فرع مصر يقيم ندوة “زمن الانتصارات العربية”

(أكتوبر 1973- مايو 2000- يوليو 2006)

افتتح د. جمال زهران (الأمين العام المساعد، ومنسق عام فرع التجمع في القاهرة) الندوة بالإشارة إلى أن هناك نقاطاً مضيئةً في حياة الشعب العربي يجب إلقاء الضوء عليها والتذكير بها، استمرارا لتوعية الجماهير في مصر والعالم العربي.

فقد كانت حرب أكتوبر (تشرين الأول) 1973، بداية لانتصارات أزالت نكسة 1967 من الوجدان العربي، إلا أن تداعيات هذه الحرب وما آلت إليه على يد السادات بالدخول في اتفاقية كامب ديفيد وما بعدها، كانت بداية الهزيمة الاستراتيجية الكبرى للعروبة بعد تنازلات السادات عن كل شيء والتفريط في نصر أكتوبر لإسرائيل وأمريكا.
إلا أن نصر الشعب اللبناني وحزب الله على “إسرائيل” في مايو 2000، والذي أجبر قوات “إسرائيل” على الرحيل من جنوب لبنان بالقوة، وتأكد معنى ما قاله الزعيم: جمال عبد الناصر “ما أخذ بالقوة لا يستردّ بغير القوة”.
ثم كان انتصار حزب الله على العدو الصهيوني في يوليو 2006، بعد حرب استمرت 33 يوما، لم تستطع “إسرائيل” تحقيق أيّ هدف منها، والأهم هو استمرار وحدة الشعب اللبناني والتفافه حول حزب الله.
هذه هي نقاط مضيئة في تاريخ الشعب العربي خلال النصف قرن الأخير، والأهم الآن هو نصر الجيش العربي السوري والقيادة السورية والشعب السوري على قوات أكثر من 100 دولة في حرب شاملة ضد الإرهاب. وقد فوتت سوريا على الاستعمار الأمريكي الصهيوني فرصة تفتيتها مثلما حدث في العراق الذي يسعى للتعافي مرة أخرى.
وتحدث الأستاذ جمال أبو عليوة (الصحفي وعضو مجلس أمناء التجمع)، حيث قال: إن الأمم العظيمة تُقاس بقدرتها على التقدم وقدرتها على الاستمرار.
كما أن الأمم تشهد انكسارات وانتصارات، ولكن الأمة الحية هي التي تتجاوز الانكسارات وتسعى إلى استمرار انتصاراتها.
وقد تجلّى ذلك في مصر، بعد نكسة 1967، حيث جاءت حرب أكتوبر بالتعاون بين مصر وسوريا، لتمحو النكسة.
وشاهدنا انتصارًا في لبنان ضد الصهاينة، حيث أجبر الشعب اللبناني “إسرائيل” على الخروج ليلًا!!!
والانسحاب من جنوب لبنان، بدون قيد أو شرط وتكرّر ذلك بعد 6 سنوات (يوليو-تموز-2006).
وفي الجبهة السورية، تحقق انتصار جديد، حيث أن سوريا بعد 2011 أصبحت خنجراً في خاصرة الكيان الصهيوني، وللأبد، وأصبحت الأمور، والمشهد الآن، وقد تجلى في صراع بين محور المقاومة ومحور الانبطاح والاستسلام، والانتصار لمحور المقاومة لتعود بل وتتأكد انتصاراتنا العربية والإسلامية.
ثم تحدث د: مصطفى السعيد (الكاتب الصحفي والمحلل السياسي) وركز على النقاط التالية:
-العالم يشهد تغيرات كبيرة وغير متصورة، والتاريخ يتحرك بوتيرة سريعة عما كان عليه من قبل.
-بالنسبة لمصر، فإن التغيير يأتي للأسف من الخارج، ويصبح الداخل عليه أن يأتلف أو يتكيف بعد ذلك.
-والحقيقة أن مصر مستهدفة تاريخيا، وتُسلّم من استعمار لآخر، حتى تكون تحت السيطرة باستمرار، وكذلك سوريا. فمصر والشام هما ركيزتا المنطقة، ورمانة ميزانها.
كما ان انكسار المنطقة وازدهارها مرتبط بمصر وتحالفها مع الشام، والعكس صحيح تمامًا.
وسرد السعيد وقائع النكبات والانتصارات فيما يلي:
–    النكبة (1948) هي أم النكبات وكشفت حالة العرب آنذاك في مواجهة “إسرائيل”.
فالطرف العربي لديه 26,000 مقاتل لم يسبق لهم القتال في مقابل 100,000 مقاتل صهيوني مدرب وشاركوا في الحرب العالمية الثانية، ولديهم خبرات قتالية ومؤكدًا أن النصر للأقوى وليس للأضعف، فكانت النكبة الكبرى.
–    واقعة 1956 والعدوان الثلاثي على مصر:
حيث تحالفت القوى الدولية ضد مصر بعد تأميم قناة السويس. وكان النصر سياسيًا أكثر منه عسكريا.
–    1967: حدوث نكسة كبيرة نتيجة نقاط الضعف، والغرور، وعدم الاستعداد الجيد، وعدم رؤية الحقيقة جيدًا.
وكان الهدف إجهاض وضرب تجربة عبد الناصر، لعدم استمرار تأثيراتها وتحولاتها الإقليمية والدولية.

في المقابل كانت بداية الانتصارات حرب الاستنزاف، حيث التحالف بين الشعب والجيش والقيادة واستمرار التنمية رغم النكسة وبمعدلات عالية. وهي من أهم الانتصارات الحقيقية لمصر في الصراع العربي الصهيوني.
أما الهزيمة الأكبر هي مجيء السادات وضرب الناصريين في 15 مايو 1971، وضرب المشروع الناصري (العدالة والاستقلال).
فبعد الانتصار العسكري الكبير للجيش المصري، تحرك السادات لإجهاض هذا الإنجاز، بالتدخل في الشأن العسكري. وكان هو سبب ثغرة الدفرسوار، وهو المسؤول عنها، وأوصلنا إلى المباحثات (101) في مرحلة ضعف أقل من مرحلة الإنجازات، فكانت الكارثة تلو الأخرى.
حرب أكتوبر، أظهرت أن جيش مصر وسوريا قادر على الانتصار، ولو كانت وراءه قيادة قوية، لحقق الانتصار الكامل، ولكانت مصر قادرة على فرض شروطها على “إسرائيل”.
الهزيمة الكبرى كانت في كامب ديفيد وما ترتب على ذلك من نكبات واجتياح لبنان 1982، والحرب الأهلية التي أدت إلى إخراج منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان.
ومن رحم النكبة الساداتية خرجت المقاومة اللبنانية التي دمرت القوات الأمريكية (المارينز)، وكذلك القوات الفرنسية، ثم الإسرائيلية، وخرجوا من لبنان بلا عودة، وعادت اللحمة اللبنانية مرة أخرى.
وتحقق الانتصار الكبير بإجبار “إسرائيل” على الخروج ليلًا من جنوب لبنان.
وأصبح هدف “إسرائيل” هو ضرب المقاومة الجديدة التي تولدت في لبنان، واستطاعت تحدي “إسرائيل” وأمريكا.
ثم تحدث عن حرب 2006 والانجاز العسكري والمقاومة، ضد الكيان الصهيوني، باعتبارها إنجازًا إيجابيًا غير مسبوق لمدة 33 يومًا ضد “إسرائيل”.
ثم الانتصار الأهم وهو حصاد الحرب على سوريا، والتي استطاعت أن تنتصر على الإرهاب وداعميه من الأمريكيين والإنجليز وأوروبا بأكملها.
أما الوضع الآن: فسوريا منتصرة- لبنان منتصر- والعراق منتصر. أي أن المقاومة في انتصار مستمر.
أمريكا تسعى إلى هجوم مضاد لإجهاض نصر سوريا والعراق، ولكنها فاشلة حتى الآن. حتى أن محاولة انقلاب نظمتها أمريكا في العراق (البصرة) قد أًجهضت تمامًا وانكشفت المؤامرات الأمريكية.

– المعركة مستمرة عسكريَا ودعائيًا وسياسيًا، والهدف حماية (100) ألف إرهابي في إدلب على وشك القضاء عليهم.
– وقد اخترق الغرب الاستعماري الدول العربية عبر جماعات ممولة من الخارج، واختراق أحزاب مصرية وعربية.
والسؤال المهم هو:
أين مصلحة مصر في هذا النطاق؟
هل مصلحتها في انتصار تحالف المقاومة، (سوريا-لبنان-إيران-روسيا-الصين)
أم مصلحتها في انتصار التحالف الانبطاحي المقابل، (أمريكا-السعودية-الخليج-الكيان الصهيوني) وغيرهم؟
وأرى أن الرهان استراتيجيًا يفرض ضرورة التحالف مع المقاومة بوضوح.
وأن التعدد القطبي هو الأفضل لأمن مصر القومي، وعلينا دعم هذا التعدد لا التقوقع داخل التبعية لأمريكا والصهيونية.
وبالتالي، فإن التوازن الدولي هو السبيل إلى استعادة المنطقة العربية لتوازنها ووجودها وتقدمها.
وعلى المستوى الداخلي: لا بدّ من تحقيق خطوتين عاجلتين:
أ) تقارب طبقي: “الحادث الآن هو تفتيت طبقي”، وهذا خطر على السلام الاجتماعي.
ب) أن يكون الجيش قريب من الشعب، وهو أصل الانتصارات، ولكن الحادث غير ذلك.
وهذا خطر على الأمن القومي والتماسك الاجتماعي.
وبدون ذلك ستتزايد الانقسامات، التي قد تؤدي إلى المزيد من النكسات والانهيارات في المنطقة العربية، بل إلى ضياع مصر وانعدام دورها بعد تراجعه.
ثم تحدث كل من:
•    الأستاذ فاروق العشري، فقال: إن للنصر شروطا، حيث أننا نواجه مؤامرة خطيرة تتمثل في مخطط مقصود به تمزيق هذه المنطقة، وهو مخطط امبريالي صهيوني أمريكي، يستهدف النيل من العروبة والإسلام. والصراع هو صراع وجود وليس مجرد حدود، ولذلك، فإن حزب الله هو رمز المقاومة. والشعوب لن تنكسر وستنتصر دوما. وقائد المقاومة الآن هو بشار الأسد بعد انتصاره على أكثر من (100) دولة إرهابية.

•    اللواء عبد الفتاح خليفة، تحدث عن حرب الاستنزاف وإنجازها الكبير، ولولاها ما كانت حرب أكتوبر 1973، وأن عبد الناصر هو صاحب حرب أكتوبر ولولاه، ما كانت هذه الحرب.

•    الأستاذ: أكرم مجدي (عضو التجمع): أشاد بحرب الاستنزاف التي أوصلتنا لحرب أكتوبر، بينما مارس العدو الصهيوني استنزافًا مضادًا لإستنزاف مواردنا وإرادتنا.

•    ثم تحدث الدكتور: عبده الكفراوي (البرلماني المصري)، مؤكدًا على النقاط المضيئة، لا بد من حمايتها وغرسها في نفوس أبنائنا.

الأمين العام المساعد للتجمع
والمنسق العام لفرع التجمع بالقاهرة
د. جمال علي زهران

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.