 في التحولات العالمية والاقليمية وملامح وسيناريوهات المستقبل.

 

  1. النائب السابق السيد عمار الموسوي -مسؤول العلاقات الدولية في حزب الله .

دور محور المقاومة وانتصار 25/ أيار/ 2000 في التحولات العالمية والاقليمية وملامح وسيناريوهات المستقبل.

  1. المغرب: د. ادريس الهاني. البعد الاستراتيجي والاستشرافي لانتصارات محور المقاومة.
  2. أستراليا: د. ايم آندرسون. “دور محور المقاومة وظهور النظام العالمي الجديد”.
  3. إسبانيا: د.فراس الشعراني. دور محور المقاومة وتحالفاته الدولية المناهضة للامبريالية في نشوء العالم المتعدد الاقطاب.
  4. فرنسا: الان كورفيز: محور المقاومة وبزوغ النظام العالمي الجديد المتعدد الاقطاب.
  5. مالي: الشيخ محمد باه. دور محور المقاومة وانتصاراته والتحولات العالمية
  6. البرازيل: الدكتور كارلوس ألبرتو دي ألميدا. دور صمود محور المقاومة والدول. أمريكا اللاتينية في ظهور النظام العالمي الجديد متعدد الأقطاب.

 

  • جلسة حوارية ثانية بعنوان:

الحرب والعدوان والعقوبات والحصار تتنافى مع الأديان والمواثيق والقوانين الدولية.

  1. الاب الياس زحلاوي مداخلة متلفزة على الشاشة من سورية
  2. إيران: د. علي أكبر باراتي. الحرب والعدوان والعقوبات والحصار تتنافى مع الأديان.
  3. لبنان: د. حسن جوني. المواثيق والقوانين الدولية أمام العدوان والحصار والعقوبات.
  4. فنزويلا: ايليو سيرجيو رودريكز جلفنستين. دراسة “أزمة الدولة الصهيونية المحتومة المروج للحرب والعدوان”.
  5. صربيا: دراجانا تريفكوفيتش. العقوبات كأداة غربية للضغط السياسي والاقتصادي على الدول ذات السيادة.
  6. جنوب أفريقيا: الشيخ محمد شعيب بولي.
  7. روسيا: د. علي خمود. الحرب والعدوان والعقوبات تتنافى مع المواثيق والقوانين الدولية دور روسيا الاتحادية في هذا التصدي.
  8. العراق: الشيخ الدكتور يوسف الناصري. الحرب والعدوان والعقوبات والحصار تتنافى مع الاديان والمواثيق والقوانين الدولية.
  9. كولومبيا: ماريا فرناندا باريتو. القدر الواضح والصهيونية ضد أمريكا الخاصة بنا(امربكا اللاتينية)

10.غينيا كوناكري: د. شيخ محمد حافظي جالو كسر الحصار وإنهاء العقوبات مهمة راهنة لمحور المقاومة.

 

  • جلسة حوارية ثالثة والرابعة بعنوان:

– كسر الحصار وانهاء العقوبات مهمة راهنة لمحور المقاومة وشعوب العالم الحرة.

– إسقاط التطبيع ودعم الانتفاضة في فلسطين واجب على الجميع.

  1. كوبا: تجربة كوبا في الحصار. الدكتور خوسيه إرنستو نوفايز غيريرو.

2.غامبيا: كلمة عليو نجاي: كسر الحصار وإنهاء العقوبات.

  1. بلجيكا: د. رودولف القارح “كسر الحصار” ودعم فلسطين.
  2. كينيا: محمد الحاج يوسف. اسقاط التطبيع.
  3. الأرجنتين: ليساندرو بروسكو. كسر الحصار وإنهاء العقوبات مهمة جارية لمحور المقاومة وشعوب العالم الحرة.
  4. الولايات المتحدة الأمريكية جوديث بيلو. “العقوبات: كرة الهدم في الاقتصاد العالمي”.
  5. نيجيرية: الشيخ القاسيوني كبارا الحسني. إسقاط التطبيع وإسناد الانتفاضة في فلسطين واجب على الجميع.
  6. الجزائر: د. مولاي بومجوط. دور دول الممانعة الافريقية في التصدي لمشروع التطبيع مع الكيان الصهيوني في افريقيا الجزائر وجنوب أفريقيا نموذجا.
  7. سيراليون: الشيخ ابراهيم باه.

10.السنغال: الشيخ محمد يانغ.

  1. ساحل العاج: الشيخ عمر سوادوغو.
  2. جزر القمر: عبد الرزاق رسلان.

 

السبت 27 أيار 2023.

 

رحلة نضالية إلى معلم مليتا السياحي، وبوابة فاطمة، ثم إلى مارون الراس وصولًا إلى وادي الحجير في الجنوب اللبناني

 

الأحد 28 أيار 2023

 

مؤتمر الصحفي وإعلان البيان الختامي للمؤتمر

بعد اقرار البيان الختامي، توجّه المؤتمرون الى روضة شهداء المقاومة في الضاحية الجنوبية لمدينة بيروت حيث ألقى أمين عام التجمع الدكتور يحيى غدار كلمة وفاءً لروح شهداء المقاومة الاسلامية في حزب الله وشهداء محور المقاومة  ووضع إكليل على ضريح الشهداء.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

         التقرير السياسي الاستراتيجي

 

كما ناقش المؤتمر التقرير السياسي الاستراتيجي وأخذ بالملاحظات وبمداخلات السادة المشاركون وأقر بالإجماع  تحت عنوان:

عالم جديد يولد

محور المقاومة قابلة التوليد

العالم والإقليم في زمن التحولات الفرط الاستراتيجية

 

المقدمة:

 

أقرّ المؤتمر الأول للتجمع العالمي لدعم خيار المقاومة المنعقد عبر الزوم سنة 2021 الوثيقة الاستراتيجية التي ضبطنا فيها التحولات الكبرى التي جرت في العقود الأخيرة وما تختزنه الأحداث والتطورات من تحولات نوعية في جميع أوجه وفروع الحياة البشرية على وجه الكوكب.

عالجت الوثيقة التحولات والاحداث والتطورات وما بلغته البشرية من تحديث وعصرنة وتقدم علمي وانتاجي وتنوع في وسائل الانتاج والتوزيع ورصدت مفاعيل الثورة التقنية الرابعة والشبكات والذكاء الاصطناعي وجائحة كورونا وما تركته من اثار هيكلية في الاقتصاد وفروعه وفي انماط الحياة البشرية وتفاعلاتها.

وقد أعدت الوثيقة الاستراتيجية بمنهجيات علمية واقعية ورصدت الأحداث والمتغيرات في ازمنتها وفي معطياتها وقرأت في تفاعل عناصرها واستخلصت سيناريوهات المستقبل والتحولات ومساراتها وقد جاءت الأحداث مصادقة على الكثير منها.

في تقريرنا السياسي الاستراتيجي هذا الذي ناقشه واقره مؤتمرنا الثاني للتجمع بصفته العالمية والحادي عشر منذ التأسيس الذي نبني فيه على الوثيقة الاستراتيجية ونعتمد ذات الروحية والمنهجية ونسعى لضبط التحولات ورصدها بواقعية شديدة وبمنهجية علمية. وسعينا معا لقراءة سيناريوهات المستقبل وتطوراته، سعيا منا لتعظيم الجهد والمكانة وتطوير أداء ودور التجمع في نضالاته ومكانته كمنبر عالمي لكل المستضعفين المقاومين في الأرض ولأحرار العالم بوجه هيمنة الاستكبار الامبريالي الصهيو-اميركي المتوحش فقد حسم المؤتمرون وأكدوا على أن القائد الفاعل هو من يعرف الجاري اليوم وما سيكون غدا ويسعى ليكون الغد في صالحه فالمستقبل إن لم يكن في مطال يدنا فهو بالضرورة في نطاق رؤيتنا فما صنعناه أمس ونصنعه اليوم هو المستقبل.

 

❖  الحياة البشرية في زمن التحولات فرط الاستراتيجية 

عالم جديد وعصر حضاري ثالث للبشرية يولد أم نظام عالمي جديد:

 

العالم القديم الأنجلوسكسوني– المنظومة الرأسمالية في مرحلتها الأكثر تعسفاً في حقبة الليبرالية المتوحشة شاخ ويلفظ انفاسه، وقد تولى محور المقاومة بدوله وفصائله وشعوب الامتين العربية والاسلامية الدور والمكانة الابرز والأكثر قدرة على استنزاف العالم العدواني بقيادة أمريكا. وقد تخصصت المنطقة العربية والاسلامية بفعل المقاومة والمواجهة منفردة بعد ان هيمنت الولايات المتحدة وفرضت نموذجها وقيمها وانماطها وتسببت بالكوارث على الانسانية جمعاء وغزت الدول ودمرتها ونهبت الثروات والعقول.

طالت حقبة المخاض وكلفت العرب والمسلمين وشعوب أمريكا اللاتينية والكاريبي وإفريقيا واسيا ملايين القتلى والجرحى والمشردين واللاجئين وتسببت بالإفقار الشديد والمتعسف لمليارات البشر، نتيجة للمحاولات العدوانية اليائسة لفرض قرن الولايات المتحدة الأنجلوسكسوني.

تأسس العالم العدواني الرأسمالي المتوحش الغربي وبزغت شمسه في معاهدة وستفاليا عام 1648 ميلادية التي ختمت بموجبها حقبة طويلة من الحروب الدينية التي دامت قرن وثلاثين سنة أبيدت بموجبها شعوب وامم ودمر الكثير من العمران.  

اعتبرت معاهدة وستفاليا التي ورثت معاهدة قادش 1268 قبل الميلاد وحدثتها بما يطابق حاجات الأزمنة وما بلغته الحضارة الانسانية وتراكم وعي ومعارف وتجارب البشر وما وصلوا اليه من اختراعات ووسائل انتاج واليات توزيع.

مثلت وستفاليا فاتحة العصر الحضاري الثاني للبشرية فأرست قواعد وقوانين ضابطة للعلاقات بين الدول والامم والقارات واسست لإنشاء منظومات وهيئات اقليمية ودولية ومعاهدات وشرائع، مازالت الحاكمة حتى اللحظة.

واليوم نشهد تخلف وتقادم تلك القوانين والقواعد الناظمة والمؤسسات العالمية والمعولمة” المتأمركة” بعد ان اغتصبتها الولايات المتحدة وتعجرفت وتصرفت انها الحاكم المطلق للبشرية ونشرت المآسي والمجاعات والحروب والفتن، واشاعت قيم الاغتصاب، والاستهلاك المفرط والاشتغال بالعوالم الافتراضية والعقائد الذهنية بدل الاشتغال بالواقع المعاش ومجرياته لمواجهة التسلط والعدوان والاحتلالات.

ما هو محقق وجار في مختلف أوجه وميادين الحياة، وفي توازنات القوى العالمية والاقليمية والمحلية، حقائق وتطورات تنبئنا بنهاية عصر، وبالحاجة الى عصر انساني جديد بقيمه وقواعده وقوانينه الناظمة، والا فالبشر والحياة البشرية مهددة بالاندثار، بفعل الحروب العدوانية واحتمالات تحولها الى نووية وبسبب مخاطر هيمنة اجهزة الذكاء الاصطناعي و بفعل الاعتداء السافر وغير العقلاني على الطبيعة وثرواتها وفي محاولات التأثير على انتظام قوانينها، وبالسعي الى تسليع البشر وإسقاط قيمهم وتجاوز طبيعتهم الفيزيولوجية وتحويلهم الى حقول اختبار للشركات واصحاب المال والنفوذ.

 

سنوات وأيام ثمينة أحداثها وتطوراتها المنذرة بتحولات فرط استراتيجية؛

جرت في الأشهر والسنوات الأخيرة التي أعقبت انعقاد المؤتمر الأول للتجمع أحداث وتطورات مؤسسة لمسارات ما فوق استراتيجية وتاريخية منها:

 

1-المصالحة السعودية الإيرانية برعاية صينية روسية وبإعلان من بكين.

هذا التطور له دلالات وأهمية فائقة بكل ابعاده، فقد خرجت إيران ومحور المقاومة بانتصارات ساحقة، برغم 45 سنة من الحصار والحروب والتآمر والتحالفات العدوانية التي استهدفتها من ساعة انتصار ثورتها الاسلامية المجيدة وشكلت السعودية وتحالفاتها الحلقة المحورية في تمويل الحروب والحصارات واشعال الساحات والجبهات واذكائها بالفتن السنية الشيعية.

فالمصالحة تعني انتصار محور المقاومة، وافلاس التحالفات التي استهدفته. وتؤدي الى تبريد المسارح والساحات الملتهبة وتنهي أوهام اشغال الامة بحرب سنية شيعية تأكل الاخضر واليابس وتعني حكما ابتعاد تدريجي للسعودية وحلفها عن مشروع الولايات المتحدة الاطلسي الكيان الاحتلال الاسرائيليي بعد ان استنفذت اموالها ووسائلها وفشلت في حروبها واكتشفت ان الولايات المتحدة وكيان الاحتلال الاسرائيلي لا يتحالفون مع أحد ولا يدافعون أو يحمون الحلفاء انما يورطون وينهبون ويتاجرون.

المصالحة الاسلامية-الاسلامية تنهي نصف قرن من الحروب والتآكل وتأمين الغرب على حساب أمم وشعوب الإقليم وتالياً توفر فرص للتفاهمات والتفاعلات وتمكين الامم من السيادة على الثروات والجغرافية وتوفر شروط التعاون لإنشاء اقليم حاكم في مسارات وسيناريوهات المستقبل وفي توليد العالم الجديد المحكوم بان يكون ببصمات وسمات عربية اسلامية وأسيوية.

 

 

  • المصالحات العربية -العربية؛

وهذه ايضا تمثل مؤشرات على دنو تحولات عاصفة وفرط استراتيجية فمنذ نهاية الحرب العالمية الأولى وتقسيم العرب وانشاء الكيان الغاصب والمؤقت وتصنيع دول وجغرافية ونظم سايكس بيكو القاصرة.

انشغل العرب بصراعاتهم وبالاستجارة بالغرب لحماية النظم القاصرة والمتخلفة ولحماية الأسر والنخب والاقليات التي فوضها الغرب الاستعماري بإدارة الكيانات المصنعة، وامن تحالفها مع الولايات المتحدة وبدورها تكفلت بتأمين كيان الاحتلال الاسرائيلي وموّلت الحروب العربية-العربية وزجت بفتوة العرب بحروب ضد الاتحاد السوفيتي وحركات التحرر العالمي في أمريكا اللاتينية وإفريقيا واسيا، بقيادة اجهزة استخبارات الولايات المتحدة والأوروبية، وبددت الاموال والثروات لتعظيم الصناعات العسكرية والمالية للولايات المتحدة، وتمويل حروبها ومغامراتها، وانشغل العرب عن تامين انفسهم وانتزاع حقوقهم وسيادتهم السياسية والجغرافية وحماية ثرواتهم.

شهد العقدين الاخيرين خطر وأبشع الحروب فقد غزت الولايات المتحدة افغانستان والعراق وليبيا وحاولت في لبنان واليمن وكانت نظم واسر عربية شركاء وممولين لتلك الغزوات ولعبت الجامعة العربية دورا محوريا في التآمر على فلسطين وقضيتها وعلى ليبيا واستدعاء الاطلسي لغزوها وكذلك في سورية والعراق واليمن وجمدت عضوية سورية فيها، المؤسس وقلب العروبة النابض.

 وبعد ما يقارب القرن يعود العرب الى رشدهم ويتصالحون ويصالحون سورية وهي على تحالفاتها وقيمها ومواقفها والتزاماته وفي زمن الانتصارات مع محورها المقاوم والصاعد وهذا بحسب كل القراءات يمثل نضج الظروف الموضوعية لتحولات هائلة الاهمية تؤسس لإمكانية ان يستعيد العرب مشروعهم الوطني التحرري ويقومون بعصرنته، وبالتفاعل مع إيران وامم الاقليم قادرون على تشكيل اقليم عظيم كلاعب محوري في صياغة العالم الجديد وقواعده ونظمه وفرض قيمه المترسخة في الثقافة والاديان السماوية وأنماط الحياة والعيش الأكثر انسانية واجتماعية.

في سياق التحولات الكبرى ان تتصدر الصين لدور مبادر وهجومي ورعايتها المصالحة الاسلامية-الاسلامية

 فالحدث كبير جدا غير مسبوق في تاريخ البشرية وتاريخ اسيا والصين كونها المرة الأولى التي تخرج فيها الصين من دفاعيتها واقليميتها وسلبيتها التي طبعتها تاريخيا واحتمت بجدارها العظيم. فالتحول الصيني من الدفاعية الى الهجومية والمبادرة وفي الشرق العربي والاسلامي وبين إيران والسعودية يمثل حجر زاوية في التحولات الجارية ودلالاتها على بناء مستقبل جديد للبشرية وفي طبائع وحاجات وانماط العالم الجديد، ونظامه، وقوانينه، وقواعده.

بين الصين وشعوب اسيا والعرب والمسلمين ثقافات وقيم مشتركة وتجاور تاريخي مثمر، والنموذج الاقتصادي والقيمي الصيني الاسيوي لا يضمر العدوان والاشتباك والاحتلال والاستعمار ونهب خيرات وثروات الشعوب بالقدر الذي يرسي علاقات التفاعل والتشبيك والتبادلات النفعية وتعزيز القيم الانسانية المشتركة. 

صعود الصين وتحولها كلاعب محوري في العرب والمسلمين وفي قلب العالم وثروات النفط والغاز يسرع من تحرر العرب والمسلمين من الهيمنة الغربية الاطلسية ويؤمن لهم وللأمم بديلا عن الغرب وعدوانيته.  كما يسرع من انحسار ورحيل الولايات المتحدة والاطلسي وقواعدهم ونفوذهم وانهيار تحالفاتهم العدوانية ويؤمن ويسهم بتبريد الساحات المتفجرة ومسارح الحروب السابقة.

 

  • روسيا في خلفية المشهد

قد كان لعاصفة السوخوي اعتباراً من ٣٠ ايلول ٢٠١٥ في سورية دور محوري في اسناد محور المقاومة لحماية سورية كما شكلت سورية منصة استعادة روسيا لمكانتها كدولة قطبية عالمية من الطراز الأول. ولم يكن لروسيا هذه الجرأة والهجومية والاستعداد لتحمل كلفة التدخل في سورية لولا تفاهمات عميقة وخطط استراتيجية إيرانية روسية صينية، وتكافل محكم لتسريع انحسار هيمنة الولايات المتحدة على العالم ومن بوابة الاقليم والتساند مع محور المقاومة الصانع للانتصارات والمتغيرات الاستراتيجية في موازين القوى العالمية والاقليمية. 

لولا الدور المحوري لمحور المقاومة في مقاومة واستنزاف الغرب والعالم الأنجلوسكسوني لقرن وخاصة في السبعين سنة المنصرمة وفي العقود الخمسة الاخيرة التي تركزت الحروب العاصفة والكبرى والمغيرة في الاحوال في بر وساحل الشام وفي بلاد العرب والمسلمين لما توفرت للصين ولروسيا فرص النهوض والتقدم والشروع في اطلاق المشروع الأوراسي الذي بات اللاعب المحوري عالميا والمنافس الندي للهيمنة الغربية والمتشكل بمنظماته وتعاملاته وقيمه المؤشرات القاطعة على ولادة النظام العالمي الجديد، وقد ارست شنغهاي والبريكس كمنظمات عالمية واقليمية قواعد وقوانين ناظمه للعلاقات بديلا عما انشأته وستفاليا وتحولات النظام العالمي الواقع تحت هيمنة الغرب الأنجلوسكسوني .

 

4-هزيمة الولايات المتحدة المذلة في افغانستان

 شكلت أهم العلامات الدالة على تراجع وانحسار هيمنة الولايات المتحدة في العرب والمسلمين ووسط اسيا، وشكلت الهزيمة المذلة درسا قاسيا لحلفاء الولايات المتحدة خاصة السعودية والخليج وفي إفريقيا. أيقن الجميع ان الولايات المتحدة لا تسأل ولا تهتم لأمر حلفائها ما حفز وعزز التوجهات السعودية والتركية والمصرية والخليجية الى الشرق والتشبيك مع أوراسيا وتعزيز التبادلات الاقتصادية والعسكرية والسعي للدخول الى شنغهاي والبريكس والتحول عن التعاملات بدولار الولايات المتحدة لصالح اليوان والروبل والعملات الوطنية، التي تمثل آخر الحروب لإسقاط هيمنة الولايات المتحدة وكسر اخر واخطر اذرعها المالية والاقتصادية بعد ان كسرت القبضة العسكرية وهزمت الغزوات  في فلسطين ولبنان وسورية والعراق وأفغانستان واليمن، وتهزم في أوكرانيا وحربها الجارية  والاشبه بالعملية القيصرية لتوليد العالم الجديد.

 

5– شهد الصراع العربي الصهيوني تطورات وتحولات أكثر من نوعية وهامة

 فقد شكلت انتفاضة القدس وحي الشيخ جراح 2021 وما فرضته من جولة سيف القدس أكدت وأظهرت الكثير من الوقائع والحقائق التي اعادت صياغة القضية الفلسطينية وعناصر الصراع وقررت مساراته الحكمية، فربطت الساحات وجزمت بان القضية الفلسطينية قضية حق وطني لشعب مقاوم ابدا وقضية قومية لا تقبل التفريط والقسمة. كما هي قضية انسانية عالمية شكلت خط التماس العالمي بين الحق والباطل بين الاستعمار والعدوانية وحق الامم والشعوب بسيادتها وثرواتها واستقلالها، وتسببت في تسريع انحسار هيمنة الولايات المتحدة المتعجرفة في العالم والاقليم، وقررت ان عمر الكيان الصهيوني دخل في طور النفاذ وأيامه العادية باتت معدودة. كما وجهت صفعة قاتلة لمشاريع التسوية ووهم حل الدولتين والاتفاقات التفريطية كأوسلو ووادي عربة وكامب ديفيد، وصفعت جهود ومخططات التطبيع والتوطين والابراهيمية، واسقطت محاولات تحويل القضية الى مسائل لتجمعات متفرقة؛ كمحاولات توطين اللاجئين في بلاد الانتشار، وفصل غزة عن فلسطين وتحويل الضفة الى سلطة سجون ومعازل وتهويد القدس والتعامل مع اصحاب الارض والسيادة في فلسطين ال 48 كجالية ثانوية في دولة يهودية.

ثم كانت معركة وحدة الساحات 2022 التي كرست وحدة الشعب الفلسطيني والتفافه حول قضيته ومقاومته، وكرست الجهاد الاسلامي قوة محورية تقود المقاومة في فلسطين وكانت في رمضان المبارك هذه السنة جولة وحدة الجبهات التي شكلت حدثا نوعيا، جعل من انتفاضة الشعب الفلسطيني المسلحة في فلسطين التاريخية، الضفة واراضي ال 48 الخيار الوحيد للشعب في الكفاح المسلح والشعبي ولا سبيل له الا التحرير الكامل من البحر الى النهر.

تتجلى هذه الحقيقة بما هو جار من جولات مواجهة واشتباك جولة “ثأر الاحرار” وأعمال المقاومة البطولية والانتفاضات ما يرجح ان حرب تحرير فلسطين جارية على قدم وساق وستتحقق الاهداف والاماني في المستقبل القريب، والاحتمال الراجح ان تتخذ مسار كسب الحرب وانجاز التحرير بالجولات لا بالضربة القاضية، الا اذا أدت أزمات الكيان الصهيوني المؤقت الداخلية المتفجرة  والتي تهدده بالحرب الاهلية والانهيار الى المغامرات والاندفاع الى الحرب التي ستكون كبرى كما وعد بها سماحة السيد حسن نصرالله وقال جازما؛ انها ستكون حرب تحرير فلسطين التي انتظرناها واعددنا عدتنا ورجالنا لها.

على الضفة الاخرى تجزم المعطيات أن الكيان المؤقت دخل طور الشيخوخة وافتقاد وظائف الكيان واختلال بنيته، وتعصف به أزمة بنيوية تعبر عن نفسها في الانقسامات السياسية والصراعات العنصرية ومحاولات الانقلاب على نظامه وحجم المتعارضات بين القوى السياسية والكتل الاجتماعية وتتصاعد أزمة الكيان بقيادة نتنياهو مع ادارة بايدن، ومع الادارات الأوروبية بينما تتكثف ثقافة واعمال المقاطعة لكيان الاحتلال الاسرائيلي في النخب والمجتمعات الأوروبية والغربية وبين بعص يهود الولايات المتحدة أنفسهم.

على مسار آخر بينما تتصاعد قوة محور المقاومة ويزداد حلفائه حضورا ومكانة تنحسر وتتراجع قدرات الولايات المتحدة والاطلسي وتضربهما أزمات تشغلهم عن القتال لصالح كيان الاحتلال الاسرائيلي وتأمينها وتوفير شروط حمايتها.

 

وقد جاءت وقائع مونديال قطر لافته جدا ومؤشرا قويا على عودة القضية الفلسطينية قضية محورية في أولويات اهتمامات العرب والمسلمين ومثل التضامن مع اسود الاطلسي “فريق المغرب” دليلا على حقيقة الامة وثقافتها وحيويتها ومثل الفريق وتصرفات ابطاله وحملهم للعلم الفلسطيني ورفضهم التحدث الا بالعربية دليل اضافي.

فقد جاءت الوقائع والمعطيات بعكس ما أرادته الجهات التي نظمته في قطر وكلف ما يفيض عن مئتين وعشرين مليار دولار، فلم تنجح محاولات التطبيع الشعبي مع كيان الاحتلال الاسرائيلي، بل كان حجم معارضته كبيرا جداً. كما لم تنجح الجهات المنظمة في تحويله الى منتدى لتعميم الفواحش من بلد عربي مسلم، وفي ذات السياق أكد المؤشر العربي 2023 الذي استطلع 35 ألف من المواطنين العرب في غالبية الدول وكانت النتيجة أن أكثر من 80% يعتبرون أنفسهم عرباً وأنهم جزء من أمة عربية وأن الولايات المتحدة وكيان الاحتلال الاسرائيلي هم أعداء الامة وشعوبها.

 

6- العملية العسكرية الخاصة الروسية في أوكرانيا

 تحولت إلى حرب شاملة كأول حرب تتخذ هذا الطابع الشمولي، وتتجسد كعملية قيصرية لتوليد العالم الجديد من رحم القديم بعد ان طال المخاض واشتدت الآلام.

بعد سقوط الاتحاد السوفيتي استُهدفت روسيا بشدة واصبحت الهدف المحوري للولايات المتحدة وحلفها فإسقاطها وتفكيكها والاستيلاء على ثرواتها وجغرافيتها الواسعة والحاكمة تمثل الفرصة الوحيدة لتعويم العالم الأنجلوسكسوني وتأمينه لعقود.

اقتربت الولايات المتحدة وأدواتها كثيراً من تحقيق الهدف، وتملّصت من التزاماتها بتفكيك الاطلسي وانشات الدرع الصاروخية وتمدد حلفها الاطلسي الى حدود روسيا وفي قلبها نظمت جماعات ال ngos واستهدفت قيمها وثقافتها بصورة مكثفة واخترقت بنيتها الاقتصادية بالليبرالية والاستهلاكية الفاجرة، غير ان النخبة الروسية التي استعادت روسيا 2000 بشبه انقلاب جاءت ببوتن رئيساً. كانت تستعد للمواجهة والدفع بكل القدرات لإبعاد الاطلسي وأدوات الولايات المتحدة التي تستهدف روسيا من الخاصرة الأوكرانية وبعد ان ردت روسيا على اسقاط أوكرانيا بانقلاب 2014 بضم القرم وبعاصفة السوخوي في سورية. ونجحت في كسر محاولة اسقاط أذربيجان في حرب كره باخ وأفشلت مخطط الانقلاب في كازاخستان وافشلت محاولات الانقلاب في بيلا روسيا . أعدت عدتها واختبرت قوتها واسلحتها وانضجت تحالفاتها الاستراتيجية مع الصين وإيران ونشطت البريكس وشنغهاي، وأمنت نفسها اقتصادياً، فبدأت عمليتها العسكرية الخاصة في أوكرانيا.

وأعلنت أهدافها الواقعية وحصرتها؛ بتحرير المقاضطعات ذات الاغلبية الروسية من أوكرانيا خاصة الدونباس، والتخلص من النازيين الجدد، وتدمير البنية العسكرية لأوكرانيا لتحويلها دولة محايدة ومنعها من الانضمام للناتو. ولم يكن في حساب روسيا ان تتحول العملية العسكرية الخاصة الى حرب شاملة بادرت لها الولايات المتحدة والحلف الاطلسي وكانت قد أعدت خططها وبدأت فورا بتنفيذها وفرضت على روسيا القطيعة والعقوبات الصارمة والشاملة، ودمرت خط نقل الغاز ستريم 2 وفرضت على الاتحاد الأوروبي وحلفائها في اوكوس واسيا الانضباط بقرارات وعقوبات الولايات المتحدة تحت التهديد وقسرا، وبإمداد أوكرانيا بالرجال والسلاح والذخائر والاموال  واخضعت بذلك أوروبا وحولتها الى جمهوريات موز لتحقيق غايات الولايات المتحدة ، وفرضت على دول وشعوب أوروبا الغاز الولايات المتحدة بأربعة اضعاف الروسي كما افرغت المخازن والجيوش من الاسلحة والذخائر وحولتها لشراء اسلحة الولايات المتحدة. وجذبت الصناعات الأوروبية خاصة الالمانية وامنت انتقالها الى الولايات المتحدة في خطة لمحاولة اعادة تعويم اقتصاد الولايات المتحدة على حساب ما كان يحسب شريكا وحولت الولايات المتحدة أوروبا وحلفائها تحت أزماتها وبذريعة اسناد أوكرانيا الى مستعمرات لا حلفاء شركاء.

حققت روسيا أكثر من 80% من اهدافها المعلنة وضمت المقاطعات الاربع ودمرت الدولة والبنى التحتية المدنية والعسكرية لأوكرانيا واستنزفت الاطلسي وكشفت اهداف الولايات المتحدة بإزاء أوروبا وحلفائها. كما نجت من الأزمات وتحولت في تبادلاتها الاقتصادية الى الصين والهند وإيران وإفريقيا وعوضت عن الاسواق الغربية وبدأت خطة تطوير صناعاتها للحلول محل الشركات التابعة للولايات المتحدة وأوروبا التي غادرت روسيا، وشرعت مع الصين وإيران وشنغهاي والبريكس في تكريس التبادلات بالعملات الوطنية وبتعظيم مكانة ودور اليوان الصيني كعملة تبادلية دولية بديلة للدولار. كما استبدلت منظومات السويفت الغربية التي تهيمن عليها الولايات المتحدة وحلفها.

الحرب في أوكرانيا بتحولها الى الحرب الشاملة، تشكلت لحظة مفصلية وحدث فرط استراتيجي توفر اليات وشروط ولادة العالم الجديد الذي أفصح عنه بوتين والرئيس الصيني بوضوح وبتخطي لهدف انتاج نظام عالمي جديد والفارق جوهري بين عالم جديد ونظام عالمي جديد.

لم يكن لروسيا والصين ان تتحقق فرصهما بالتحول بأوراسيا وتحالفاتها الى القوة القطبية المولدة للعالم الجديد لو لم تهزم الولايات المتحدة والاطلسي والاحلاف العدوانية في الحروب والمعارك التي جرت مع محور المقاومة وخرج منها المحور بانتصارات وتكريس دوره قوة فاعلة وازنه في تقرير مسارات التحولات في الاقليم والعالم.

 

7– الصين من الكمون الى المبادرة والهجومية، تطور خطير وهام وتاريخي؛

منذ 2014 بعد ان أيقنت روسيا ان الدفاع عن موسكو يكون في سورية والشرق العربي والاسلامي وأدركت الصين أن حماية مكانتها الاقتصادية وتعظيم دورها يستحيل دون التحول الى الهجومية والمبادرة.  فبدأت الصين بالتفاهم مع روسيا التمرد والتحول الى الهجومية فأعلنت مشروعها الاستراتيجي الطريق والحزام، وجال الرئيس الصيني في الاقليم وعواصمه وعززت الصين علاقتها التجارية والاقتصادية مع إيران والسعودية ومصر وإفريقيا، وحزمت امرها بضرورة ووجوب التحرر من الهيمنة الاقتصادية لأسواق الولايات المتحدة وللدولار. ثم سارعت خطواتها في تعزيز العلاقات وتنشيط الدبلوماسية الصينية، وركزت على تحديث الجيش الصيني والتزم الرئيس الصيني في خطاب ولايته الثالثة ببناء جيش عالمي فولاذي. وامتلكت أكبر وأحدث اسطول عالمي ب٧٧٧ قطعة بحريه بينها أحدث حاملات الطائرات وتقدمت نوعياً في صناعات ال High Tech والرقائق والاسلحة الفرط صوتيه بما في ذلك القطع البحرية والصواريخ وطائرات الجيل السادس. وأقدمت بجرأة على رعاية المصالحة الإيرانية السعودية، وأطلقت بيان المصالحة من بكين وفي يوم تنصيب الرئيس للولاية الثالثة وجرت المفأوضات والاعلان دون استخدام اللغة الانكليزية وهذه بذاتها دلالة نوعية.

الصين في انتقالها من الكمون والدفاعية الى الهجومية ومن بوابة العرب والمسلمين ثم من بوابة حرب أوكرانيا وتقديمها مشروعا لوقف الحرب بشرط إخضاع الولايات المتحدة والاطلسي للواقع الجديد، وتكريس واقع تعدد القوى الاقليمية والعالمية، وفرض القبول على الاطلسي بالهزيمة وبالاعتراف بالقوى والكتل الصاعدة، يكمل ما بدأه محور المقاومة وما أتمته روسيا في الحرب الأوكرانية ويأتي دور الصين في الحصاد كدولة عالمية قطبية هجومية ومتمكنة الامر الذي لم يحصل في التاريخ ومراحله السابقة.

 

8أمريكا اللاتينية تنتصر؛

ما كان يجري من حروب ومواجهات مع محور المقاومة ودوله وتقدم الصين وجرأة روسيا على الشروع بعمليتها العسكرية الخاصة في أوكرانيا لم تكن منقطعة عما يجري في أمريكا اللاتينية والكاريبي، التي بدورها انتزعت شعوبها انتصارات متممه ومكملة وتزيد في نضج الشروط لهزيمة وانحسار مشروع الولايات المتحدة الانغلوسكسوني. فانتصرت فنزويلا واسقطت مؤامرة الولايات المتحدة واضطرت الادارة في الولايات المتحدة على مفاوضة السلطة الثورية في فنزويلا وتخفيف الحصار عنها، والسماح لشركات النفط بالتعامل معها. وكانت البواخر الإيرانية قد عبرت الاطلسي ورست في موانئ فنزويلا تكريساً وتأكيداً لحقيقة وحدة المسارات والتحالف العالمي المقاوم. وأنهت فنزويلا ظاهرة التمرد التي تبنتها وحمتها أمريكا. وبذلك يمثل انتصار فنزويلا وقيادتها الثورية حدث هام ونوعي يتساند ويتغذى من ومع الانتصارات التي تحققت في الاقليم، وصعود أوراسيا وتثبيت حقيقة أن المسارات المستقبلية كلها وكيفما سارت ليست في صالح الولايات المتحدة وهيمنتها وتستعجل سقوط العالم الأنغلوسكسوني.

الى جانب فنزويلا الثورة الصامدة والصابرة وشريك محور المقاومة، نجحت كوبا باحتواء أزماتها والحصار الظالم والعقوبات العدوانية، وأسقطت محولات ارباكها بالثورة الملونة بيسر وبسرعة وتمكنت وترسخت الثورة وقيمها، وظفرت بوليفيا الثورة باستعادة السلطة وإلحاق الهزيمة بالليبراليين من عملاء أمريكا.

والى جانب نصر كوبا وفنزويلا وبوليفيا، تمكنت الثورة الساندينية في نيكارغوا ولم ترتهب أو تخضع للضغوط والإملاءات وانشأت علاقات نوعية وعسكرية مع روسيا.

كما حدث نصر زلزالي في البرازيل ذات الاهمية والثقل الاقتصادي والاجتماعي والدولة الشريك والمحوري في البريكس والتي تحتل المرتبة السادسة في الاقتصاد العالمي. فحسمت نتائج الانتخابات بعودة القائد التقدمي لولا رئيسا لولاية جديدة، وعودته بمثابة انتصار نوعي بعد أن اختبر البرازيليون خطورة سلطات الردة المتأمركة.

وهكذا تحسم التطورات والتجارب الكثير من المعطيات الاستراتيجية في أهمها أن التجربة العميقة لحزب العمال والقائد لولا تدفعه الى الحسم والتعامل بجزم وجذرية مع الولايات المتحدة واجهزتها وادواتها واختراقاتها في الدولة والبنية الاقتصادية والاجتماعية للبرازيل. ومن أولى الخطوات المتوقعة تعزيز البريكس وتسريع القطيعة مع الغرب واقتصاده، وانشاء بنك التنمية للبريكس واستصدار عملة موحدة وعالمية بديلا عن الدولار وبديلا عن سويفت الولايات المتحدة وبدأت البرازيل من فورها بالتشاور مع الارجنتين لمناقشة مشروع توحيد العملة والتحرر من الدولار بالرغم من أن الاوليغارشية المالية الارجنتينية تحت هيمنة صندوق النقد الدولي والذي تتحكم به وبالاقتصاد الأرجنتيني المؤسسات الصهيونية التي ستحاول وضع العراقيل لمنع ذلك التطور.

تحولات أمريكا اللاتينية والكاريبي لا تقل أهمية عما هو جار في العرب والمسلمين من مصالحات وتحولات ومن تحول الصين الى لاعب هجومي وصعود أوراسيا على جناحيها الصيني الروسي وبالشراكة مع إيران كممثل لمحور المقاومة.

 

 -9إفريقيا تتحول أيضا؛

أكدت المعطيات تمرد سبعة دول افريقية على الهيمنة الأوروبية، الاطلسية، وسعت الى التخلص من التبعية للغرب، مثالها الجاري في مالي وبوركينا فاسو من سعي جاد وعملي للتحرر من السيطرة الاوروبية. ولم تنجح جهود الولايات المتحدة والجهود الفرنسية في فرملة الاندفاعة الروسية والصينية لنسج علاقات نفعية مع البلدان الافريقية، بديلا لعلاقات التبعية والنهب الذي مارسه الغرب لثروات وسيادة الدول الافريقية. وتأتي هذه التغيرات في إفريقيا منسجمة مع التحولات العالمية والإقليمية التي تؤشر الى تراجع الهيمنة الغربية وتصاعد ظاهرات التمرد عليها في مختلف القارات. وقد بدأ يتوفر بديلا عن الهيمنة الاحادية للأطلسي بصعود أوراسيا والبريكس فجنوب إفريقيا ايضاُ دولة محورية وازنه ومؤسسة ركنية للبريكس.

 

 

  • تركيا وباكستان؛

تعيش الدولتين ذات الاهمية الاستثنائية في موقعهما وثرواتهما وعددهما السكاني حقبة من الارتباك، وقد تضربها الفوضى. فمن جهة ترتبط بالحلف الاطلسي بروابط متينة وبمبادلاتها التجارية والاقتصادية، والعسكرية، وقد حققت الولايات المتحدة وحلفها خروقات نوعية في بنية جيوشها ودولها العميقة وبناها الاجتماعية والثقافية، ما يزيد من التعقيدات، وربما يؤدي الى تصاعد الأزمات فيها مع تراكم الاختلالات في توازن القوى العالمي والاقليمي لصالح أوراسيا ومحور المقاومة وعلى حساب النفوذ والهيمنة العسكرية والاقتصادية التابعة للولايات المتحدة والاطلسي. بينما ولاء النخب في تلك الدول مازال للولايات المتحدة والاطلسي، وغالبا ستلعب الأزمات الاقتصادية المحلية وتأثيرات الأزمة الجارفة التي يتوقعها الخبراء للاقتصادين في الولايات المتحدة وأوروبا دوراً في تسريع تفاقم أزمات الدولتين، وتشغلهما الاضطرابات المتولدة عن الأزمات عن لعب دور محوري في حقبة الإقليمية الجديدة البازغة في مؤسسات وتشكيلات ولادة العالم الجديد، وقد جاءت نتائج الانتخابات التركية وما اكدته من حدة الاستقطابات الاثنية والقومية والدينية والصراع بين الاوربة والاسيوية، والديني والعلماني وتراجع سعر العملة لوطنية مؤشرات وادلة على ما باتت عليه تركيا من ازمات هيكلية وبنيوية لا مفر من تصاعدها وتعزيز احتمالات ذهاب تركيا الى الفوضى وفقدانها لدورها الذي سعت اليه في العقود الاخيرة.

 

  • الولايات المتحدة – الأطلسي – العالم الأنجلوسكسوني في حقبة الانحسار والأزمات؛

 

  • الولايات المتحدة:

تشققات المجتمع في الولايات المتحدة وانقساماته الاجتماعية والسياسية والاثنية العامودية والافقية العميقة لا تخفى على أحد، وكلما اقتربت الانتخابات الرئاسية كلما زادت مناسيب الأزمات واتسعت التشققات، يعززها أزمة اقتصادية بنيوية غير مسبوقة، تتظافر فيها أزمتين كلما اجتمعتا معا تؤدي بالضرورة الى انفجارات كارثية. فاقتصاد الولايات المتحدة تضربه أزمة التضخم المفرط ومهدد بالكسد المفرط. وتزداد علامات ومؤشرات الأزمات فيما يعيشه القطاع المصرفي والمالي في الولايات المتحدة حيث بدأت موجة إفلاس للمصارف خاصة الكبيرة والمتوسطة وكشفت التقارير عن ٧٢٢ مصرفا في الولايات المتحدة بدأ يعاني. وقد خسرت هذه المصارف أكثر من خمسين بالمائة من ودائعها بينما يلوذ المودعين بشراء الذهب والمعادن والاسهم والعملات المشفرة والرقمية، التي بدورها تعيش حالة اضطراب حادة وقد خسرت شركات ال High Tech، والتواصلية والعالم الافتراضي والعملات المشفرة أكثر من ٧،٥ ترليون دولار خلال السنة المنصرمة كما خسرت البورصات والاغنياء تريليونات الدولارات.

غالبية الخبراء ومؤسسات التصنيف والخبرة، وخبراء صندوق النقد والبنك الدولي يحذرون من انهيار دراماتيكي للنظام الاقتصادي الرأسمالي بنسخته الأنجلوسكسونية بعد ان هيمنت عليه الولايات المتحدة وسوقته وفرضته قسراً على الامم والشعوب بناتج هيمنتها السياسية والعسكرية والمالية. فكل الرياح تجري بغير ما تشتهيه سفن الولايات المتحدة ، فالهزائم العسكرية وانحسار هيمنة الولايات المتحدة وصعود أقطاب إقليميه وعالمية، وصعود تكتلات دولية اقتصادية، وتسريع عمليات التخلص من الدولار كعملة عالمية مهيمنة وعملة التبادلات والادخار. ما قد يسرّع من الانهيار الاقتصادي والمالي للنموذج الذي ساد وحكم العالم واحكم قبضته بعد سقوط الاتحاد السوفيتي، واستنفد كل وأي فرصة أو قدرة على ترميم أزماته أو تجديد واصلاح في النظام الذي استنفذ كل الفرص وتأكل ودنى زمن رحيله.

ليست تحولات إقليم العرب والمسلمين وتمرده على هيمنة الولايات المتحدة، المؤشر اليتيم على تراجع نفوذ الولايات المتحدة وتسارع الانحسار، بل شكلت الحرب الأوكرانية، وتفاعلاتها وما كشفته من تراجع نفوذ وقدرة الولايات المتحدة على فرض قوانينها واجراءاتها وقراراتها بشأن العقوبات والحصار على روسيا، والتي لم يستجب لها سوى بضعة دول أصبحت اشبه بمستعمرات الولايات المتحدة لا يتجاوز عددها الثلاثين. على عكس ما كانت تستطيع القيام به الولايات المتحدة بإلزام دول العالم بأغلبيتها الساحقة بقراراتها إثر اعلان الحرب العالمية على الارهاب بعد عملية ١١ ايلول ٢٠٠١.  وبالمقارنة مع ما كانت عليه الولايات المتحدة من قدرة على تشغيل مجلس الامن والامم المتحدة والمنظمات الاممية والمحاكم الدولية والتحالفات والاسواق العالمية والإقليمية تحت إمرتها، وما باتت عليه تؤشر بوضوح قاطع الى مسارات انهيار الولايات المتحدة وصعود أوراسيا والإقليمية الجديدة والمنظمات والاسواق والتكتلات البديلة الجاري أنشائها وتطويرها. 

لما تقدم، وللكثير من الاسباب والتحولات اصبحت الولايات المتحدة المتأزمة أكثر فردانية وعدوانية حتى بإزاء حلفائها، وباتت تعاملهم كمستعمرات وكجمهوريات موز تفرض عليها قراراتها ومصالحها عنوة وقسراً. وأكبر الامثلة تعاملها مع الاتحاد الأوروبي، ومع بريطانيا التي سلختها عن الاتحاد الأوروبي لاستخدامها في الحرب الأوكرانية وفي محاولات لإنشاء تحالفات في اسيا والباسفيك كتحالف أوكوس

 ومن الملاحظ ان الولايات المتحدة تبذل جهود نوعية لاستبدال الاتحاد الأوروبي والاطلسي العجوز والمحتمل تمرده على املاءات الولايات المتحدة بإنشاء تحالف من الدول الأوروبية الشرقية الاشتراكية السابقة لسهولة السيطرة عليها وتوظيفها في حروب ومخططات الولايات المتحدة كما يجري مع زيلينسكي والنخبة الأوكرانية.

 

  • الاتحاد الأوروبي الهرم والمتأزم يتحرر من الولايات المتحدة أم ينفجر؛ 

أزمات الاتحاد الأوربي كثيرة وعميقة ومتنوعة. ليس خروج بريطانيا منه الأزمة الوحيدة والدليل الوحيد لما يعانيه الاتحاد من أزمات. وقد أضافت أزمة الحرب الأوكرانية وعجرفة الولايات المتحدة باستعباد الاتحاد ونخبته ودوله وتشغيله بالوكالة، واستهداف دوله المحورية وبنيته الاقتصادية وإلزامه بالقطيعة مع روسيا واستنفاذ مخازنه من السلاح والذخائر، لإعادة شحنها من الصناعات في الولايات المتحدة وعلى حساب الصناعات العسكرية والتقنية الأوروبية، التي باتت عاجزة عن المنافسة وتحمل التكاليف جراء ارتفاع أسعار الطاقة وارتفاع تكاليف الحياة، وبلوغ التضخم أرقام فلكية تجاوز ما كان منذ عقود.

والأخطر رحيل رؤوس الاموال والتوظيفات والصناعات التقنية، وغير الملوثة، والمجدية الى الاسواق في الولايات المتحدة والاسواق الاسيوية ما يسرع من فقدان الاتحاد لأعمدته، خاصة المانيا التي بدأت تعاني ويتراجع وزنها. وقد مثلت تصريحات ماكرون عن ضرورة أن يتحرر الاتحاد من هيمنة الولايات المتحدة وأن يرفض التضحية بمصالح شعوبه لتأمين الولايات المتحدة ونمط عيشها، مؤشرات قوية عما ينتظر العلاقات بين الولايات المتحدة ونخب الاتحاد الأوروبي وشعوبه. وهذا ما يفسر سعي الولايات المتحدة لاستبدال الاطلسي والتحالف مع الاتحاد الأوروبي بحلف أوكوس، ومحاولات إنشاء تحالفات في شرق آسيا ومع دول أوروبا الشرقية الهامشية والممكن التحكم بها وبنخبها.

الاتحاد الأوروبي ودوله محكوم بتصاعد الأزمات وليس من فرص لمعالجتها واصلاح الخلل، ولا بديل له من التحرر من هيمنة الولايات المتحدة كشرط لازم لاستعادة توازنه ومكانته. غير أن التحرر من هيمنة الولايات المتحدة أمر دونه العقبات الكبيرة، ما يرشح الاتحاد لاحتمالات التفكك. وتفكك الوحدات الوطنية المتأزمة أيضاً. وليس من فرصة للشعوب الأوروبية سوى الانتفاض على النخب المتأمركة والليبرالية واعادة صياغة النظم وتخليق بيئات استعادة الاتحاد ودوله لسيادتها والتمسك بمصالحها والبيئات متوفرة.

فإن روسيا والصين ومحور المقاومة والقوى الصاعدة إقليمياً وعالمياً لا ترغب وليس لها مصلحة بتفكيك الاتحاد الأوروبي ودوله والكل يحتاج الى أوروبا واتحادها ودولها سيدة مستقلة ومحور قطبي بين الاقطاب المتفاعلين في النظام والعالم الجديد الناشئ.

 

  • بريطانيا؛

العلاقة بين الولايات المتحدة الانجلوسكسونية وبريطانيا خاصّة ترتقي الى التكامل والعلاقة بين اعضاء الجسد الواحد.

فالنموذج الرأسمالي بقيمه وقواعده وبهيمنة القطاع التجاري ثم المالي والتحول الى الليبرالية المتوحشة بالأصل هو منتج انكليزي. وعندما بدأت تغيب الشمس عن الامبراطورية الانكليزية العظمى، وأخذت تنحسر، سلّمت الراية طوعاً لأمريكا، واستمرت لاعباً محورياً في التوازنات العالمية وشكّلت رأس جسر وفرقة للاستطلاع المتقدمة لإنفاذ مشاريع الولايات المتحدة في العالم. وعندما اقتضت المصلحة بانخراط بريطانيا في الاتحاد الأوروبي لفرملته ومنعه من تشكيل قوة منسجمة منافسة لأمريكا، لعبت بريطاني الدور بتقانة. ثم عندما باتت مصلحة الولايات المتحدة بما هي قائدة الاقتصاد الليبرالي الرأسمالي في حقبة التوحش الخروج من الإتحاد لتأزيمه ولعب دور رأس الرمح في حروب الولايات المتحدة ضد روسيا وتشكيل حلف أوكوس، وبما تلعبه بريطانيا من دور في أوروبا وآسيا، اتضح أن الخروج من الاتحاد الأوروبي لم يكن عفواً، إنما مخطط ومقصود وجزء من مشروع الولايات المتحدة لإخضاع الاتحاد وخاصة فرنسا والمانيا.

وبما أن النموذج الاقتصادي الرأسمالي الانجلوسكسوني يعيش أزمته البنيوية وفي الولايات المتحدة نفسها فالمنطقي الا تنجو منه بريطانيا وهي صاحبته، ومنتجته. لهذا تشهد بريطانيا سلسلة من الأزمات الاقتصادية والاجتماعية، وتعصف بها أزمة سياسية عنيفة ضربت برئاسة الحكومة وتوازنات الاحزاب والكتل السياسية، وتشهد سلسلة واسعة وشبه شاملة من الإضرابات العمالية وموظفي الدولة وقطاعاتها، وتئن الأُسر تحت ضغط الحاجات والجوع، كما يتأزم قطاع التعليم والقطاع المالي والمصرفي ويعاني الاقتصاد من أزمة ركود غير مسبوقة وتضخم لم يضربها منذ عقود، في واقع لا تتوفر فرص وإمكانات لاحتواء الأزمات. ففرص النهب الاستعماري تقلّصت بحدود كبيرة والمزاحمة مع الولايات المتحدة والرأسماليات الاخرى تحول دون اقتطاع حصة كبيرة لبريطانيا. وأدت الاجراءات الليبرالية وتصفية القطاع العام واملاك المجتمع والدولة في حقبة تاتشر- ريغن في سبعينات القرن المنصرم إلى تبديد القدرات والمدخرات، ولم يعد أمام الدولة والنخبة الانكليزية فرص عملية للإحاطة بالأزمات، وهذا ما يفسر تحول بريطانيا الى مجرد منفذ وصايا وخطط الولايات المتحدة في أوروبا وأوكرانيا وفي شرق آسيا وتحالف أوكوس.

 

  • شرق آسيا والاشتباك الصيني مع الولايات المتحدة: كوريا الشمالية دولة محورية؛

على الرغم من إمكانيات الصين الدفاعية وكمونها وحاجاتها لاقتصاد الولايات المتحدة واعتمادها الكبير عليه لتأمين استمرار نموها لتحقيق أهدافها بالنهوض بالصين وشعبها البالغ مليار ونصف. وقد انتشلت ٨٠% منه وارتقت به الى مصاف الطبقة الوسطى. إلا أن التقدّم الصيني وتقدّم آسيا في اقتصاد المعرفة وال High Tech، وتحوّل الصين الى مصنع العالم وحقول انتاجه، والنمو المضطرد للجامعات والابحاث العلمية والاختراعات والاختراقات التقنية، وبسبب نزوع السيطرة والهيمنة الاستعمارية للولايات المتحدة الهمجية ورهاب النخب الرأسمالية من خطر تفوق النموذج الصيني-الاسيوي، توحّدت إرادة ومصالح اللوبيات التابعة للولايات المتحدة، خاصة لوبي العولمة ولوبي الامركة، على هدف تقليص مكانة ودور الصين وفرملة اندفاعتها السريعة. ووضعت الصين على جدول أعمال الولايات المتحدة واعتبرتها تهديد استراتيجي، فاتخذت الولايات المتحدة سلسلة من الاجراءات العقابية والحصارية وفرضت الضرائب والقيود على المنتجات الصينية. وأعلنت الادارة في الولايات المتحدة الأمريكية في حقبة ترامب الحرب العالمية الاقتصادية والمالية، وحرب العملات. وسارعت الولايات المتحدة تحت ضغوط أزماتها وانحسارها في العالم العربي والاسلامي ومن آسيا الوسطى الى تعزيز العدوانية لتايوان والتحرّش بالصين. كما سعرت سباق تسلّح وفرضت على أستراليا وكندا، وكوريا الجنوبية واليابان زيادة الانفاق العسكري وشراء سلاح الولايات المتحدة وتوسيع وتكثيف الوجود العسكري للولايات المتحدة الامريكية المباشر في اليابان وكوريا الجنوبية والفيلبين. وتحاول تصنيع حلف عدواني لمحاصرة الصين وفرض الحروب عليها بالواسطة وبالشعوب الاسيوية.  بينما الصين وروسيا اسندتا كوريا الشمالية وحولتاها الى نمر بأنياب ومخالب قوية وجعلت منها بؤرة تحد واستنزاف وترهيب لليابان وكوريا الجنوبية. تقوم كوريا الشمالية دورياً بإطلاق الصواريخ والاعلان عن تطوير أسلحتها ومنتجاتها من الاسلحة الفتّاكة وغير التقليدية بقصد ترهيب الدول والنخب التي تقود شعوبها لإنفاذ لإملاءات الولايات المتحدة. وتستمر الاحتمالات قائمة بإمكانية الاشتباك المسلح في بحر الصين وفي شرق آسيا. فالولايات المتحدة مصممة على أن تشعل الحروب والحرائق اينما كان لتأمين نفسها وكسب الوقت ومنع الدول والقارات من الصعود لاحتلال مكانة قطبية.

هذه هي الحال العالمية والإقليمية والعربية السائدة وهذه أهم التطورات والاحداث النوعية والاستراتيجية والفرط استراتيجية التي جرت وتحققت وقائع ونتائج مادية ملموسة في الاشهر والسنوات المنصرمة منذ انعقاد المؤتمر الأول للتجمع العالمي لدعم خيار المقاومة.

 

  • في الواقع المعاش والوقائع الجارية والاحداث، صورة سلبية أيضاً، والكثير من الأزمات والمعاناة والارتباكات والفوضى والحروب الدامية التي تعيشها بلدان وشعوب عربية واسلامية وعالمية نرصد منها:

 

  • لبنان

برغم ما حققته المقاومة ومحورها من انتصارات ومن امتلاك عناصر القوة والقدرات الدفاعية، إلا أن الأزمة المالية والاجتماعية والاقتصادية التي تضرب لبنان وقد بلغت ذروة غير مسبوقة في التاريخ، جعلت لبنان في أسفل قائمة تصنيف الدول. وقد تجاوز التضخم وأسعار الغذاء فنزويلا والصومال، ويحتل آخر المراتب. وتستمر الأزمة السياسية وأزمة النظام وازمة افتقاد وظائف الكيان ويعجز عن إنتاج أبسط حاجاته لإملاء فراغ الرئاسة والحكومة. وتعاني الدولة من شلل تام وتزداد الأزمات وتقف البلاد على حافة المجاعة والفوضى المتوحشة، وتعجز اللعبة السياسية المحلية وتوازناتها عن انجاز الاستحقاقات. إلا أن المصالحات الاسلامية والعربية وعودة العرب لسورية وعودة سورية الى مؤسسات الجامعة العربية قد توفر أسباباً وظروفاً تحمل على الاعتقاد بإحتمال راجح لتبريد الأزمة ودخول لبنان مرحلة التسويات والتهدئة بدء من انجاز الاستحقاق الرئاسي وتفعيل العلاقات مع سورية والبيئتين العربية والاسلامية.

 

  • العراق؛

مازالت الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والفساد والمحسوبية ضاربة وتتفاعل بالعمق ولو تحت ستارة التهدئة والتوافق على العملية السياسية، فاحتلال الولايات المتحدة والهيمنة على العملية السياسية والاقتصادية ووجود الخبراء والقواعد والقوى الموالية للولايات المتحدة والمنفذة لخططها وأوامرها تعيق إمكانية تحرّر الدولة والثروات واستعادة السيادة والتمكن من الثروات واستعادة ما نُهب وتصفية بؤر وبيئات الفساد والنهب، التي ابتلى الاحتلال العراق به. وبكل حال فالمصالحات الجارية وانحسار نفوذ الولايات المتحدة الاطلسي وتوسيع شق التباين مع السعودية ومصر من شأنه أن ينعكس على تقليص نفوذ وتمكن الولايات المتحدة بالعراق وعمليته السياسية والاقتصادية الاجتماعية، وتبدو الظروف أفضل وتعطي العراق فرصة العودة الى مكانته لاعباً أساسياً في جغرافية الشام والرافدين. فتعزيز التبادلات البينية بين الدول المتجاورة وتجرؤ لبنان والعراق على التمرد على املاءات الولايات المتحدة وكسر الحصار عن سورية، وإسقاط قانون قيصر، يمثّل قفزة كبيرة في توفّر شروط احتواء الأزمات وتسريع انحسار الولايات المتحدة من سورية ولبنان والعراق. وفي حال تحرّرت الدول وتمكّنت من مصالحها الوطنية العليا، فهذا سيكون له انعكاسات نوعية في سورية واحتواء أزمتها وإطلاق اعادة الاعمار وفي دور اقليم الشام والرافدين في العرب والاقليم.

 

 –3سورية:

استطاعت سورية بفضل صمود شعبها وجيشها وقيادتها، ودعم الحلفاء والأصدقاء ومحور المقاومة، أن تنتصر في حربها على الإرهاب والعدوان، سياسياً وعسكرياً بالرغم من الدعم الأمريكي والغربي والتركي اللامحدود للمجموعات المسلحة الإرهابية مثل “داعش” وغيرها.

واستطاعت القيادة السورية من خلال إصدار مجموعة من المراسيم والقوانين أن تحقق اللحمة الوطنية التي تعتبر إنجازاً وطنياً، وما زال الشعب السوري يعاني من الحصار المفروض عليه والذي انعكس سلباً على الوضع الاقتصادي والمعيشي، الأمر الذي يشكل عائقاً أمام إشادة البنى التحتية تمهيداً لعودة اللاجئين السوريين إلى مدنهم وبلداتهم.

وتعتبر عودة سورية للجامعة العربية انتصاراً لسورية ولمحور المقاومة، وللعمل العربي المشترك، إضافة إلى الحضور اللافت للرئيس الأسد في القمة العربية في السعودية، وزيارته لعدد من الدول العربية والأجنبية في إطار تعزيز التعاون والعلاقات السياسية والاقتصادية بين سورية وعدد من البلدان وكان آخرها زيارة الرئيس الأسد لروسيا، وزيارة الرئيس الإيراني لسورية وتوقيع العديد من الاتفاقيات الاقتصادية التي من شأنها أن تساهم في كسر الحصار المفروض على سورية، وطرد الاحتلال وتحقيق الانتصار والسيادة على كامل أراضي الجمهورية العربية السورية.   

 

  • اليمن؛

الذي سطّر أروع آيات الصمود والصبر والتحدي وتطوير الاسلحة وامتلاك القدرات النوعية التي سرعت من اضطرار السعودية لوقف مغامراتها العدوانية على اليمن وطوّعتها لمصالحة إيران وسورية وعزّزت خياراتها بالابتعاد رويداً رويداً والتمرد تدريجيّاً على لاملاءات الولايات المتحدة. تؤشر المعطيات بغالبها الى ترجيح إنهاء الحرب وترك الامور بيد أبناء اليمن وقواه وقبائله ليقرروا هم المصلحة الوطنية والصيغة التي تؤمّن اليمن وشعبه وتؤمن إعادة الإعمار وتقدّم اليمن الى مكانته التاريخية في بيئته العربية والاسلامية. فاليمن يحتل موقعاً جغرافياً حاسماً وثروات هائلة، وشعبه منتج ومؤمن وملتزم بقضايا الامة وبقضية فلسطين.

 

  • السودان؛

انفجار الحرب الضروس بين قوات الحسم السريع والجيش السوداني، تشكّل ظاهرة تناقض مسارات الجاري من مصالحات وعمليات تبريد للأزمات، ما يرسم الكثير من إشارات الاستفهام والأسئلة عن الجهات صاحبة المصلحة في جر السودان الى حرب مدمرة، بقصد تفكيكه وتقسيمه وإخضاعه لسيطرة الولايات المتحدة، عبر الادوات والحلفاء المحليين في السودان. وبسبب توازن القوى بين المتحاربين وكلاهما من إرث النظام السابق ومع التطبيع ومتعارضان مع حراك الشعب السوداني المدني والثوري، قد يؤدي توازن القوى الى تنشيط حراك مجتمعي مع قطاعات وضباط صغار من الجيش ومن قوات الحسم السريع، توفّر شروطاً لإنتاج مخارج وحلول في واقع ببيئة المصالحات. وعدم وجود مصلحة لأي من الدول والقوى العربية والاقليمية بإستمرار الصراع والفوضى والتقسيم وخاصة أن مصر والسعودية والامارات هم اللاعبون في منطقة البحر الاحمر وفي السودان. ولمصر مصالح حيوية فمن غير المنطقي ان تنأى بنفسها عن الجاري وترك السودان للتآكل أو للتحول الى خنجر في صدر مصر وحاجاتها للمياه والثروات والانتاج الزراعي والغذائي الذي تزخر به السودان.

 

  • مصر؛

تواجه أزمات متنوعة تستوجب البحث وتسريع إيجاد المخارج والحلول.  فالأزمة الاقتصادية وانهيار العملة الوطنية وزيادة نسب الدين، أمر يقض المضاجع ويهدد مصر ومستقبل الاستقرار الاجتماعي فيها. أزمة السودان تشكل خطراً حقيقيا، كما أزمة سد النهضة وشح مياه النيل، والأهم ما تمارسه كيان الاحتلال الاسرائيلي الولايات المتحدة من ضغوط واملاءات واستمرار الحكومة المصرية بالاستجابة والعمل بموجب اتفاق كامب ديفيد والتزاماته التي لم تحترمها كيان الاحتلال الاسرائيلي الولايات المتحدة في أي يوم. وتشكّل الاعمال العدوانية الكيان الاحتلال الاسرائيلي في غزة أيضاً جرحاً نازفاً لاسيما وأن كيان الاحتلال الاسرائيلي استنزفت الدور المصري وتطاولت عليه كثيراً وأظهرته مجرد أداة ضغط على غزة والمقاومة لتأمين الكيان الغاصب والمؤقت واسناد اعتداءاتها.

في جانب آخر، تتأكد العديد من المعطيات والواقعات التي تؤشر الى ان مصر بدأت خطوات ملموسة في التحول الى الشرق وتعزيز العلاقات الاقتصادية والمالية مع روسيا والصين، ما يوفر شروط لاحتواء الأزمة والتحول من قوة كامنة ومفعول بها الى قوة فاعلة في اعادة هيكلة العرب والشرق الجارية على قدم وساق.

 

7 العرب في شمال إفريقيا؛

 

الجزائر:

 اكدت استمرارها على ثوابتها الوطنية السيادية ووقوفها بحزم الى جانب القضية الفلسطينية ومواجهة التطبيع مع الكيان الصهيوني بكل الوسائل المتاحة، ورعت المصالحة بين الفصائل وبذلت جهدا استثنائيا في تأمين عودة سورية للجامعة العربية، واسهمت في تمكينها، كما لعبت دورا محوريا في منع قبول الكيان الصهيوني كعضو مراقب في الاتحاد الافريقي. وتلعب الجزائر دورا حيويا في مواجهة التوغل الكيان الاحتلال الاسرائيليي في افريقيا كما فرضت نفسها ودورها والزمت فرنسا واسبانيا والاتحاد الاوروبي باحترام سيادتها وحقوقها وحفظت مكانتها.

 

  • المملكة المغربية؛

نندد بدور النظام المغربي والذي يلعب دورا نشطا في تسويق التطبيع ورعاية المصالح الكيان الاحتلال الاسرائيليية و مصالح الولايات المتحدة ويساند التآمر على الجزائر والتحرش بها واسناد محاولات اضعافها، على عكس إدارة الشعب المغربي الذي اكد ويؤكد دوما على حضور القضية الفلسطينية المركزي ويتضامن مع انتفاضتها المسلحة الجارية، وكان لأسود الاطلسي في مونديال قطر دورا نوعيا في افشال محاولات الإستثمار التطبيعي في المونديال، وقد بذل المغرب جهود حثيثة لمنع عودة العرب الى سورية وحضور سورية القمة العربية وانهاء القطيعة.

 

  • تونس:

تعاني من أزمات شتى جلها موروث من حقبة زين العابدين وقد زادت عليها حقبة حركة النهضة واستيلاء الاخوان المسلمين على الدولة وتبديد القدرات وزج الشباب والشابات في الحروب الإرهابية التدميرية في سوريا وليبيا تساوقاً مع مشروع الولايات المتحدة لتفتيت المفتّت وإشاعة الفوضى المدمرة. إلا أن التحولات العربية-العربية والاسلامية قد تشكل ببيئات موضوعية توفر إمكانيات وشروط احتواء الأزمة والشروع بمعالجتها.

 

8– الممالك والامارات العربية في الخليج؛

برغم التحولات العربية والعالمية والاسلامية الجارية والسعي الحثيث لعصرنة الدول والمجتمعات وتلبية حاجتها الروحية والمادية، وبرغم الاهمية الكبيرة للتحولات التي ترجمت مصالحة مع ايران وسورية الا ان الأسر والنظم الحاكمة مازالت تتمسك بقديمها  وتقاليدها والتوريث والتحكم بارادة الشعوب وخياراتها وتزيد من التطببع مع الكيان المؤقت  وتفرض القيود على الحريات السياسية والشخصية والاجتماعية وتغتال المناضلين وتعدمهم وتسجن الألوف من ابناء الخليج الساعين والتواقين لقيام دول عصرية تطلق الحريات السياسية والعامةوتحترم الشعوب وكرامتها وحقها بالمشاركة في الحكم عبر الاليات القانونية والدستورية الواجب تحقيقها  وفي هذا السياق يتضامن التجمع العالمي لدعم خيار المقاومة مع الشعوب وحركاتها الطليعية ومع قادة الراي العام الذين يسعون لتحقيق مصالح الشعوب وعزتها وحريتها.

 

  • المصالحات العربية والاسلامية: هل تستجيب لأوامر ومصالح الولايات المتحدة وكيان الاحتلال الاسرائيلي لتأمين نصاب تسويات وحل الدولتين؟

 

سؤال يطرح باستمرار ويراود الباحثين والمهتمين، ومن الاجابات عليه ما ترى في المصالحات مصلحة وارادة الولايات المتحدة بقصد تبريد الجبهات وتخفيف الضغوط على كيان الاحتلال الاسرائيلي وحلف الولايات المتحدة ومحاولات لكسب الوقت وإخضاع محور المقاومة بالحصارات والعقوبات والتجويع والرهان على احتمال إتعاب وإرهاب الانتفاضة في الضفة وفلسطين ٤٨، وتالياً العودة الى محاولات إطلاق حل الدولتين ومشاريع التفاوض والتسويات والتطبيع، وربما بمشاركة صينية روسية لرعاية التسوية وعقد مؤتمر دولي جديد.

علمياً ومنهجياً، لا يجوز إسقاط هذا الاحتمال برغم أن التحولات التي تمّت جرت في الواقع وفي الحياة وكانت نتيجة لحروب وتضحيات نوعية ولمدة طويلة، وتالياً هي تحولات موضوعية صلبة تفرضها التوازنات وليس مصلحة الولايات المتحدة وقدراتها القدرية ومناوراتها.

 

لذا، فالصراع العربي الصهيوني هو صراع وجود وليس صراع حدود وهذا هو واقع الصراع على مستوى القراءة الاستراتيجية للكيان الغاصب الذي يعمل لتهويد كل ما تبقى من فلسطين لضمه الى الكيان وتهجير ما تبقى من الفلسطينيين من أرضهم وذلك المشروع يمثل الأكثرية الساحقة من قيادات الصهيونية في الكيان من ناحية. ومن ناحية أخرى، محور المقاومة وصل إلى قناعة تامة بأن الصراع هو صراع وجود وعلى الشعب الفلسطيني ان يعود الى ارضه وذلك لن يتم الا بتحرير كل فلسطين من النهر الى البحر وإزالة هذه الغدة السرطانية التي هي قاعدة متقدمة للإمبريالية والصهيونية العالمية.

 

مع تحيات آمين عام التجمع العالمي لدعم خيار المقاومة

د. يحيى غدار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى