Featuredالتحليل اليومي

إدلب: الحرب العالمية العظمى… والعالم على قدم واحدة ويرتجف…

هيئة تحرير موقع التجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة

لو أنّ المناورات التاريخية غير المسبوقة التي تنفّذها روسيا وتمتدّ من أقصى شرقها إلى مضيق جبل طارق في البحر المتوسط…

ولو أنّ الحملة الاعلامية والديبلوماسية الحربية التي تمارسها أمريكا وأوروبا وتركيا وحلفهم…

ولو خرجت الصين من خلف جدارها العظيم لتشارك…

لو أنّ الجاري كان قد جرى في أيٍّ من مسارح الأزمات أو مقدمات الحروب الكبرى في تاريخ البشرية، قد وقع في غير الزمان والمكان، لأجمع الخبراء والكتّاب والباحثون على أنّها الحرب العالمية العظمى بعينها جاريةٌ ويجري الاستعداد لتصعيدها الى الحدّ الذي ينبئ باقتراب حرب يوم القيامة!

فالعالم يرتجف ويقف على قدم واحدة، ووجهه إلى الحائط، ويعدّ اللحظات والساعات بانتظار حدثٍ زلزاليّ سيقرّر حتمية تغيير ما كان قبله وبشكلٍ انقلابيّ على غير ما صار في كل الحروب الكبرى ولو اجتمعت في حرب!

إدلب، المحافظة شبه المنسيّة في سورية، والتي كانت بين أولى المناطق التي أشعلت شرارة الحريق الجاري، وقد بلغتها تركيا بعزم وتصميم الباحث عن مكانةٍ جديدةٍ كتلك التي كانت أيام العثمانية، وقد نجحت القيادة السورية بتصميمٍ وقرارٍ واعٍ تعبيرا عن رؤية كاملة العبقرية، بأن حوّلتها الى بؤرة تجميع الارهابيين الفارّين من وجه الجيش العربي السوري وحلفه بالباصات الخضر… يا لها من حكمة ومن رؤية استباقية إبداعية….

بعد درعا التي كانت مقرّا لقيادة الحرب العالمية العظمى وبعد أن حرّرت درعا والقنيطرة في العملية النوعية التي لامست أخطر الحدود والجبهات، ونجحت فرقة النصر السورية الجوالة بأن حررتهما بيسرٍ وبأقلّ الكلف المقدّرة، صار لا بدّ من إدلب، لتصير إدلب كما كانت من شرارات البداية، كآخر نقطة على سطور الحرب السورية وتختمها ببصمة جيشها الاسطوري وحلفها الاستراتيجي المحارب معها وفيها…

ففي إدلب، يسدل الستار على اطول واخطر حرب غيّرت وستغيّر العالم وستعيد هيكلة العرب والاقليم جغرافيا ونظم… لهذا يرتجف العالم ….

وفيها أيضا، طلقة الرحمة على آخر فصول كتاب الاخوان المسلمين ودولتهم العثمانية المتصابية مع سلطانٍ وصفه الاسد بالأزعر… هذا ما يفسّر رهاب أردوغان وحزبه وقادته من الآتي في تركيا نفسها…

ويُهال التراب على جثّة الاسلام السياسي والمسلّح الامريكي الوهّابي…

ومن إدلب ستتطاير شرارات الارهاب المتوحّش لتعود الى نحرِ مصنّعيه، ومموّليه ومشغّليه…هذا ما يفسّر سُعار فرنسا واوروبا…

وادلب ستصير الشاهد على نهاية حرب عالمية عظمى ترويها الكتب والروايات بأنها كانت العلامة الفارقة في تاريخ مستقبل الانسانية، ولسورية وحروبها والحروب فيها ومعها عبر الازمنة بصمة ثابتة في تغيير القواعد والمرتكزات والقوانين الناظمة للحياة البشرية….

ادلب إذاً: نهاية حرب، وبداية حروب، نهاية ازمة شغلت العالم وأرهقته لتفح أزمات بالجملة مآلاتها تغيير ما كان واعادة صياغة النظم والجغرافيا…
فالمنطقي أن ينتحر أردوغان فيها، وان تتقرر حدود قوة امريكا وغربها العدواني والهجمي وان تتشكّل منصّة لصعود أمم وقوى وتراجع وانهيار أخرى كانت سائدة لزمن….

التهديدات التركيّة، خلّبية، بدلالة ما صار قبل إدلب في حلب واخواتها، والتهديدات الامريكية بلا أثر فقد سقطت في درعا، ولحس ترامب تهديداته!

تلك مؤشرات مؤكدة مما سبق معركة الفصل النهائي من الحرب العالمية العظمى مع سورية وفيها….

أمّا أن ينتحر أردوغان ويتورط فذلك شأنه وقد يكون ثأر التاريخ ومقتل تركيا التي قتلت وارتكبت المجازر الموصوفة…

أو ان يتطاول ترامب وخلّه نتنياهو فتصير الحرف الاول في نهاية الكيان الصهيوني وتصفية الوجود الامريكي…. فهذه من حرفة الزمن غير الممكن توقّعها…

إدلب أصبحت ثمرة ناضجة، وتم إنضاجها على نار هادئة، وقد جاء زمن القطاف وسيكون…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى