الضفة تنتفض.. أمن كيان العدو يهتز
ذوالفقار ضاهر
توالت عمليات المقاومة الفلسطينية في الاراضي المحتلة لتضرب متنقلة من القدس الى باقي مدن وقرى الضفة الغربية لتحصد عددا من الصهاينة ولتؤكد العنوان الاساس لكل فلسطين ألا وهو المقاومة الصريحة بكل اشكالها وعلى رأسها المقاومة المسلحة بما تيسر من امكانيات دهسا وطعنا وبالرصاص، وبما تبدعه العقول الفلسطينية الحاذقة من ابتداع اساليب وطرق جديدة لفتح كوة في جدار الاحتلال واجهزته الامنية والاستخباراتية المطبقة على صدور الفلسطينيين في القدس ومناطق الضفة الغربية.
فما هي الرسائل التي تستخلص من هذه العمليات التي نفذت خلال ساعات في القدس والضفة؟ خاصة انها اظهرت تنوعا بالطرق وتناغما في الهدف الذي لا يكتفي في ازعاج العدو وسلبه الراحة بل الذهاب بعيدا للقول ان المقاومة لن تهدأ أيا كانت أساليب القمع في الاراضي المحتلة؟ وهل من رسائل للمقاومة بين القطاع والضفة؟ وماذا يعني تفعيل العمل المقاوم واتساع دائرته في مناطق الضفة التي لا يمكن بأي شكل من الاشكال إقفالها جغرافيا بشكل نهائي عن بقية الاراضي المحتلة ولا سيما القدس؟ وبالتالي هل يمكن للعدو ان يوقف عمليات المقاومة القادمة؟ وأي أثر لهذه العمليات على قدرات العدو وعلى مستقبل الكيان الغاصب؟
هذه العمليات الفلسطينية تؤكد ان لا يدا عليا للاحتلال على الرغم من استخدامه الامكانات الضخمة لمنع تفعيل المقاومة معتمدا على القمع اليومي عبر توسيع دائرة حملات الدهم والاعتقال مستفيدا من شبكة التجسس التي يعمل على زرعها الكترونيا او بشريا عبر العملاء الذين يبعون شرفهم ووطنهم وشعبهم ودينهم بحفنة من الدولارات التي لن تعيد لهم كرامة سقطت ولا نخوة سحقت، كما يحاول العدو الاستفادة الى اقصى درجة من التعاون والتنسيق الامني مع الاجهزة الامنية في الضفة الغربية، ولكن على الرغم من كل ذلك أثبتت الضفة انها بيئة حاضنة للمقاومة وإلا كيف نفسر استنفار العدو لأيام او لفترة زمنية طويلة لملاحقة مقاوم لم يقبل الاستسلام او إراحة العدو بسهولة.
ومن المتوقع ان يبادر العدو الى رفع حدة ووتيرة ممارساته في مناطق الضفة، في ردود انتقامية مباشرة على هذه العمليات، وبحسب صحيفة “معاريف” الصهيونية فقد قرر رئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو في ختام جلسة مشاورات أمنية موسعة في مقر وزارة الحرب الصهيونية مساء الخميس “تسريع عمليات هدم منازل منفذي العمليات خلال 48 ساعة، وشن حملة اعتقالات إدارية في صفوف عناصر حركة حماس”، كما قرر العدو “نصب المزيد من الحواجز ومحاصرة مدينة رام الله، بالإضافة إلى سحب التصاريح من عائلات منفذي العمليات، والدفع بعدة كتائب عسكرية للضفة الغربية خشية تدهور جديد للأوضاع”، وقرر العدو “شرعنة آلاف منازل المستوطنين في الضفة لا سيما في مستوطنة عوفرة التي وقعت على مدخلها عملية إطلاق نار قبل أيام”.
لكن هل يعتقد العدو ان مثل هذه الاجراءات التي هي متبعة اصلا في الاراضي المحتلة وخاصة بالضفة والقدس، هي من الامور التي قد توقف عمليات المقاومة وعمليات كل فلسطيني سيتخذ القرار لاستخدام سلاحه الفردي او استخدام السكين او سيارته لدهس المستوطنين والعسكريين الصهاينة؟ أليس المقاومة وكل الشعب الفلسطيني باتوا يدركون كيفية التعامل مع هذه الممارسات ويعرفون كيفية التخلص من اي قيد قد يحاول العدو فرضه على الارض؟
وبالسياق، قال رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية إن “الضفة الغربية المحتلة تتغير وإن هناك صفحةً جديدة فتحت مع المحتل”، وأكد ان “السنوات العجاف التي عاشتها الضفة أزف رحيلها وهناك صفحة جديدة مع المحتل فتحت بالدم والشهادة والبارود والنار.. وان هناك شيء سيتغير، بل بدأ يتغير بكل ما تعنيه الكلمة من معنى”، هذه الكلمات كافية لجعل العدو يقلق بشكل كبير على مستقبل جنوده ومستوطنيه في الضفة الغربية، وبالتالي على العدو ان يتحضر لمواجهة مرحلة جديدة ومقبلة تختلف عن الماضي وان “الخطر” الذي يحاول العدو إبعاده عنه او مواجهته سواء في جبهة قطاع غزة او غيرها من الجبهات، سيأتيه من الداخل ومن حيث يخشاه بشكل جدي وكبير اي من الضفة الغربية والقدس وبقية الاراضي المحتلة، بما يهدد امن الكيان الغاصب ليضع مصيره على المحك، خاصة اذا ما تماهت هذه المقاومة مع القدرات المتراكمة والمتعاظمة في غزة ناهيك عن قدرات المقاومة الاسلامية في لبنان وحساسية الوضع في جبهة الجولان بالنسبة للعدو، كل هذه الاوضاع تجعل الامر اكثر خطورة للصهاينة عما في السابق وستدفعهم الى التفكير مليا بالبركان الذي يغلي سينفجر ثورة فلسطينية متجددة في كل مناطق الضفة الغربية.
والاكيد ان سقوط الشهداء في الضفة سيزيد من اصرار الشعب الفلسطيني الذي لا يهزم ويتحدى هذا المحتل الغاصب الذي لا يقيم اي اعتبار للاعراف والقوانين الدولية ويخالف وينتهك كل الحقوق الانسانية للشعب الفلسطيني ويتمادى في جرائمه، كل ذلك سيدفع بالفلسطينيين الى التكاتف اكثر فاكثر لتكون المقاومة كتلة واحدة تمتد من غزة الى الضفة وكل الاراضي المحتلة، ما يوجب على كل الاطراف الفلسطينية عدم إراحة العدو بل الوقف الفوري لاي تعاون او تنسيق معه بما يجعل الصهاينة يتخبطون داخل النفق الامني الذي وضعتهم به المقاومة، تمهيدا لتحقيق الاهداف في الحرية والعودة وتحرير القدس وكل فلسطين وطرد المحتل الغاصب.
المصدر: موقع المنار