Featuredمقالات مختارة

الإعلام الإسرائيلي يستنفر بعد خطاب نصرالله

فاطمة خليفة

وسائل الإعلام الإسرائيلية تترقب كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عند كلّ مناسبة دينية أو سياسية. البارحة، وبعد خطاب النصر الذي ألقاه نصرالله بمناسبة ذكرى الانتصار الـ 12 بحرب تموز/ يوليو 2006، تطابقت عناوين الصحف والمواقع العبرية لدرجة سمع فيها الكيان الإسرائيلي بأكمله، وبصوت نصرالله، أن “حزب الله أقوى من الجيش الإسرائيلي”.

في تشييع الأمين العام السابق لحزب الله الشهيد السيد عبّاس الموسوي، بعدما اغتالته إسرائيل عام 1992، وقبل الدفن، وقف السيد نصرالله وقال: “إسرائيل عدوتنا التي سنقاتلها ونقاتلها ونقاتلها، سواء قتلت السيد عبّاس الموسوي، أو لم تقتله”، ومن عام 1992 إلى الـ العام 2018 هذه القاعدة لم تتغير، وجميعنا نعلم أن هذه القاعدة، وبشهادة السنين والنزاعات والسلاح، لن تتغير.

من عادات “إسرائيل” ترقّب خطابات الأمين العام لحزب الله. وسائل الإعلام الإسرائيلية تتلقّى الخطاب، تترجمه، ويبدأ المحللون بالتشخيص والتهويل تارة، والتخفيف من حدة الخطاب تارة اخرى لتهدئة “الجمهور الإسرائيلي” المتابع. في الذكرى السنوية الـ 12 لانتصار تموز 2006، ألقى السيد نصرالله خطاباً قال فيه إن المقاومة اليوم أقوى من الجيش الإسرائيلي. هكذا، صراحةً ومباشرة، ومن دون أيّة مواربة. المقاومة أقوى وإسرائيل أعجز من أن تشنّ حرباً جديدة كالتي خاضتها في السابق.

ولأن الإسرائيليين علموا أن قتالهم إيديولوجيا مرسّخة لدى المقاومة وجمهورها، ولا يمكن لأية قوّة أن تغيّر هذه القناعة، قال أحد الصحافيين الإسرائيليين إن “نصرالله الحي، أفضل من نصرالله الميت”، لأن السيد يخيفهم في مناماتهم، ومقاومته تؤرقهم في ملاجئهم، وخطابه يرعبهم هذه الفترة تحديداً، وهو الصادق باعترافهم، وعلى ألسنتهم، لأنه قال البارحة، إن المقاومة أقوى من الجيش الإسرائيلي، ما يعني أن المقاومة، بكل ما تحمل الكلمة من معنى، أقوى من الجيش الإسرائيلي.

القناة الثانية العبرية تابعت خطاب السيد أمس، ونشرت على موقعها مقالاً تحت عنوان “نصر الله في رسالة تهديد إلى إسرائيل: حزب الله أقوى من الجيش الإسرائيلي”.

من بين خطاب السيد الذي كان بلغ من الوقت الساعة والنصف تقريباً، اختار موقع القناة الثانية المقطع الذي قال فيه نصرالله إن نتنياهو سلّم ببقاء الدولة السورية وهو يخوض اليوم معركة “الشحادة” من أجل إبعاد إيران وحزب الله عن سوريا. ويصف السيد في خطابه “إسرائيل” بـ المهزومة في سوريا، والمهزوم لا يتستطيع إملاء الشروط.

موقع يديعوت احرونوت ركّز على الخطاب الذي تعلّق بـ لبنان والمقاومة، وجاء في عنوان الخبر الذي نشر في الموقع “نصر الله إسرائيل مردوعه من المقاومة وهي تعرف التهديد الكبير من لبنان”، وفي الخبر أضاء الموقع على ما قاله السيد حول هزيمة “إسرائيل” في سوريا.

أما صحيفة “معاريف” الإسرائيلية فكان اهتمامها في خطاب السيد نصرالله يتركّز على قدرات حزب الله وقدرات أمينه العام، فجاء في عنوانها اليوم: “زعيم حزب الله حسن نصر الله في خطاب له أمام مؤيديه في بيروت حزب الله اقوى من أي وقت مضى”. الانتصار الذي احتفل به حزب الله من داخل الضاحية الجنوبية لبيروت تناقلته غالبية الصحف والمواقع الإسرائيلة التي توافقت بأغلبيتها على العنوان نفسه “حزب الله أقوى من الجيش الإسرائيلي”.

قبل شهرين، عرضت صحيفة هآرتس الإسرائيلية مقالاً تحليلياً جاء فيه إن “الإسرائيليون لا يريدون القتال”، وأشارت الصحيفة إلى إنّ توصيف الأمين العام لحزب الله لإسرائيل ببيت العنكبوت ليس بعيداً عن واقع أن المجتمع الإسرائيلي بات مجتمعاً من المُترفين والضعفاء وفاقدي الرجولة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى