Featuredنشاطات التجمعنشاطات التجمع المركزية

التجمع يعقد لقاءً سياسياً بعنوان “مستقبل العلاقات السورية المصرية وسط تقلبات الإقليم”

بسم الله الرحمن الرحيم

عقد التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة لقاء سياسيا بعنوان “مستقبل العلاقات السورية المصرية وسط تقلبات الإقليم، حيث استضاف:

  • د. جمال زهران النائب السابق في البرلمان المصري، الأمين العام المساعد للتجمع، ومنسق فرع التجمع في مصر – رئيس الجمعية العربية للعلوم السياسية.
  • د. محمد الشافعي رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية في دار الهلال، عضو مجلس أمناء التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة في مصر
  • د. محمد بهاء الدين الغمري أستاذ العلوم السياسية في جامعة قناة السويس.
  • الدكتور عبد العليم محمد الخبير الاستراتيجي في صحيفة الأهرام المصرية وعضو مجلس أمناء التجمع.

كما استضاف العديد من الشخصيات والفعاليات السياسية والثقافية العربية والإسلامية.

استهل اللقاء الأمين العام للتجمع الدكتور يحيى غدار، بالوقوف دقيقة صمت حداداً على أرواح شهداء الأمة الابرار، وخصّ بالذكر الشهداء الذين سقطوا مؤخراً جراء الفيضانات والسيول في عدد من محافظات الجمهورية الاسلامية الايرانية، متمنيا الشفاء العاجل للجرحى والمصابين…

وعقب الترحيب بالحضور الكريم، تقدم من الدكتور جمال زهران بأحر التهاني على انتخابه رئيسا للجمعية العربية للعلوم السياسية، ومن ثم تحدث عن الوضع العربي والإقليمي المتردي وما وصلت اليه مصر بسبب الظروف السياسية والاقتصادية التي تطوقها، معرباً عن أمله بعودة مصر الى النهوض بدورها القومي والإقليمي خدمة لقضايا الامة.

كما عبر الدكتور غدار عن أسفه لتراجع العلاقات بين مصر وسوريا وخصوصا على مستوى عدم ممارسة دور ايجابي في تسهيل مرور الاحتياجات النفطية الى السواحل السورية عبر قناة السويس.

بدوره، رأى الدكتور جمال زهران أن التحديات التي تواجه مصر كبيرة للغاية، وان الشعب المصري يعاني من عدم وضوح السياسات، وبالأخص على مستوى الضغوط التي تمارس على النظام المصري بشأن سوريا وصفقة القرن والعلاقات مع الرجعية العربية.

كما أكد أن هذه الضغوط قد تعود الى عدة أسباب ولعل أهمها الاقتصادية، الا أن ذلك لا يعني الارتهان والخضوع لكل أنواع الضغوط، فمصر تعتبر دولة محورية في المنطقة شاء من شاء وأبى من أبى، وأعاد الى الاذهان الدور القيادي والريادي لمصر في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر والذي استطاع أن يبني لها مكانة بين الدول والأمم والشعوب.

وفيما يتعلق بالعلاقات السورية أكد الدكتور زهران أنه لا يوجد مبرر لوزير الخارجية المصري ان يعلن شروطا لعودة العلاقات مع سوريا ولعودتها الى الجامعة العربية.. مشيرا الى ان سوريا دولة مقاومة تحملت تبعات حرب على مدى ثمانية سنوات، وهو ما يؤكد أن هذه السياسة لا تمثل مصر في حقيقة الامر، وبحال ارادت مصر استعادة الدور والمكانة فان من المهم الاتجاه شرقا ورفع مستويات التمثيل الديبلوماسي مع سوريا وإيران كخطوة أولى في هذا السياق.

وطالب زهران بدور مصري فعال يليق بمكانتها، وهو ما يعتبر الخطوة الأولى في خدمة مصلحة الشعب المصري وخلاصه من التبعية، كما لفت الى ان انضمام مصر الى الناتو العربي لم يتم إعلانه رسمياً، ولم يتم عبر أي من القنوات الديبلوماسية الرسمية، مؤكدا أن ذلك التحالف يقصد به توجيه الأنظار نحو عدوّ وهمي هو إيران بدل العدو الحقيقي الكيان الصهيوني.

وأكد زهران أن الدور الذي مارسته إيران في خدمة القضية الفلسطينية دور لا يمكن انكاره كما لا يمكن التنكر للتضحيات التي قدمتها.

وفي شأن العلاقات مع سوريا، قال د. زهران: “لقد أدركنا منذ اللحظة الأولى حجم المؤامرة على سوريا ومدى خطرها، وإننا على يقين بأن فكر المقاومة لا بد أن ينتصر وأن أمريكا في حالة أفول وتردٍّ، وما يحصل في فنزويلا يعتبر دليلا اخر على قرب افول الشمس الامريكية وبزوغ فجر عالم جديد”.

من جانبه، لفت الدكتور محمد الشافعي الى أن مسألة العلاقات السورية المصرية مسألة في غاية الأهمية وهي تعتبر قدرا منذ فجر التاريخ. وأشار الى ان ضعف حلقة الوصل بين الاقليمين دائما ما يشكل مصدرا للخطر والاوبئة.

وأكد الشافعي ان ما حدث في سوريا لا يمكن ان يعتبر ثورة، لافتا الى ان الجيش المصري وقف في وجه نداء مرسي لدعم الإرهاب فيها، والان الموقف الرسمي يدعم وحدة الأراضي السورية والتخلص من الإرهاب علما ان ذلك غير كافٍ في حقيقة الامر.

وأشار الشافعي الى ان الدور الكبير لمصر يجب ان تتم ممارسته بمسؤولية تجاه كل الدول العربية. وفي العلاقة مع إيران أشار الى ان هناك ثلاثة دول إقليمية كبرى في المنطقة هي مصر وتركيا وإيران، ولكل منها دور يتوقف على تقدم او تراجع الدولتين الأخريين، وهنا أشاد بالدور المصري في زمن جمال عبد الناصر والذي وقف الى جانب الثورية الإيرانية في عملية البناء والتقدم.

وعبر عن أسفه لمدى الازدراء الذي تعامل به أمريكا الدول التابعة لها من الخليج وغيرها في حين تقدم تلك الدول كل ما لديها من أموال وإمكانات في سبيل الحفاظ على المكتسبات والمناصب والمصالح الشخصية.

بدوره، أشار الدكتور محمد بهاء الدين الغمري الى ان الدور المصري لا يمكن انكاره عبر التاريخ وحتى يومنا هذا، مشيرا الى ان ما يعلن غير ما يحصل في السر وبالأخص فيما يتعلق بالعلاقات مع فلسطين وسوريا…

وأشار الى التكامل والترابط العضوي بين الشعب المصري والسوري، وتلك العلاقات التاريخية التي لا يمكن ان تعكر صفوها السياسات والارتهانات.

وفيما يتعلق بالعلاقات المصرية الإيرانية، اعتبر هذه العلاقة ضرورة لكلا البلدين، وهي تتطلب وجود اتصالات مع إيران وتركيا وغيرها بحيث لا يتم قطع الاتصال مع الدول مهما كانت الظروف التي تحكم العلاقات معها.

من جهته، رأى الدكتور عبد العليم محمد الخبير الاستراتيجي وعضو مجلس أمناء التجمع، أن سوريا من منظور المواطنين المصريين الاحرار لا تزال تعتبر البوابة الشمالية، وهذا أيضا تجده لدى العديد من القيادات العسكرية والسياسية. أما الموقف الظاهر من سوريا حاليا فقد أتى نتيجة الارهاصات التي مرت بها مصر في خضم المخاض الذي تعيشه المنطقة مؤخرا. ومن هذه الزاوية، رأى أن مصر قامت بدور ما في الحرب الناعمة على سوريا، الا انها في المقابل ساهمت في الحفاظ الى حد ما على الدولة السورية وأجهزتها وامكاناتها…

وبرأي الدكتور محمد، فان المطلوب في حقيقة الامر أكثر من هذا وهو غير كافٍ، فلا بد أن تستعيد مصر الدور الحيوي الفعال في إدارة ملفات المنطقة، كما كان في الستينات، وهو ما تعتبر استعادته صعبة في ظل الظروف الراهنة، ومن هنا فان من المهم القيام بتدعيم الأفكار القومية والوطنية والتحررية والقيم الأساسية التي لا يجب ان تخضع لأي تغيير.

وأكد أن مصر الان بحاجة لإعادة الاعتبار لبعض المفاهيم القديمة وخصوصا مفهوم الصراع مع الكيان الصهيوني والذي يجب أن يعود الى صراع وجود وليس صراع حدود. منددا بالقرارات الامريكية الخارجة عن القوانين والسياسات الدولية وخصوصا فيما يتعلق بقرار اعتبار القدس عاصمة للكيان الصهيوني وقرار ترامب الأخير باعتبار الجولان أرضا إسرائيلية…

واعتبر ان العدو الإسرائيلي والامريكي يكتسب قوته من مدى ضعفنا ومن هنا فان علينا ان نمتلك أدوات الاستحقاق والخوض في غمار هذه المرحلة المتميزة التي تشهد تساقط الأقنعة الواحد تلو الاخر وخصوصا فيما يتعلق بالعلاقات مع العدو الصهيوني والمفاوضات والحلول الاستسلامية، فالكيان الصهيوني لا يبغي السلام بل هو دولة توسع واستعمار واستيطان.

وختم: “المقاومة هي الحل، وان اختلال موازين القوى بين الاستعمار والدول المستعمرة موجود منذ الأزل ومن هنا فان الإرادة الحرة والمقاومة هي السبيل لترجيح الكفة الامر الذي يتطلب إعادة النظر في منظومة العلاقات والتحالفات الوطنية والعربية والإسلامية والدولية.

وفي كلمة للأستاذ عمرو ناصف الإعلامي المصري، أشار الى أن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر اكتشف في وقت مبكر جدا انه لا يمكن ان تقوم الثورة في إيران إلا إذا قامت على اكتاف الشباب المتدين… وهو ما ذكر في كتاب لفتحي الديب.

وفيما يتعلق بالواقع الراهن للعلاقات السورية المصرية أشار الى ان أحداً لا يمكن ان يكون راضٍ عنها، وهو ما يعيدنا الى حقيقة أن مصر وشعبها تتعرض لعملية ممنهجة لكيّ الوعي.

واعتبر ان شكل العلاقة بين الدولتين سيء للغاية وهو ما يتطلب من مصر القيام بمبادرات تجاه الجمهورية العربية السورية، علماً أن القيادة السورية لديها يقين بأن مصر تنطلق من علاقاتها مع سوريا من الحجم الهائل من الضغوط التي تتعرض لها وهو ما تتفهمه القيادة السورية الى حد بعيد على قاعدة “لا يكلف الله نفسا إلا وسعها”.

كما شهد اللقاء عددا من الكلمات والمداخلات لكل من:

الأستاذ الدكتور حسان الأشمر أمين عام الجمعية العربية للعلوم السياسية – أستاذ محاضر في الجامعة اللبنانية.

الشيخ الدكتور محمد نمر زغموت رئيس المجلس الإسلامي الشرعي الفلسطيني في لبنان والشتات

الأستاذ علي الديلمي رئيس منظمة يمن للدفاع عن الحقوق والحريات الديموقراطية

الأستاذ عبد الكريم فكري – ممثل منظمة بدر – الحشد الشعبي في لبنان وعضو مجلس أمناء التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة

الأستاذ أبو كفاح دبور – الأستاذ أبو كفاح دبور ممثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة وعضو مجلس أمناء التجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة

الحاج محمد رشيد أمين سر اللجنة الإعلامية في حركة الجهاد الإسلامي

الأستاذ خالد زهران – عضو تكتل الجمعيات والروابط الأهلية لدعم المقاومة والانتفاضة في فلسطين

الأستاذ إحسان عطايا – ممثل حركة الجهاد الإسلامي في لبنان وعضو مجلس أمناء التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة

العميد أبو وسام الشيباني عضو المكتب السياسي لمنظمة بدر في العراق

د. قحطان الخفاجة أستاذ الاستراتيجية في جامعة بغداد

وفي ختام اللقاء، تساءل الدكتور غدار عما إذا كانت مصر تعتبر سوريا عدوّا لها، ونحن على يقين بأن الأمن القومي السوري والأمن القومي المصري مرتبطان بشكل وثيق، كما أننا لا نزال نعتبر الجيش العربي السوري الجيش الأول لجيش جمهورية مصر العربية…

وقال الدكتور غدار: “بما أن القانون الذي ينظم عمل قناة السويس يعتبر أن من حق جميع الدول المرور بحرية عبر القناة باستثناء أعداء مصر، فإن من الضروري الالتزام بتعليمات هذا القانون والسماح لناقلات النفط المتجهة الى سوريا بالمرور دون قيد او شرط طالما كانت ملتزمة بالأنظمة واللوائح والإجراءات المعمول بها”.

وختم أمين عام التجمع: ” نتمنى على القيادة في جمهورية مصر العربية أن تأخذ بعين الاعتبار أنّ أيّ خللٍ في التعاطي بما يتعلق بمرور حاملات النفط باتجاه سوريا، يؤثر سلبا على الامن القومي السوري كون هذه السلعة تعد سلعة استراتيجية على درجة عالية من الأهمية، كما أن نفي المسؤولين المصريين لأي اجراء من شأنه منع وصول النفط الى سوريا يعتبر أمرا هاما، ويعني ذلك أن مصر ملتزمة به، وهو ما نتمنى ان نراه في الأسابيع القليلة المقبلة لنشهد عودة مرور ناقلات النفط من قناة السويس باتجاه الجمهورية العربية السورية”.

   

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى