Featuredمقالات مختارة

الشرق الأوسط على صفيح ساخن

بقلم ناصر حماد*

الواقع الاقليمى متشابك متداخل ومعقد يتداخل فيه الاقليمى مع العالمى يؤيد ذلك الوقائع على الأرض عبر التاريخ لاسيما وان المنطقة في العشر سنوات الأخيرة شهدت و لا تزال افرازات سياسية كبرى وتغيير جوهرى وتدخلات عالمية ومشاريع مختلفة من كل حدب وصوب .
البلدان العربية التي تشهد أزمات سياسية وما زالت تنظر الولايات المتحدة الأمريكية الى ازماتها بما يطابق النظرة الصهيونية ومصالحها
مما يفرض على البلدان العربية المسنتهدفة من قبل المشاريع الصهيوامريكية ضرورة التي التنسيق والعمل فيما بينها وبكافة المجالات والصعد لدرء الخطر المتمثل في التحالف الصهيوامريكي وأعوانهما في المنطقة لا سيما وأن المستهدف الحقيقي هو الإنسان والأرض العربية
ذلك أن منطقتنا العربية تقع ضمن نفوذ و تضارب للمصالح العالمية وعلى جميع الصعد وان المخاض عسير وحيث ان المشاريع المطروحة هي اسعافية وليست علاجية وان الازمات منذ عقود لم تحل مثل القضية الفلسطينية وهضبة الجولان والوجود الصهيوني على الأرض العربية .
وذلك ما افرزه لقاء قمة هلسنكى التى جمعت الرئيسين بوتين و ترامب وما تمخض عنه من
الاتفاقات والتفاهمات الامريكية والروسية والتي لم يفصح عنها إطلاقا الا ما يتعلق بمصالحهما
والسؤال المطروح هو اين نحن كعرب من المعادلة مع اننا المستهدفين ولقد اتضح ان التعويل على الموقف الامريكى عبر عقود من الزمن والتجربة اثبت فشلها واتضح علانية الالتزام الامريكى اتجاه إسرائيل والذي هو الفيصل بكل العناوين الكبيرة والصغيرة ذلك ان إسرائيل وفق الرؤية الامريكية لها دور وظيفى بالمنطقة يخدم المصالح الامريكية بالمنطقة اما التابعين (من العرب )للولايات المتحدة فهم الحصان الخاسر ولا يمكن التعويل عليهم اللهم الا بما يحفظ لهم عروشهم
وكنتيجة حتمية لما سبق فقد تم افشال مشروع التسوية بين إسرائيل و م.ت.ف. والمعروف (باتفاق أوسلو) هي البرهان الكبير إذ بعد 25 عام من المفاوضات لم يتحقق أي شيء على الأرض فلا قامت دولة فلسطينية على حدود 67 ولا اعترفت إسرائيل بحق العودة للاجئين بل تم ابتلاع الأرض الفلسطينية على مدار سنوات التفاوض وخاصة في مدينة القدس وما حولها ولقد زاد الطين بلة كما يقول المثل إعلان الرئيس الأمريكي ترامب وإدارته المتشددة والتي تحمل الفكر الانجليكانى المتحالف مع الصهيونية العالمية إعلانه القدس عاصمة إسرائيل بل ونقله للسفارة الامريكية الى القدس وتطبيقه فعليا على ارض الواقع أي ان الإدارة الأمريكية قد فرضت الرؤية الصهيونية وتعتبرها حلا عادلا والتي تروج له فيما اطلق عليه صفقة القرن والتي كلها تحمل الرؤية الإسرائيلية والطرح الامريكى وإعطاء القدس للصهيونية كعاصمة للدولة اليهودية وانهاء قضية اللاجئين وحق العودة و تحويل القضية الفلسطينية من قضية سياسية الى قضية إنسانية خبز و زعتر ومعبر وميناء ومطار فقط

 

 

*مدير مركز الدراسات والتوثيق الاستراتيجي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى