الحرب بين التهويل والكلفة… “إسرائيل” مذعورة من تفجيرات الفجيرة
هيئة تحرير موقع التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة
في تجاربنا وثقافتنا الشعبية، “الشبّيح”، والعمدة، والازعر، و”القبضاي”… وفي واقع السياسية والحروب لا تختلف الصفات كثيرا، والنموذج المُعاش اليوم هو الكيان الصهيوني. فقد أرعد وأزبد وروّج لخطط ومشاريع وصفقات قرن، وبذل نتنياهو الكثير لإقناع ترامب بتلزيم الأمن القومي ووزارة الخارجية والوكالات الامريكية لأزلامه، وأقنع ترامب بنقل السفارة وبإهدائه الجولان، وبتمزيق الملف النووي الإيراني، وبلغت به القدرة في التأثير على ترامب وفريقه أن استدرجه لاستعراض عضلاتٍ منفوخةٍ في الخليج وبإزاء إيران وحلف المقاومة، وعندما لاحت بوادر مواجهةٍ فعلية، بات الكيان الصهيوني في حالة رهاب، يبحث عن مخارج وملاذاتٍ كشأن “أزعر” تورّط ووُرِّطَ في مشكلةٍ ولم يعد يستطيع الخروج منها إلا بالهروب لإبقاء صورته “الخشنة”.
حلف المقاومة صانع الامجاد والانتصارات منذ حرب 1973 والقادر والمتصاعدة قوته تعامل بحذر، وبقليل من العنتريات، وبالكثير من التحذير واستعراض واستحضار عناصر القوة العملية بقصد تفادي الحروب والتدمير، واستمرّ في سياساتٍ دفاعيةٍ قاصداً إنجاز الانتصارات بالتقسيط وبأقلّ الكلفة كي لا تكون كلفة الحروب مهولةً على الجميع، مؤمنا ومصمما على أن يكون النصر النهائي في الحروب له مهما اتخذت شكلا أو عنفا.
نتنياهو يعرف أنه وكيانه عاجزون وغير قادرين على تغيير المعطيات، وقد انتفت القدرة على ابتزاز غزة المحاصرة والجائعة والتي استطاعت بالصدور العارية وبابتداع وسائط قتال بسيطة وشعبية أن تصمد وأن تنتقل الى الهجوم، وأن تُحرج نتنياهو وتؤثر في بنية كيانه وفي انتخاباته، بل بلغت من القوة بأن ألزمته وترامب بتسوية خلافات جوهرية بين مصر وقطر لتأمين غزة بالأموال وفتح المعابر لتأمينها بأسباب ومواد الحياة الضرورية. وفي المعركة الاخيرة ألزمت المقاومة “إسرائيل” والجميع بمطالبها وأخذت ما أرادت.
هو نفسه نتنياهو المتعنتر على مستعربي الخليج والاخرين، وأركان حربه ودولته يعيشون حالة رهاب تعكسها التصريحات والتسريبات والمقالات الاستراتيجية عن خطر أن تصبح “إسرائيل” أثراً بعد عين إن وقعت الحرب في الخليج، ويتصاعد العويل وتبدأ الاسطوانة الاعلامية الاسرائيلية تحفّز على البحث عن مخارج حوارية وتفاوضية لحلّ الازمة الايرانية الامريكية، كلّ ذلك بمجرد أنّ عملية مجهولة المصدر نفذت ضد ناقلات النفط في ميناء الفجيرة…
وحدهم منظرو الحروب “الفيسبوكيون”، والفضائيات، ومعدّو برامجها، والمهوّلون في وسائط التواصل، يستعرضون أخبارا وينشرون توهّمات لا أساس لها من الصحة ولا تتوفر القدرة على توفيرها إلا في مخيلاتهم…
يتحدثون عن حشود مارينز لغزو إيران، وعن قطع بحرية يصفها الخبراء الامريكيون والاوروبيون بأنها باتت خردة “أشبه بجيوش مسلحة بالخناجر والفؤوس في الحرب العالمية الاولى” ويصورونها جيوشاً جرارةً قادرةً على احتلال إيران….
إنها مجرد أكاذيب لا أساس لها من الصحة، فغزوة أمريكا للعراق المنهك والمنهوب اقتضت حشد تحالف من عشرات الدول، وزجّ مليون جندي ومرتزق، وفشل الغزو وهزمت أمريكا وحلفها… وغزو إيران يحتاج الى عشرة أضعاف المليون، ومئة ضعف القطع والاسلحة التي استخدمت في العراق بالإضافة الى جغرافية محيطه ودولٍ تضع كل إمكاناتها لصالح الغزاة من المغرب الى الاردن والكويت والسعودية واخواتها، غير أنّ واقع إيران وتوازن القوى مختلفٌ جوهريا عما كان…
قد تغامر أمريكا وتقامر بحربٍ تنهي نفوذها وأدواتها ودولها وأساطيلها وقواعدها في الاقليم الى الابد، لكنها لن تغزو حلف المقاومة بيسرٍ أو بلا ردٍّ وبلا كلفةٍ مهولةٍ لا تقوى عليها ولا يقوى الاقتصاد العالمي على تحملها…
قد تقامر وتصبح قيادتها نموذجا للقيادة الحمقاء، وإن فعلتها فستصدق التقارير الاسرائيلية ومقولات كبار كتابها واستراتيجييها وتكون “إسرائيل” اول الخاسرين، ولهذا يبدو أن الطبل في الخليج والمأتم في القدس…